المنشورات

الالحاد في الفرنسية/ emsiehtA في الانكليزية/ msiehtA في اليونانية/ setoiehtA

الالحاد، في اللغة، الميل عن القصد، والعدول عن الشيء، يقال.
ألحد في الدين ولحد، أي حاد عنه وطعن فيه، وألحد: ترك القصد فيما أمر به، ومال الى الظلم، وألحد في الحرم استحلّ حرمته وانتهكها.
والالحاد الكفر، والشك في اللّه.
والملحد: العادل عن الحق، المدخل فيه ما ليس فيه، والملحد أيضا:
الكافر. والملاحدة: فرقة من الفلاسفة يسمّون بالدهريين وبالدهرية، ذهبوا الى قدم الدهر، واستناد الحوادث اليه، كما ذهبوا الى ترك العبادات رأسا، لأنها لا تفيد، وانما الدهر، بما يقتضيه، مجبول من حيث الفطرة على ما هو الواقع فيه، فما ثم إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وسماء تقلع، (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي). فهم قد انكروا الصانع المدبر، العالم القادر، وزعموا أن العالم لم يزل موجودا، كذلك بنفسه وبلا صانع (الغزالي، المنقذ من الضلال ص 84 من الطبعة الثانية).
والإلحاد في اصطلاحنا هو انكار وجود اللّه، ولكن الناس يطلقون هذا اللفظ تارة على إنكار وجود اللّه، وتارة على إنكار علمه، وعنايته، أو قدرته، وإرادته، ويكفي أن ينكر المرء أصلا من أصول الدين، أو اعتقادا من الاعتقادات المألوفة، أو رأيا من الآراء الشائعة، حتى يتهم بالالحاد. فسقراط اتهم بالالحاد، وحكم عليه بالموت، بالرغم من قوله بوجود إله واحد، وكذلك أفلاطون، وأرسطو، وابن سينا، وابن رشد، وديكارت، واسبينوزا، وكانت، لم يسلموا، على اختلاف مذاهبهم، من تهمة الإلحاد لمخالفتهم آراء أهل زمانهم.
وهذا كله يدل على أن مفهوم الالحاد يختلف باختلاف تصورات الناس واعتقاداتهم، فإذا كان المذهب مخالفا لاعتقاداتهم عدوه إلحادا، وإذا كان موافقا لها عدوه دينا وإيمانا.
فليس لهذا اللفظ إذن في التاريخ معنى محدود ثابت لاختلاف مفهومه باختلاف الزمان والمكان، ولاختلاف حال العلماء من الجهال، إذا خوطبوا بما يعزب عن أفهامهم، وينبو عن أسماعهم.
وربما كان أحسن تحديد لهذا اللفظ إطلاقه على المذهب الذي ينكر وجود اللّه، لا على المذاهب التي تنكر بعض صفات اللّه، أو تخالف معتقدا دينيا معينا أو رأيا جماعيا مقررا. فالفلاسفة الماديون ملاحدة، لأنهم قالوا ان للمادة وجودا مطلقا، وانها علة الحركة والحياة والفكر، والدهريون ملاحدة، لأنهم زعموا أن العالم لا يحتاج الى صانع، وأنه بما فيه مبني على الاتفاق. ولكن إذا قال الفيلسوف: إن الأجسام لا تحشر، أو قال ان اللّه لا يعلم الجزئيات، كان كافرا باصل من أصول الدين لا ملحدا. وكذلك إذا قال بوحدة الوجود، فإن هذا القول لا يستلزم إنكار وجود اللّه، ولا يجعل صاحبه ملحدا.
وفي التاريخ أمثلة كثيرة تدل على أن العلماء، الذين يأتون بالغريب وغير المألوف من الآراء، يمتحنون في حياتهم، ويمتهنون، ويتهمون بالكفر والالحاد والزندقة، ويكاد يكون تطور معنى الالحاد موازيا لتطور فكرة التعصب، فكلما زاد التعصب كثر عدد الملحدين في نظر الناس، والعكس بالعكس.






مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید