المنشورات

الاكتساب في الفرنسية/ noitisiuqcA في الانكليزية/ noitisiuqcA في اللاتينية/ oitisiuqcA

الاكتساب في اللغة مرادف للكسب، تقول: اكتسب مالا، او علما: طلبه، وربحه، وكسب الشيء: جمعه، وكسب الاثم:
تحمله، ومن فرق بين الكسب والاكتساب، قال: الكسب ينقسم الى كسب الانسان لنفسه، والى كسبه لغيره، ولهذا قد يتعدى الى مفعولين، فيقال كسب فلانا علما أي أناله اياه. أما اكتساب الانسان فلا يكون إلا لنفسه، فكل اكتساب كسب، ولا عكس. وفرقوا أيضا بين الاكتساب والكسب من ناحية أخرى، فقالوا: ان الاكتساب يستدعي التعمل، والمحاولة، والمعاناة، أما الكسب فيحصل بأدنى ملابسة، ولذلك خص الشر بالاكتساب، والخير بالكسب.
ويطلق الكسب أيضا على تحصيل المجهول من المعلوم، كما في قول (ابن سينا): «ان من شأن النفس ادراك ماهية الكمال بكسب المجهول من المعلوم والاستكمال بالفعل» (النجاة، ص: 482).
واختلفوا في جواز الكسب بغير النظر، فمن جوزه جعل الكسبيّ أعم من النظري، ومن لم يجوزه قال: النظري والكسبي متلازمان.
والاكتسابي علم يحصل بالكسب.
وهو مباشرة الأسباب بالاختيار، كصرف العقل والنظر في الاستدلاليات، والاصغاء، ونحو ذلك في الحسيات.
فالاكتسابي أعم من الاستدلالي، لأن الاستدلالي هو الذي يحصل بالنظر في الدليل، فكل استدلالي كسبي، ولا عكس.
وأما الضروري فانه اذا دلّ على ما ليس تحصيله مقدورا لمخلوق كان مقابلا للاكتسابي، واذا دلّ على ما يحصل دون نظر وفكر في دليل، كان مقابلا للاستدلالي.
ولذلك جعل بعضهم العلم الحاصل بالحواس اكتسابيا أي حاصلا بمباشرة الأسباب بالاختيار، وبعضهم جعله ضروريا أي حاصلا بغير استدلال.
وفرقوا بين الكسب والخلق فقالوا ان الكسب مختص بالانسان والخلق مختص بالله، هذا اذا كان الخلق بمعنى الايجاد. فالأفعال منسوبة الى اللّه تعالى خلقا، والى الانسان كسبا. لذلك قال الأشاعرة: ان الكسب عبارة عن تعلق قدرة الانسان وإرادته بالفعل المقدور. قالوا: ان أفعال الانسان واقعة بقدرة اللّه وحدها، وليس للانسان تأثير في خلقها، بل اللّه أوجد في الانسان قدرة واختيارا، فاذا لم يكن هناك مانع أوجد الفعل المقدور للانسان مقارنا لقدرته واختياره، فيكون الفعل مخلوقا للّه احداثا وابداعا، ومكسوبا للانسان.
أما الجبرية فقد زعموا أن المؤثر في فعل الانسان قدرة اللّه، ولا قدرة للانسان أصلا، لا مؤثرة، ولا كاسبة.
وأما الماتريدية فقد أسندوا الى الانسان كسبا باثبات قدرة مرجحة، وكذلك الصوفية. لكن قدرة الانسان عند الصوفية مستعارة، وعند الماتريدية مستفادة.
وذهب امام الحرمين الى أن القدرة الحادثة مع الدواعي توجب الفعل، فالله تعالى هو الخالق للكل، بمعنى انه هو الذي وضع الأسباب المؤدية الى دخول هذه الأفعال في الوجود، والانسان هو المكتسب، بمعنى ان المؤثر في وقوع فعله القدرة والداعية القائمتان به. ان نسبة الأثر الى المؤثر القريب لا تنافي كون ذلك الأثر منسوبا الى مؤثر آخر بعيد، ثم الى أبعد، الى ان ينتهي الى سبب الأسباب، وفاعل الكل.
ولكن جمهور المعتزلة يقولون: ان أفعال الانسان واقعة بقدرته وحدها بالاستقلال والاختيار. وان القدرة مع الداعي لا توجب الفعل، بل القدرة على الفعل والترك الناشئة عن الاختيار هي التي توجبه.
ويطلق الاكتساب عند بعض الفلاسفة المحدثين على طريقة تحصيل المعرفة وعلى طريقة تثبيت العادات.
فالمعرفة عندهم تكتسب بالحواس، والعادة تثبت بتصحيح الأخطاء، وتكرار التمارين وتفريقها. ويسمى قانون تكون العادات بقانون الاكتساب أو التعلّم، وهو مطابق لقانون ردّ الفعل الذي يمثل بمنحن على شكل  S (  ر: الألفاظ الآتية:
العادة، الكسب، التعلم، المعرفة، والمكتسب).






مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید