المنشورات

الزّكاة:

لغة: النماء، والريع، والزيادة، من زكا يزكو زكاة وزكاء، ومنه قول علىّ- رضى الله عنه-: «العلم يزكو بالإنفاق» .
ورجل زكى من قوم أزكياء: أى رجل زائد الخير.
- تقول: «زكا المال يزكو» : إذا كثر ودخلته البركة، وزكا الزّرع: إذا نما، وسمّيت الصدقة زكاة لأنها سبب النماء والبركة.
- وقيل: أصلها الطهارة من قوله تعالى:. أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً [سورة الكهف، الآية 74] : أي طاهرة.
وقوله تعالى:. لِأَهَبَ لَكِ غُلااماً زَكِيًّا [سورة مريم، الآية 19] : أي طاهرا.
- وقيل: مأخوذ من تزكّى: أى تقرب، قال الله تعالى:
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّاى [سورة الأعلى، الآية 14] ، وقوله تعالى:
الَّذِي يُؤْتِي ماالَهُ يَتَزَكّاى [سورة الليل، الآية 18] .
- والزكاة أيضا: الصلاح، قال الله تعالى:. خَيْراً مِنْهُ زَكااةً. [سورة الكهف، الآية 81] : أي عملا صالحا، فكأنها تطهر من الذنوب وتقرب إلى الله تعالى، ومنه قوله تعالى:
وَلَوْ لاا فَضْلُ اللّاهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ماا زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً. [سورة النور، الآية 21] : أي ما صلح منكم، ومنه أيضا قوله تعالى:. وَلاكِنَّ اللّاهَ يُزَكِّي مَنْ يَشااءُ.
[سورة النور، الآية 21] : أي يصلح من يشاء.
- وجاء في القرآن بمعنى الإسلام: وَماا عَلَيْكَ أَلّاا يَزَّكّاى.
[سورة عبس، الآية 7]- وجاء بمعنى: الحلال، قال الله تعالى:. فَلْيَنْظُرْ أَيُّهاا أَزْكى طَعااماً. [سورة الكهف، الآية 19] .
واصطلاحا:
- قال الماوردي وغيره: الزكاة في عرف الشرع: اسم لأخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على أوصاف مخصوصة لطائفة مخصوصة.- والزكاة: تجب في مال المسلم سواء أكان للتجارة أم غيرها، أما العشر فلا يجب إلا في الأموال التجارية، ويؤخذ من الذمي.
- قال ابن عرفة (رحمه الله) : «الزكاة جزء من المال شرط وجوبه لمستحقه عند بلوغ المال نصابا، ومصدرا:
إخراج جزء» .
- قال الحنفية: إعطاء جزء من النصاب الحولي إلى فقير ونحوه غير هاشمي ولا مطلبي.
- الزكاة: هي تمليك المال من فقير مسلم غير هاشمي ولا مولاه بشرط قطع المنفعة عن المملك من كل وجه لله، هذا في الشرع.
وأما صفتها: فهي فريضة محكمة يكفر جاحدها، ويقتل مانعها، هكذا في «محيط السرخسي» .
- تطلق على أداء حق يجب في أموال مخصوصة على وجه مخصوص ويعتبر في وجوبه الحول والنصاب، وتطلق الزكاة أيضا على المال المخرج نفسه كما في قولهم: «عزل زكاة ماله» ، والساعي يقبض الزكاة، ويقال: «زكى ماله» : أي أخرج زكاته، والمزكى: من يخرج عن ماله الزكاة، وهو من له ولاية جمع الزكاة.
- وقال ابن حجر: قال ابن العربي: إن الزكاة تطلق على الصدقة الواجبة، والمندوبة، والنفقة، والحق، والعفو.
فائدة:
وللزكاة أسماء هي:
- الزكاة: من قوله تعالى:. وَآتُوا الزَّكااةَ. [سورة البقرة، الآيات 43، 83، 110، 277، والتوبة، الآيتان 5، 11، والحج، الآيتان 41، 78] .
- والصدقة: من قوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْواالِهِمْ صَدَقَةً.
[سورة التوبة، الآية 103]- والحق: من قوله تعالى:. وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصاادِهِ.
[سورة الأنعام، الآية 141] . - والنفقة: من قوله تعالى:. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاا يُنْفِقُونَهاا فِي سَبِيلِ اللّاهِ. [سورة التوبة، الآية 34] .
- والعرف: من قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ.
[سورة الأعراف، الآية 199] . قاله ابن نافع عن مالك. «شرح حدود ابن عرفة ص 140، والنظم المستعذب 1/ 139، وتحرير التنبيه ص 115، وشرح الزرقانى ص 312، والفتاوى الهندية 1/ 170، والاختيار ص 131، والروض المربع ص 37، 155، والموسوعة الفقهية 23/ 26، 30/ 101» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید