-ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان فإن أشعلها في الناس أوقع بينهم العداوة بضر فإن رأى تاجر ناراً وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أنّ ما يتناوله من ذلك حرام والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشئ إذا نفق والرماد كلام باطل لا ينتفع به ومن أوقد ناراً على باب سلطان فإنّه ينال ملكاً وقوة فإن رأى نارا عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنّه رجل سلطاني نفاع فإن رأى أنه قاعد مع قوم حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى (إن بُورِكَ مَنْ في النَارِ ومَنْ حَوْلهَا) وإن رأى ناراً أخرجتَ من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى ناراَ سقطت من رأسه أو خرجت من يديه ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ويكون له نبأ عظيم فإن رأى شعلة نار على داره ولم يكن لها دخان فإنّه يحج فإن رآها وسط داره فإنّه يغرس في تلك الدار فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً لقصة موسى عليه السلام
-ومن رأى في تنوره ناراً موقدة حملت امرأته إن كان متأهلاً فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند فإن رأى ناراً خرجت من إصبعه فإنّه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنّه غماز فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها فإنّه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من إصابته
-ومن رأى داره احترقت خرجت داره وشيكاً (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أصلى خفي بالنا فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من الأخرى سفعاً فقال ابن سيرين إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شئ قليل فكان كذلك
-ومن رأى كأنه في نار لا يجد لها حراً فإنّه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه لقصة إبراهيم
-ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ فإنّه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه
-ومن رأى ناراً توقد في داره يستضئ بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلده فهو موت رئيسه العالم فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص فإن رأى أنّه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب فإن أطفئت قهرا وإن كان تاجراً لم يربح والدخان هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته فإنّه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنّه خير خصب وفرج بعد هول يناله
-ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم والحطب نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان والفحم من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقي هو رزق من السلطان والفحم الذي لا ينفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر فإن كان فحماً ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه بقية من المنافع (رأى) سيف بن ذي يزن كأنّ ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة فقصها على معبري مملكته فقالوا له إنّ الحبشة تستولي على بلدك فكان كذلك وقيل إنّ الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان فمن رأى الرماد فإنّه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علم لا ينفع
-ومن رأى أنه يسجر تنوراً فإنّه ينال ربحاً في ماله ومنفعة نفسه فإن رأى في دار الملك تنوراً فإنّ كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى وإن كان له أعداء ظفر بهم فإن رأى أنّه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً نال ولاية وسلطاناً وينجو من عدوه إن كان له عدو ومن أصاب تنوراً بغير رماد تزوج امرأة لاخير فيها والكانون من الحديد امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين وغذا كان فيه النار دل على الدولة وإذا كان خالياً من النار دل على العطلة والمنارة خادم فما رؤي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فإن تأويلها في الخادم والترس أشرف قطعها وتأويله رأس الخدم
(السراج) هو قيم بيت فمن رأى أنّه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة فإن رأى أنه يطفئ سراجا بفمه فإنّه يبطل أمر رجل يكون علي الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى (يريدون ليطفئوا نَورَ الله بأفواهِهِم والله مُتَمُّ نورَه)
-ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنّه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى (ويَجْعَل لَكُم نوراً تَمْشون به) فإن رأى كأنه يمشي بالليل في سراج يتهجد إن كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى وربما يكون في معصية فيتوب عنها فإن رأى كأنّ سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فإن رأى كأن له سراجاً داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك فإن رأى كأن له سراجا ضوؤه كضوء الشمس فإنّه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي
-ومن رأى في داره سراجاً ولد له غلام مبارك
-ومن رأى كان في يده سراجا وشمعة أو نارا فأطفأه فإن كان سلطاناً عزل أو تاجراً خسر أو ملكا ذهب ماله لقوله تالعى (كمَثَل الذي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَب الله بنورِهِم وتَرَكَهُمْ في ظلمات لايبصرون) والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية وإذا كان وقوده غير مضيء فإنّه يدل على غم والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية والقليلة قهرمانة تخدم الناس فإن رأى أنها احترقت كلها فإنَّ القهرمانة تموت فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق فإنّها تخطئ خطأ وتزل زلة والشمعة سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إلى صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل والقنديل ولد له بهاء ورفعة وذكر وصيت ومنفعة إذا أسرج في وقته وإذا كان مسرجاً فإنّه قيم بيت أو عالم والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام وقدح النار تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنّه قدح ناراً ليصطلي بها استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فإنّهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأنّ الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والناس سلطان والمرأة إذا رأت أنّها قدحت ناراً فانقدحت وأضاءت بنفختها ولدت غلاماً
-ومن رأى أنه قرع حجراً على حجر فانقدحت منهما نار فإنَّ رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما لأنّ الشرارة قتال بالسيوف، وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العرب، فإن علقت النار فإنَّ الزوجة تحبل ويخرج الولد من بين الزوجين وربما دل على الشرِ بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهما، فإن أحرقت ثوباً أو جسماً كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم، وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً كان ذلك قدحاً في الدين، والمسرجة قيم البيت لقيامه بصلاحهم، وربما دلت على زوجها، وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها، وربما كانت ولدها الخارج من بطنها، وربما دل السراج على كل ما يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها، فمن رأى سراجاً طفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منامه، فإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
مصادر و المراجع :
١- تفسير الأحلام = منتخب
الكلام في تفسير الأحلام (مطبوع بهامش تعطير الأنام في تعبير المنام للنابلسي)
المؤلف: ينسب
لمحمد بن سيرين (المتوفى: 110هـ) ولا تصح نسبته له
الناشر: شركة
مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده
سنة الطبع: 1359
- 1940 م
تعليقات (0)