المنشورات

البسيط في الفرنسية/ elpmiS في الانكليزية/ elpmiS في اللاتينية/ xelpmiS

بسط الثوب نشره، واليد مدها، وبسط يبسط بساطة كان بسيطا.
والبسيط من الأرض كالبساط من الثياب ما بسط. والبسيطة الأرض العريضة الواسعة، يقال: مكان بسيط وبساط. والبسيط المطر المتسع، والرجل البسيط المنبسط بلسانه، وبسيط اليدين منبسط بالمعروف مسماح، وبسيط الوجه متهلل.
والبسيط جنس من العروض سمي به لانبساط أسبابه، قال أبو إسحاق:
انبسطت فيه الأسباب فصار أوله (مستفعلن) فيه سببان متصلان في أوله.
والبسيط عند المهندسين السطح، قال (ابن سينا): «الجسم ينتهي ببسيطه وهو قطعه، والبسيط ينتهي بخطه وهو قطعه. والخط ينتهي بنقطته وهي قطعه، والجسم يلزمه السطح، لا من حيث تتقوم به جسميته، بل من حيث يلزمه التناهي بعد كونه جسما، فلا كونه ذا سطح، ولا كونه متناهيا، أمر يدخل في تصوره جسما» (الإشارات، ص:
102).
والبسيط في اصطلاح الفلاسفة هو الشيء الذي لا جزء له أصلا، كالوحدة، والنقطة، وهو لفظ مولد يقابله المركب، بمعنى الشيء الذي له جزء. قال أبو حيان التوحيدي:
«و أقبل علي وقال: أيها الرجل، ان هذه النقطة شيء لا جزء له، فقلت:
أضللتني ورب الكعبة، وما الشيء الذي لا جزء له؟ فقال: كالبسيط، فأذهلني وحيرني، وكاد يأتي على عقلي، لو لا أن هداني ربي، لأنه أتاني بلغة ما سمعتها من عربي ولا عجمي، وقد أحطت علما بلغات العرب، وقمت بها، واستبرتها جاهدا، واختبرتها عامدا، وصرت فيها إلى ما لا أجد أحدا يتقدمني الى المعرفة به، ولا يسبقني الى دقيقه وجليله، فقلت ... وما البسيط، فقال: كاللّه والنفس، فقلت له: إنك من الملحدين» (معجم الأدباء لياقوت، الجزء الرابع، ص 166).
ويسمى الشيء الذي لا جزء له أصلا بالبسيط المطلق كالموناد ( edanom)  عند (ليبنز)، فهو جوهر بسيط لا جزء له أصلا. قال (ابن سينا):
«و كل شيء بسيط في الحقيقة والماهية فلا مقومات له» (منطق الشرقيين، ص 14)، وقال (ابن رشد):
«و أما البسيط المطلق فهو الذي يدل على ما لا ينقسم أصلا لا بالقوة ولا بالفعل» (تفسير ما بعد الطبيعة، جزء 3، ص 1603).
والبسيط الحقيقي هو الشيء الذي لا تستطيع أن تميز فيه صفات مختلفة قابلة للتجريد، كالألوان البسيطة في الطيف الشمسي، فإن كونها بسيطة لا يمنع تكرر صفاتها في أجزاء مختلفة من مدرك حسي واحد.
والبسيط الحقيقي أيضا هو الشيء الذي لا جزء له بالفعل، كالأجسام البسيطة، فان كل جزء مقداري منها مساو للكل بحسب الحقيقة، وان كان قابلا للانقسام بالكم والكيف.
والبسيط العقلي هو الذي لا يلتئم في العقل من أجزاء، كالأجناس العالية، والفصول البسيطة، وذلك على تقدير امتناع تركب الماهية من أمرين متساويين.
والبسيط الخارجي هو الذي لا يلتئم من أجزاء في الخارج كالعقول المفارقة، والنفوس، عند فلاسفة العرب. قال (ابن سينا): «فان كانت النفس بسيطة مطلقة لم تنقسم الى مادة وصورة» (النجاة، ص:
307). وقال أيضا: «و مما لا شك فيه أن هاهنا عقولا بسيطة مفارقة وتحدث مع حدوث ابدان الناس، ولا تفسد بل تبقى» (النجاة: 458)، وقال ابن رشد: «الصور منها ما هي جوهرية، ومنها ما هي غير جوهرية، والتي هي جوهرية، منها ما هي هيولانية، ومنها ما ليست هيولانية. وهذا المعقول الأول هو داخل تحت هذا الجنس، وهو الذي دل عليه بقوله البسيط والذي بالفعل، وذلك انه أراد بالبسيط (الكلام على ارسطو) الصورة التي لا تشوبها الهيولى» (تفسير ما بعد الطبيعة، الجزء 3، ص 1603) ومعنى ذلك كله أن البسيط روحاني وجسماني، فالروحاني كالعقول. النفوس المجردة، والجسماني كالعناصر والذرات.
والبسيط العرفي هو الذي لا يكون مركبا من الأجسام المختلفة الطبائع (تعريفات الجرماني).
والبسيط الاضافي هو الشيء الذي تكون أجزاؤه أقل من اجزله الآخر كالآلات البسيطة (المخل، والدولاب، والبكرة، وغيرها) والمعادلات البسيطة، والقضايا البسيطة (كالحملية بالنسبة الى الشرطية)، والساق البسيطة، والزهرة البسيطة في علم النبات، بمعنى أن أجزاءها أقل من أجزاء غيرها. والبسيط الإضافي أيضا هو الأمر المؤلف من عدد قليل من الأفعال العقلية، كما في قول (ديكارت): «أن أرتب أفكاري، فأبدأ بأبسط الأمور وأيسرها معرفة، وأتدرج في الصعود شيئا فشيئا حتى أصل الى معرفة أكثر الأمور تركيبا» (القاعدة الثانية من قواعد الطريقة).
وقد يدل أيضا بالبسيط الإضافي على الأمر الذي لا يتضمن عناصر زائدة على الأصل كما في قول (كانت):
الدين في حدود العقل البسيط.
والقضية البسيطة في المنطق خلاف المعدولة، فالبسيطة هي التي موضوعها اسم محصل، ومحمولها اسم محصل. أما القضية المعدولة، فهي التي موضوعها أو محمولها اسم غير محصل. فقولنا زيد بصير قضية بسيطة، أما قولنا اللاإنسان أبيض فقضية معدولة. (ر: ابن سينا.
كتاب النجاة، ص 22).
والبسيط عند العامة هو الرجل الطيب القلب الساذج الفكر، ولعله ضد المركب بمعنى أن طبعه لا يشوبه مكر ولا دهاء.










مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید