المنشورات

(رُؤْيَة الْمُصحف)

وَأما رُؤْيَة الْمُصحف فتؤول بِالْملكِ وَالْقَاضِي وَمن يعْتَمد عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالْحكمَة فَمن رأى أَن الْمُصحف عدم أَو احْتَرَقَ أَو غسل فَإِن ملكا أَو قَاضِيا أَو عَالما يَمُوت وَإِن رأى أحد من هَؤُلَاءِ أَنه يكْتب فَإِنَّهُ بخيل بِعِلْمِهِ وجاهه وَإِذا رأى عَالم أَنه يَكْتُبهُ فَهُوَ قَلِيل الْحِفْظ والفهم وَإِن رأى السُّلْطَان أَنه يَكْتُبهُ فَإِنَّهُ يظْهر علما وعدلا وَإِن رأى تَاجر أَنه يَكْتُبهُ فَإِنَّهُ يكْتَسب مَالا وَمن رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فِي الْمُصحف أَو ينظر فِيهِ دلّ على انتشار علمه وحكمته وعدله فِي الْخلق وَرُبمَا يحصل لَهُ مِيرَاث وَمن رأى أَنه اشْترى مُصحفا فَإِنَّهُ يتفقه فِي الدّين وَمن رأى أَنه أحرق مُصحفا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه وَقلة عقله وَمن رأى أَنه بَاعَ مُصحفا كَانَ محروما من كسب الْعلم وَيكون حَقِيرًا ذليلا وَمن رأى أَنه أكل أوراق الْمُصحف فَإِنَّهُ يكون كثير التِّلَاوَة وَإِن كَانَ من عَامَّة النَّاس دلّ على أَنه يَأْكُل بِكِتَاب الله وَإِن رأى ملك أَنه ابتلعه فَإِنَّهُ لَا يعِيش إِلَّا قَلِيلا أَو رأى ذَلِك قَاض فَإِنَّهُ يرتشي فِي حكمه وَمن رأى أَنه يمزق أوراقه فَإِنَّهُ يكون كسلانا فِي صلَاته وَمن رأى أَنه محا الْقُرْآن بِلِسَانِهِ فقد ارْتكب إِثْمًا عَظِيما وَقيل رُبمَا يحفظ الْقُرْآن وَمن رأى أَنه يُفَسر الْقُرْآن دلّ على أَنه يدْخل فِي أَمر لَيْسَ لَهُ فِيهِ معاون وَمن رأى أَنه فتح الْمُصحف وَلم يجد فِيهِ كِتَابَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا يُرِيد غَيره أَن ينْسَخ لَهُ مُصحفا وَرُبمَا يعلم غَيره إِن كَانَ من أَهله وَمن رأى أَنه قبل مُصحفا فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَمن رأى أَنه توكأ عَلَيْهِ أَو وَضعه تَحت رَأسه فَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر يكون محترضا عَلَيْهِ وَإِن لم يكن فيرتكب مَا لَا يحل لَهُ وَمن رأى أَنه ضَاعَ مصحفه فَإِنَّهُ ينسى الْعلم وَالْقُرْآن وَمن رأى أَنه تقلد مُصحفا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة أَو يتقلد أَمَانَة وَيكون من حَملَة الْقُرْآن وَقيل نجاة وَأمن وصيانة وَمن رأى أَن الْمُصحف يحدثه وَيتَكَلَّم مَعَه فَإِن فِي الْكَلَام مَا يدل على خير فَخير أَو على شَرّ فشر وَمن رأى أَن الْمُصحف وَقع من يَده أَو أَخذ مِنْهُ فَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل عَنْهَا وَإِن لم يكن فَلَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه جعل الْمُصحف خلف ظَهره فَإِنَّهُ يصير مبتدعا







مصادر و المراجع :

١- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام

المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ)

الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر

الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید