المنشورات

الأنفال

النفل بالتحريك: الغنيمة، وفي التنزيل العزير: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفاالِ. [سورة الأنفال، الآية 1] ، سألوا عنها لأنها كانت حراما على من كان قبلهم فأحلها الله لهم، وأصل معنى الأنفال: من النفل بسكون الفاء: أي الزيادة.
وقد يأتي النفل بمعنى: الحلف، ففي الحديث: «أترضون نفل خمسين من يهود» [البخاري «أدب» 89] : أى أيمانهم، وسمّيت القسامة نفلا، لأن الدم ينفل بها: أي ينفى، ومنه انتفل من ولدها: أى جحده ونفاه، وعلى المعنى الأول سمى القرآن الغنيمة نفلا، لأنه زيادة في حلالات الأمة ولم يكن حلالا للأمم الماضية، أو لأنه زيادة على ما يحصل للغازي من الثواب الذي هو الأصل والمقصود.
واصطلاحا: اختلف في تعريفها على خمسة أقوال:
الأول: هي الغنائم: وهو قول ابن عباس (رضى الله عنهما) في رواية، ومجاهد في رواية، والضحاك، وقتادة، وعكرمة في رواية.الثاني: الفيء: وهي الرواية الأخرى عن كل من ابن عباس (رضى الله عنهما) وعطاء وهو: ما يصل إلى المسلمين من أموال المشركين بغير قتال، فذلك للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم يضعه حيث يشاء.
الثالث: الخمس: وهي الرواية الأخرى عن مجاهد.
الرابع: التنفيل: وهو ما أخذ قبل إحراز الغنيمة بدار الإسلام وقسمتها، فأما بعد ذلك فلا يجوز التنفيل إلّا من الخمس، وتفصيله في مصطلح «تنفيل» .
الخامس: السلب: وهو الذي يدفع إلى الفارس زائد عن سهمه من المغنم.
فالأنفال بناء على هذه الأقوال تطلق على أموال الحربيين التي آلت إلى المسلمين بقتال أو بغير قتال ويدخل فيها الغنيمة والفيء.
قال ابن العربي: قال علماؤنا- رحمهم الله-: هاهنا ثلاثة أسماء: الأنفال، والغنائم، والفيء.
- فالنفل: الزيادة، وتدخل فيها الغنيمة، وهي: ما أخذ من أموال الكفار بقتال.- والفيء: وهو ما أخذ بغير قتال، ويسمّى كذلك، لأنه رجع إلى موضعه الذي يستحقه، وهو انتفاع المؤمن به، ويطلق أيضا على ما بذله الكفار لنكف عن قتالهم، وكذلك ما أخذ بغير تخويف كالجزية، والخراج، والعشر، ومال المرتد، ومال من مات من الكفار ولا وارث له.
«مشارق الأنوار (نفل) 2/ 20، 21، ومعجم مقاييس اللغة (نفل) ، وأحكام القرآن للجصاص 3/ 55، وأحكام القرآن لابن العربي 2/ 125، والموسوعة الفقهية 7/ 18، 19» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید