المنشورات

الانسان في الفرنسية/ emmoH في الانكليزية/ naM في اللاتينية/ omoH

الانسان أصله انسيان، لأن العرب قاطبة قالوا في تصغيره (أنيسيان)، وهو إما فعليان من الانس، والألف فيه فاء الفاعل، وإما أفعلان من النسيان، حتى لقد قيل انه سمي انسانا، لأنه عهد اليه فنسي، والانسان للذكر والانثى، ويطلق على أفراد الجنس البشري. ومن أساليب القرآن انه، اذا كان المقام مقام التعبير عن المفرد، يذكر الانسان نحو كل انسان ألزمناه، وإذا كان مقام التعبير عن الجمع، يذكر الناس، نحو ان اللّه لذو فضل على الناس. وأكثر ما أتى في القرآن باسم الانسان عند ذم وشر: قتل الانسان ما أكفره، وكان الانسان عجولا (راجع كليات أبي البقاء). والنسبة الى الانسان إنساني، كالنفس الانسانية، والعقل الانساني، والصورة الانسانية، والقوى الانسانية، والأعمال الانسانية. الخ.
والفرق بين الانسان والرجل عند علماء الشريعة أن الانسان جنس، والرجل نوع، كالمرأة، أما عند المناطقة فانّ الانسان نوع، والحيوان جنس.
وسواء أ كان الانسان نوعا من الرئيسات ( setamirP)،  كما يقول علماء الحيوان، أم كان ذا مرتبة خاصة تميزه عن سائر الأنواع الحيوانية، فإنّ بنيته قريبة من بنية الثدييات العالية، ووظائفه العضوية شبيهة بوظائفها.
والصفات التي يتميز بها الانسان عن سائر الحيوانات هي انتصاب قامته، وضخامة فحقة، ووزن دماغه، وقدرته على الكلام، وبشرته العارية من الوبر، ورأسه المملوء من الشعر، وأنفه البارز فوق فمه، وذقنه البارزة، ويداه الممتدتان في استقامة ذراعيه، ورجلاه العموديتان على ساقيه، ونمو عضلات فخذيه وأوراكه الخ.
وللانسان من حيث هو كائن حي عدة وظائف كالتغذي، والاحساس، والحركة، والتوليد. وظائف التغذي هي التنفس، ودوران الدم، والهضم، والتمثيل، والافراز.
والانسان، عند الفلاسفة، هو الحيوان الناطق (تعريفات الجرجاني)، الحيوان جنسه، والناطق فصله.
قال (ابن سينا): «ليس الانسان إنسانا بأنه حيوان، أو مائت، او أي شيء آخر، بل بأنه، مع حيوانيته، ناطق» (النجاة، ص 11). وقال أيضا عند كلامه على المعاني التي تلتئم منها حقيقة الانسان:
«مثال ذلك الانسان، فإنه يحتاج أن يكون جوهرا، ويكون له امتداد في أبعاد تفرض فيه طولا وعرضا وعمقا، وان يكون مع ذلك ذا نفس، وأن تكون نفسه نفسا يغتذي بها، ويحس، ويتحرك بالارادة، ومع ذلك يكون بحيث يصلح أن يتفهم المعقولات ويتعلم الصناعات ويعلمها ... فاذا التأم جميع هذا حصل من جملتها ذات واحدة، هي ذات الانسان» (الشفاء، المدخل الى المنطق، ص 29، طبعة القاهرة). وقال الفارابي: «ان الانسان منقسم الى سر وعلن، أما علنه، فهو الجسم المحسوس بأعضائه وامتساحه، وقد وقف الحس على ظاهره، ودل التشريح على باطنه، وأما سرّه، فقوى روحه» (رسالة فصوص الحكم، 30).
ويرى الفلاسفة الإلهيون ان الانسان هو المعنى القائم بهذا البدن، ولا مدخل للبدن في مسمّاه، وليس المشار اليه بأنا هذا الهيكل المخصوص، بل الانسانية المقومة لهذا الهيكل، فالإنسان إذن شيء مغاير لجملة أجزاء البدن.
ولكن جمهور المتكلمين يرون أن الانسان عبارة عن هذه البنية المخصوصة المحسوسة، وعن هذا الهيكل المجسم المحسوس، فاذا قال:
أنا أكلت، وشربت، ومرضت، وخرجت، ودخلت، وأمثالها، فانما يريد بذلك البدن، وعبارة الأشعري: ان الانسان هو هذه الجملة المصورة ذات الأبعاض والصور.
والحق ان الانسان مؤلف من هذه الجملة الحسية المصورة، ومن تلك الجملة النفسية المؤلّفة من الحالات المتداخلة، كالانفعال، والاحساس، والادراك، والتعقل، والارادة، فهو إذن جسم، وعقل.
قال (باسكال): ليس الانسان ملكا ولا حيوانا، ومن تعاسته انه، اذا أراد أن يكون ملكا، صار حيوانا.
ويرى بعض الصوفية أن الانسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين الوجوب والامكان، والمرآة الجامعة بين صفات القدم، وصفات الحدثان، وهو الواسطة بين الحق والخلق.
وبه، وبمرتبته يصل فيض الحق، والمدد الذي هو سبب بقاء ما سوى الحق، الى العالم كله علوا وسفلا، ولولاه لم يقبل شيء من العالم المدد الالهي.
قال الجرجاني في تعريفاته:
«الانسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم الالهية، والكونية، والجزئية، وهو كتاب جامع للكتب الالهية والكونية، فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب، ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه كتاب المحو والاثبات ... فنسبة العقل الأول الى العالم الكبير وحقائقه بعينها نسبة الروح الانساني الى البدن وقواه، وان النفس الكلية قلب العالم الكبير، كما ان النفس الناطقة قلب الانسان، ولذلك يسمى العالم بالانسان الكبير».
الانسان الصانع ( rebaf omoH)  هو الانسان من جهة ما هو صانع ماديا ومعنويا، انه يصنع الأشياء ويصنع نفسه، ويقابله الانسان العاقل  eesnep aL., nosgreB. H). (105. p, tnavuom el te
والانسان العاقل  omoH) sneipaS)  هو الانسان الذي يتولد من تفكير الانسان الصانع في صنعه، وهو تفكير ومعرفة وارادة.
والانسان الاقتصادي  omoH) sucimonoceo)  هو الانسان الذي يكون سلوكه محددا بالمصالح الاقتصادية وحدها دون أي دافع عاطفي او اخلاقي او ديني.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید