المنشورات

التفاؤل في الفرنسية/ emsimitpO في الانكليزية/ msimitpO وأصله في اللاتينية/ sumitpO

التفاؤل ضد التشاؤم والتطير، تقول: تفاءلت بكذا، إذا أملت فائدته، مثال ذلك أن يكون الرجل مريضا، فيسمع آخر يقول:
يا سالم، أو يكون طالب ضالة، فيسمع آخر يقول، يا واجد، فيقول:
تفاءلت بكذا، ويتوجه له في ظنه أنه يبرأ من مرضه، أو يجد ضالته.
ومذهب التفاؤل هو القول: إن الخير في الوجود غالب على الشر (ابن سينا)، وإن هذا العالم الذي نعيش فيه أفضل العوالم الممكنة (ليبنيز) وإنه ليس في الإمكان أبدع مما كان (الغزالي)، وكل فيلسوف يذهب إلى القول إن الوجود أفضل من العدم، وإن العالم بجملته بديع الصنع، حسن التأليف، يغلب فيه الخير على الشر، والسعادة على الشقاء، فهو فيلسوف متفائل. وليس ينقض ذلك أن في الوجود شرا جزئيا، لأن العبرة في الكل لا في الأجزاء.
وعلى ذلك، فالتفاؤل خير من التشاؤم، لأن الناس إذا أمّلوا فائدة اللّه، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي، فهم على خير، ولو غلطوا في جهة الرجاء فان الرجاء لهم خير.
على أن بعض المتفائلين يبالغون في تفاؤلهم فينكرون وجود الشر، ويزعمون أن الوجود كله خير محض، مبرأ من النقص. فاذا قيل لهم إن في العالم شرا قالوا إن هذا الشر أمر عدمي، أو أمر عرضي، إذا كشفت عن حقيقته وجدت الخير يلمع فيه من وراء حجاب، ويسمّى هذا التفاؤل بالتفاؤل المطلق.
وإذا تعود المرء النظر إلى الأشياء من نواحيها الجميلة، كان استعداده الفكري إلى التفاؤل أميل. فهو يعلم أنّ في كل شيء خيرا وشرا، ولكنه يفضل الالتفات إلى كمال الشيء دون نقصه، وإلى جماله دون قبحه، حتى يكون له في جهة رجائه عائدة وبهجة، ويسمى هذا التفاؤل بالتفاؤل النفسي.
ومن الناس من يتعامى عن رؤية الشر في الأشياء الجزئية، لعجزه عن إدراك حقيقته، أو لتقاعسه عن مكافحته، ويسمى تعاميه هذا بالتفاؤل الأعمى، لما فيه من الاستسلام المصحوب بالجهل، والرضى المقرون بالاتكال.
ومن علامة المتفائلين أنك ترى لهم قوة في يقين، وفرحا في علم، وصبرا في شدة، فهم لا ينكرون وجود الشر، ولكنهم، مع اعترافهم بوجوده، لا ييأسون من التغلب عليه، ولا يقنطون من رحمة اللّه.
وإذا كان الانسان يؤمن بقدرته على تحسين الواقع بالعلم، فمرد ذلك إلى إيمانه بقدرة العقل على استجلاء حقائق الأشياء، فبقدر عقل المرء يكون تفاؤله، بل العقل أس الفضائل، وينبوع الآداب، به تعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الخير والشر، فاذا كمل عقل المرء عاش في نعيم دائم، لأن عقله يهديه إلى الخير، وما استودع اللّه أحدا عقلا إلا استنقذه به يوما ما. ومن لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه، كان من جهله في إغواء، ومن حياته في عنا.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید