المنشورات

اللّه في الفرنسية/ ueiD في الانكليزية doG في اليونانية sueD

اللّه علم دالّ على الإله الحق دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى (تعريفات الجرجاني)، وهو اسم الذات وأصله إله، دخلت عليه (آل) ثم حذفت همزته وأدغم اللامان.
ولهذا الاسم عند الفلاسفة عدة معان:
الأول هو المعنى الاجتماعي، وهو اطلاق لفظ الاله على معبود الجماعة، وهذا المعنى المنتشر في الجماعات البدائية لا يمنع التعدد، لاختلاف الآلهة باختلاف الجماعات، أو لاعتقاد الجماعة الواحدة ان لها آلهة كثيرة، تتوزع السيطرة على الأشياء، وتتنازع فيما بينها. ولهذه الآلهة رئيس أعلى له عليها جميعا سلطان، كما في الميثولوجيا اليونانية.
ومع ان الجماعات الانسانية استبدلت بعد ذلك بتعدد الآلهة فكرة التوحيد فان إيمانها بإله واحد ظلّ الى عهد قريب مصطبغا بصبغة اجتماعية، لاعتقادها أنها الشعب المختار الذي يحقق ارادة الاله الحق، فأبناؤها أبناء اللّه، أو جنده، ومملكتهم مملكته، وهياكلهم هياكله، وهو لا يتصرّف في ملكه الا بالحق والعدل، ولا يعقل منه الا رعاية الأصلح لشعبه.
الثاني هو المعنى الاخلاقي، وهو الاعتقاد أن اللّه مصدر جميع القيم الاخلاقية، لأنك، اذا فرضته غير موجود، لم تستطع أن تبني نظام الأخلاق على أساس ثابت، ولا أن تفسر معنى العقاب والثواب، ولا أن تحقق اقتران الفضيلة بالسعادة.
فالله أساس الاخلاق، لأنه لا خيرية للشيء بذاته قبل ارادة اللّه التي خلقته وأمرت به، ولو لم يشأ اللّه أن تكون الأشياء حسنة لما كانت كذلك. فليست المعصية إذن معصية بالنسبة الى فعل الشيء، وانما هي معصية لأنها مخالفة لارادة اللّه، وسبب ذلك انه لا يمكن لارادة اللّه، وهي الخير المحض، الا ان تأمر بالخير. ومع ان فريقا من علماء اللاهوت يقول ان للاخلاق أستين، اسا مباشرا، وهو العقل، وأسا غير مباشر، وهو اللّه، فإن خيرية الأشياء عندهم هي مطابقتها للعقل القويم الذي هو من ارادة اللّه، عنها يصدر الخير، والنفع، والرشد، وبها يتم الاهتداء الى الأفعال المنجية.
ومعنى ذلك كله ان اللّه خير محض، وهو الأساس الوحيد لصدق أحكام الضمير، وثبوت القيم الاخلاقية.
والمعنى الثالث هو المعنى المنطقي وهو القول ان اللّه مصدر نظام العالم ومبدأ العقل، والاساس الذي يضمن مطابقة الحقائق التي في الأذهان للأشياء الموجودة في الأعيان، ومعنى ذلك انه لا معقولية للحقائق الأبدية المطلقة الا بنسبتها الى اللّه، لأنه الموجود الحق الباقي بقاء أبديا. وكل حقيقة لا تنسب اليه، فهي حقيقة متغيرة وزائلة.
والمعنى الرابع هو المعنى الوجودي، وهو القول ان اللّه مبدأ العالم، وغايته، ومصدر وجود الكون، وضابط الكل. ولهذا القول ثلاثة أقسام، وهي:
1 - القول ان اللّه جوهر الموجودات وباطنها، ومعنى ذلك ان اللّه هو الكل الذي تفيض عنه الموجودات كما في مذهب وحدة الوجود الاسكندرانية، أو هو الجوهر الذي تكون جميع الموجودات احوالا لصفتيه الأساسيتين، أعني الفكر والامتداد، كما في مذهب وحدة الوجود الاسبينوزية.
2 - القول ان اللّه هو الواحد المتعالي، المفارق، الذي خلق كل شيء وبسطه خارج ذاته، فهو إذن علّة فاعلة، بها كان كل شيء، وكل ما يرى وما لا يرى، فهو فعله، وخلقه، واختراعه.
3 - القول ان اللّه غاية العالم التي من أجلها كان كل شيء، لأنه كما قال أرسطو المحرك الأول، الذي يحرك العالم، ولا يتحرك معه، وإذا كانت جميع الموجودات تتحرك من أجله فمرد ذلك الى أنه علة غائية، وعقل، وعاقل، ومعقول لذاته. ومعشوق بذاته ولذاته، له الجمال الاسنى والكمال المطلق، وهو خير محض وفعل محض، وجميع الموجودات تشتهي أن تحيا حياة شبيهة بحياته، وقد لخّص (فاشرو) هذه الوجوه الثلاثة بقوله «ان اللّه جوهر الموجودات، وعلة العلل، وغاية الغايات»  eL, torehcaV), (389. p emsilautirips uaevuon
فهو الموجود المطلق، والحق المطلق، والخير المطلق، والجمال المطلق، فلا غرو اذا قال ديكارت انه الموجود الكامل. وسواء أقلت ان اللّه هو الجوهر الكلي، او العقل الكلي، او المثل الأعلى للكمال او الخير، او الواجب الوجود بذاته، او الغاية التي من اجلها كان كل شيء، فإنّ أمرا واحدا لا ريب فيه وهو ان اللّه مبدأ كل وجود ومعقولية، واذا كان بعض الفلاسفة يبرهنون على وجود هذا المبدأ بالبراهين العقلية، أو الطبيعية، او الأونطولوجية، فان بعضهم يقول انه تعالى لا برهان عليه، لأنه البرهان على كل شيء.
والالهي ( niviD)  هو المنسوب الى اللّه، او الموحى به من اللّه، تقول: القدرة الالهية، والقانون الالهي. وقد يطلق لفظ الالهي على كل ما يجاوز حدود الانسان والطبيعة، تقول: اللطف الالهي، والعناية الالهية. والعلم الالهي هو العلم الأعلى، والفلسفة الأولى، وعلم ما بعد الطبيعة، وما قبل الطبيعة.
والإلهية هي أحدية جمع جميع الحقائق الوجودية (تعريفات الجرجاني).
والالوهية ( etiniviD)  هي صفة المؤلّه، او ماهية كنه الذات الالهية، وهي عند الصوفية اسم مرتبة جامعة لمراتب الاسماء والصفات كلها، او اسم لجميع حقائق الوجود، وحفظها في مراتبها. واذا أضيف لفظ الالوهية الى الشيء دل على تأليه ذلك الشيء، كما في قولنا: ألوهية الجمال، وألوهية الحب، وألوهية المال.







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید