المنشورات

الاعتكاف

لغة: من اعتكف يعتكف اعتكافا، والأصل: عكف.
قال ابن فارس: العين، والكاف، والفاء، أصل صحيح يدل على مقامة وحبس، يقال: عكف، يعكف: ويعكف، عكوفا، وذلك إقبالك على الشيء لا تنصرف عنه.
قال العجاج:
فهنّ يعكفن به إذا حجّا ... عكف النبيط يلعبون الفنزجا
ويقال: عكف الطير بالقتيل.
والعاكف: المعتكف، والمعكوف: المحبوس.
قال ابن الأعرابي: يقال: ما عكفك على كذا: أى حبسك، قال الله تعالى:. وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ.
[سورة الفتح، الآية 25] والعكف: الحبس والوقف.
وقريب منه قولهم: الاعتكاف: المواظبة والملازمة، ومنه قوله تعالى:. يَعْكُفُونَ عَلى أَصْناامٍ لَهُمْ.
[سورة الأعراف، الآية 138] واصطلاحا:
عرّفه الحنفية: بأنه عبارة عن المقام في مكان مخصوص- وهو المسجد- بأوصاف مخصوصة من النية الصوم وغيرهما.
- وقال الجرجاني: لبث صائم في مسجد جماعة بنية، وقال: تسليم القلب عن الدنيا، وتسليم النفس إلى المولى.
وعرّفه المالكية: بأنه لزوم مسجد مباح لقربة قاصرة بصوم معزوم على دوامه يوما وليلة سوى وقت خروجه لجمعة أو لمعنية الممنوع فيه. كما قاله ابن عرفة:- لزوم مسلم مميز مسجدا مباحا- أى: يدخله كل الناس، وليس محجورا على أحد بصوم كافّا عن الجماع ومقدماته يوما بليلته للعبادة بنية كما في «أقرب المسالك» .
وعرّفه الشافعية: بأنه عبارة عن المقام في المسجد على وجه مخصوص. ذكره ابن باطيش.
وقال الشربينى: اللّبث في المسجد من شخص مخصوص بنية.
واللّبث: الإقامة بقدر ما يسمى عكوفا بحيث يكون زمنها فوق زمن الطمأنينة في الركوع.
وعرّفه الحنابلة: بأنه لزوم المسجد لطاعة الله تعالى فيه.
ذكره البعلى.
وفي «الروض المربع» : لزوم مسلم عاقل ولو مميزا لا غسل عليه مسجدا ولو ساعة.
«معجم المقاييس (عكف) ص 688، 689، والمفردات ص 342، 343، والمصباح المنير ص 424 (علمية) ، والاختيار 1/ 179، والفتاوى الهندية 1/ 211، والتعريفات ص 25، وطلبة الطلبة ص 107، ودستور العلماء 1/ 135، 136،وشرح حدود ابن عرفة 1/ 162، وبلغة السالك لأقرب المسالك 1/ 238، وتحرير التنبيه ص 150، 151، والإقناع للشربينى 2/ 27، 28، والتوقيف ص 75، والمغني لابن باطيش ص 256، والمطلع ص 160، والروض المربع ص 189، ونيل الأوطار 4/ 264» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید