المنشورات

البداهة في الفرنسية/ ecnedivE في الانكليزية/ ecnedivE في اللاتينية/ aitnedivE

البداهة في اللغة أول كل شيء، وما يفجأ منه، تقول لحقه في بداهة جريه، أي في أول جريه، والبده أن تستقبل الإنسان بأمر مفاجأة، والاسم البديهة أي المفاجأة، تقول فلان صاحب بديهة، أي يصيب الرأي في أول ما يفجأ به، وأصاب على البديهة أي من غير تفكير. ويقال:
هذا معلوم في بدائه الأمور، أي يفهم ويدرك من دون حاجة الى إعمال الروية والفكر.
والبداهة في اصطلاحنا هي الوضوح التام الذي تتصف به المعرفة عند حصولها في الذهن ابتداء. وقد عرّفوها بقولهم: «هي المعرفة الحاصلة ابتداء في النفس لا بسبب الفكر» (كليات أبي البقاء).
والبديهي ( tnedivE)  هو الذي لا يتوقف حصوله في الذهن على نظر وكسب، سواء احتاج الى شيء آخر من حدس أو تجربة، أو غير ذلك، أو لم يحتج، (تعريفات الجرجاني)، وهو بهذا المعنى مرادف للضروري.
ولكن قد يراد بالبديهي ما لا يحتاج العقل في التصديق به الى شيء أصلا، فيكون أخصّ من الضروري لعدم شموله التصوّر.
لقد بيّن (ديكارت) أن البداهة معيار الحقيقة، وان المعاني لا تكون بديهية الا إذا كانت واضحة ومتميزة.
ومع أن البداهة التي يتكلم عليها (ديكارت) هي البداهة العقلية، لا البداهة الحسية، فإنّ شرط البداهة وحده لا يمكن أن يكون معيارا صادقا للحقيقة. هذا الذي أشار اليه (كانت) و (رينوفيه) بقولهما: ان هنالك بداهة شخصية خداعة ومضللة.
أ لا ترى أن المعاني التي تجزم ببداهتها هي المعاني الموافقة لميولنا وآرائنا ومعتقداتنا؟ ونحن نفهمها بسهولة، ونمنحها قيمة موضوعية تامة من دون أن تكون مطابقة للحقيقة؟. فليس كل ما توجبه بديهة الانسان بصادق، بل كثير منها كاذب، انما الصادق بديهة العقل المؤيدة بالحس والتجربة.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید