المنشورات

الانتقاد او النقد في الفرنسية/ euqitirC في الانكليزية/ msicitirC, euqitirC في اللاتينية/ sucitirC

الانتقاد في اللغة من باب الافتعال، يقال: نقدت الدراهم، وانتقدتها، أي أخرجت الزيف منها، ونقده الدراهم: أعطاه إياها، نقدا معجلا، وانتقد الدراهم: قبضها نقدا، ونقد الطائر الفخّ أو الحبّ: ضرب فيه بمنقاره، وانتقدت الأرضة الجذع:
أكلته فتركته أجوف، ونقد الرجل الشيء، أو الى الشيء بنظره:
اختلس النظر نحوه، أو أدام النظر فيه باختلاس حتى لا يفطن اليه، ونقد الكلام وانتقده: أظهر عيوبه ومحاسنه، وانتقد الشعر على قائله: أظهر عيوبه.
والانتقاد، عند المحدّثين، هو التعليل، والمنتقد هو الحديث الذي فيه علة، والمراد بالعلة هنا العلة بالمعنى اللغوي. فمن المنتقد ما تختلف فيه الرواية بالزيادة والنقص من رجال الاسناد، ومنه ما تختلف الرواية فيه بتغير بعض الاسناد، ومنه ما تفرد بعض الرواة فيه دون من هو أكثر عددا أو ضبطا ممن لم يذكرها، ومنه ما تفرد به بعضهم ممن ضعف منهم، ومنه ما حكم فيه بالوهم على بعض الرواة، ومنه ما اختلف فيه بتغير بعض ألفاظ المتن (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي).
وللانتقاد عند الفلاسفة عدة معان:
1) الانتقاد بالمعنى العام هو النظر في قيمة الشيء، فانتقاد المعرفة هو النظر في قيمة المعرفة، هل هي ممكنة، وما هي شروط إمكانها وحدوده. وانتقاد العقل المحض هو النظر في قيمة العقل، من حيث هو ميزان توزن به الامور النظرية، وانتقاد العقل العملي هو النظر في قيمة العقل، من حيث هو ميزان توزن به أفعال الانسان، فالغاية من انتقاد العقل المحض هي الوصول الى الحقيقة، والغاية من انتقاد العقل العملي هي معرفة ما يجب أن يكون عليه الإنسان في أخلاقه.
وإذا كان المنتقد أثرا فنيا، كان معنى الانتقاد النظر في قيمة هذا الأثر الفني، من حيث هو جميل، كما في علم الجمال ( euqitehtsE) '  واذا كان المنتقد حقيقة عقلية، كان الانتقاد عبارة عن النظر في المعاني، من حيث هي موضوعة للتأليف، الذي تصير به موصلة الى تحصيل شيء في أذهاننا، كما في علم المنطق.
والفكر الانتقادي ( euqitirc tirpsE)،  هو الفكر الذي لا يقبل أي قول من دون أن يمحصه وينظر في قيمته فاذا نظر في مضمون القول، كان انتقاده داخليا ( enretni euqitirC)،  واذا نظر في أصله ومنشئه كان انتقاده خارجيا ( enretxe euqitirG)،  ومن هذا القبيل أيضا قولهم الانتقاد أو النقد التاريخي ( euqirotsih euqitirC)  والانتقاد اللفظي، والانتقاد أو النقد الادبي، والمسرحي، والموسيقي الخ ..
أما الانتقاد أو النقد التاريخي، فهو دراسة منهجية لمنابع التاريخ، لإظهار ما تشتمل عليه من حقائق. 
ومنابع التاريخ هي الآثار والوثائق، فمنها ما وضع لاحتياج الناس اليه في حياتهم، كالقصور، والمعابد، والأوسمة، والنقود، والألبسة، والسجلات الرسمية، والوثائق السياسية، والحسابات، والآلات والأدوات، والمعاهدات، والرسائل وغيرها، ومنها ما وضع لإخبار الأجيال الآتية بما فعلته الأجيال الغابرة كالروايات، والملاحم، والقصص، والأساطير، والتصاوير، والكتابات والنقوش، والتماثيل، وأقواس النصر، وشجرات الأنساب، والتراجم، والكتب، والمذاكرات، وغيرها. والغاية من النقد التاريخي إبراز ما في هذه الوثائق من أصالة وصدق وضبط، ولا يتأتي للمؤرخ هذا التمحيص إلا إذا كان واسع الثقافة، محيطا بالعلوم المساعدة كاللغات، وعلم الخطوط، وعلم الوثائق السياسية، وعلم الاختام والشارات، وعلم النميّات، وعلم الجغرافية، وعلم الآثار، وعلم الاقتصاد، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والفلسفة.
أما الانتقاد اللفظي ( euqitirG elabrev)،  فهو دراسة النصوص دراسة علمية، والغاية من هذه الدراسة تحري النص، وإعادته الى حالته الأصلية. فاذا كان النص مكتوبا بخط المؤلف وجب نشره بحروفه وأغلاطه، وإذا كان منقولا عن نسخة المؤلف المفقودة وجب التدقيق فيه وإصلاحه، وذلك بالتعرف الى المؤلف، وعصره، ومصادره، وشيوخه، وأقرانه، وتلاميذه، وذوقه، وذوق معاصريه. واذا كان للنص عدة نسخ وجب على المؤرخ أن يقابل هذه النسخ بعضها ببعض. وان يبين قيمة كل نسخة بالنسبة الى أختها، وأن يبذ منها ما يعتمد على النسخ السابقة. الخ.
وأما النقد الأدبي، فهو النظر في الأثر الادبي للحكم على قيمته، وله عدة مناهج كالمنهج التاريخي والاجتماعي، والمنهج النفسي، والمنهج الاصولي، والمنهج الجمالي، والمنهج التأثري، والمنهج المثالي وغيرها.
2 - الانتقاد بالمعنى الخاص هو إظهار عيوب الشيء دون محاسنه، وهو انتقاد سلبي، وعكسه الانتقاد الإيجابي.
3 - ويطلق لفظ الانتقاد عند بعض الفلاسفة القدماء على أحد أقسام المنطق، أي على القسم الباحث في الحكم او القضية، ولكن الفلاسفة المحدثين أبطلوا اليوم هذا الاستعمال.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید