المنشورات

التأويل

لغة: مصدر أوّل، وأصل الفعل: «آل الشيء يؤول أولا» :
إذا رجع، تقول: «آل الأمر إلى كذا» : أى رجع إليه، ومعناه: تفسير ما يؤول إليه الشيء ومصيره.
وهو في الأصل: الترجيع، وتأولت الآية: إذا نظرت فيها برجع معناها. اصطلاحا: صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقا للكتاب والسّنة، مثل قوله تعالى:.
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ.
[سورة الأنعام، الآية 95، ويونس، الآية 31] إن أراد به إخراج الطير من البيضة كان تفسيرا، وإن أراد إخراج المؤمن من الكافر أو العالم من الجاهل كان تأويلا.
- وعرّفه ابن حزم: بأنه نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر.- وعرّفه إمام الحرمين: بأنه رد الظاهر إلى ما إليه مئاله في دعوى المؤوّل.
- وعرّفه الغزالي: بأنه احتمال يعضده دليل يصير به أغلب على الظن من المعنى الذي يدل عليه الظاهر.
- وعرّفه الآمدي: بأنه حمل اللفظ على غير مدلوله الظاهر منه مع احتماله له.
- وعرّفه ابن الحاجب: بأنه حمل الظاهر على المحتمل المرجوح، قال: وإن أردت الصحيح قلت: بدليل يصيره راجحا.
فوائد:
الفرق بين التفسير والتأويل: أن التفسير أعم من التأويل، وأكثر استعمال التفسير في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل التأويل في الكتب الإلهية، أما التفسير فيستعمل فيها وفي غيرها.
- وقال قوم: ما وقع مبيّنا في كتاب الله عزّ وجلّ، ومبينا في صحيح السّنة سمّى تفسيرا، لأن معناه قد ظهر وليس لأحد أن يتعرض له باجتهاد ولا غيره، بل يحمله على المعنى الذي ورد ولا يتعداه. والتأويل: ما استنبطه العلماء العالمون بمعاني الخطاب الماهرون بآلات العلوم.
- قال الماتريدى: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هو هذا، والشهادة على الله أنه عنى باللفظ هذا المعنى، فإن قال:
دليل مقطوع به فصحيح، وإلّا فتفسير بالرأي وهو المنهي عنه.
والتأويل: ترجيح أحد الاحتمالات بدون القطع والشهادة.
«معجم مقاييس اللغة ص 98، 99، والمفردات ص 30، 31، والإحكام لابن حزم 1/ 42، والتعريفات ص 43، والبرهان في أصول الفقه 1/ 511، والروض المربع ص 432، والمستصفى 1/ 387، ومختصر المنتهى الأصولي ص 149، والإحكام للآمدى 1/ 53، وإرشاد الفحول ص 176، وإحكام الفصول ص 49، وروضة الناظر ص 92» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید