المنشورات

(رُؤْيَة الْمَوْت)

وَأما الْمَوْت فَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ أَو غسلوه وكفنوه أَو حملوه على النعش أَو دفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد دينه ويرجى لهَذَا الْمَيِّت صَلَاح دينه مَا لم يدْفن فَإِن دفن لَقِي الله على غير التَّوْبَة إِلَّا أَن يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد الدّفن فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى أَنه قيل لَهُ إِنَّك لم تمت أبدا فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا وَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَمَا عَلَيْهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفن يُسَافر وَمن رأى أَن الأَرْض طويت فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا وَمن رأى أَنَّهَا نشرت فَإِنَّهَا تطول حَيَاته وَمن رأى أَنه خرج من أَرض جدبة إِلَى أَرض خصبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من بِدعَة إِلَى سنة وَإِن رأى أَنه خرج من أَرض خصبة إِلَى أَرض جدبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من سنة إِلَى بِدعَة وَمن رأى أَنه نفض يَدَيْهِ من التُّرَاب فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَمن رأى أَنه ميت فِي الْمَقَابِر من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَمن رأى أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع وَمن رأى أَنه مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن وَمن رأى أَنه مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ وَمن رأى أَنه ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فَهُوَ مَوته وَمن رأى أَن حَيا قد مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يرْتَد نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَمن رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِنَّهُ يحدث فِي دين الرَّائِي فَسَاد وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِن ذَلِك الْبَلَد يؤول أمره إِلَى الْفساد ويدور بِمَا يخرب وَمن رأى أَن أحد أَبَوَيْهِ مَاتَ فَإِنَّهُ تذْهب دُنْيَاهُ وَيفْسد حَاله وَإِن كَانَ من طلاب الْآخِرَة تعطل عمله وَمن رأى أَن أَخَاهُ مَاتَ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ مَوته أَو موت أحد من نواحيه وَإِن لم يكن لَهُ أَخ وَرَأى ذَلِك فإمَّا أَن يَمُوت هُوَ أَو يذهب مَاله وَقيل يصاب يإحدى عَيْنَيْهِ وَإِحْدَى يَدَيْهِ وَمن رأى أَن زَوجته مَاتَت فَإِنَّهَا تكسد صناعته وَقيل يَسْتَغْنِي ويستفيد مَالا من حل وَمن رأى أَن ابْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يخلص من عدوه وَمن رأى أَن ابْنَته مَاتَت فَإِنَّهُ أياس من فَرح وَقَالَ ابْن سِيرِين موت الْوَلَد أَمَان من عَدو وَحُصُول مِيرَاث وَمَوْت الْبِنْت رُجُوع عَن أمل فِيهِ سرُور وَمَوْت الْوَلَد وَمَوْت الْوَالِد تحير أُمُور بِسَبَب معيشته وَمَوْت الوالدة عدم وُصُول إِلَى مَقَاصِد وَحُصُول هم وحزن وَمن رأى أحدا من قرَابَته قد مَاتَ فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مقدرته وَمَوْت الزَّوْجَة جنَّة وَمَوْت الْمَرْأَة الحبلى فِي غَايَة الْجَوْدَة وَالصَّلَاح لَهَا وَمن رأى أَنه مَاتَ فَجْأَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما من حَيْثُ لَا يأمل ذَلِك وَمن رأى أَن حَامِلا قد مَاتَت فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وتسر بِهِ وَرُبمَا دلّ الْمَوْت على الطَّلَاق وَمن رأى أَن إنْسَانا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَهُوَ ينوح عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لكليهما وَمن رأى أَنه مَاتَ عِنْد قوم فَإِنَّهُ يحْشر على فعلهم وَقيل يَمُوت على بِدعَة أَو يُسَافر سفرا لَا يرجع مِنْهُ وَمن رأى أَنه حمل مَيتا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا وَمن رأى أَنه جر الْمَيِّت على الأَرْض فَإِنَّهُ يكْتَسب إِثْمًا وَمن رأى أَنه نقل مَيتا إِلَى الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يعْمل بِالْحَقِّ وَإِن نَقله إِلَى السُّوق نَالَ حَاجته ونفقت تِجَارَته وَمن رأى أَن عَالما قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على بطلَان الْعلم والشريعة بذلك الْمَكَان وَمن رأى أَن أحدا من أهل الْبدع قد مَاتَ فَإِنَّهُ يزْدَاد طغيانا وَمن رأى أَن ذَا صَنْعَة قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على كساد صَنعته وَمن رأى أَن عَبده أَو أمته أَو خادمه قد مَاتَ فَإِنَّهُ نقص فِي أبهته مَا لم يكن عِنْده غَيره فَإِن كَانَ عِنْده غَيره فَهُوَ توقف بعض الْأُمُور وَمن رأى أَن صديقه مَاتَ فإمَّا أَن الرَّائِي يَمُوت أَو يفقد صديقه وَمن رأى أَن بهيمته مَاتَت لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ عِنْده غَيرهَا يكون أخف وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَهُوَ ملقى فَإِن كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء خُصُوصا إِذا كَانَ نَوعه مُؤْذِيًا وَيكون الظفر أبلغ وَرُبمَا دلّ على الْأَمْن والسلامة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن شَيخا مَجْهُولا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على أَن جده لَا ينْتج مِنْهُ شَيْء مِمَّا قَصده وجد فِيهِ وَمن رأى أَن امْرَأَة مَجْهُولَة قد مَاتَت فَإِن دُنْيَاهُ تتعطل









مصادر و المراجع :

١- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام

المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ)

الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر

الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید