المنشورات

التقدم (2) في الفرنسية/ sergorP في الانكليزية/ ssergorp في اللاتينية/ sussergorP

التقدم هو السير الى الأمام، او الحركة إلى جهة معينة ( noissergorP)،  وهو ضد التراجع والتأخر، تقول:
تقدم القوم سبقهم، ومنه تقدم الصناعة، وتقدم التعليم، وتقدم المرض، وتقدم الجيش.
والتقدم الحقيقي هو التقدم المتصل، وهو متناه او غير متناه، اما المتناهي فهو الذي يتّجه الى تحقيق غاية معينة في مجال محدود.
وأما الغير المتناهي فهو الانتقال الضروري المتصل فهو الانتقال الضروري المتصل في شروط معينة من حدّ سابق الى حدّ لاحق، كما في تسلسل الاعداد، او تسلسل الاسباب الفاعلة.
والتقدم اضافي او مطلق. اما الاضافي فهو الانتقال من الحسن الى الاحسن، اي من حالة يعدّها الناس تخلّفا الى حالة يعدونها كمالا.
ويختلف حكم الناس على طبيعة هذا الانتقال باختلاف القيم التي يتصورونها. واما المطلق فهو التقدم الناشئ عن الحتمية التاريخية او الكونية، او عن القدرة الحقيقية المؤثرة في الافراد، او عن الغائية المسيطرة على تغيرات الحياة. ومفهوم هذا التقدم عندنا لا يخلو من الالتباس.
وليس المهم ان نفسر التقدم بارجاعه الى الحتمية، أو القدرة، او الغائية، وانما المهم ان نحدّد مضمونه تحديدا دقيقا. فنظامه يتخذ عند بعض الفلاسفة شكل الخط المستقيم، وعند بعضهم شكل الخط المنحني الصاعد، وعند بعضهم شكل اللولب، الخ .. ولكن التقدم وان اختلفت صوره واشكاله فهو هو في الجوهر. انه انتقال تدريجي في نظام متصل من الادنى الى الاعلى، او من النقص الى الكمال.
وكمية التقدم ( ed etitnauQ sergorp )
في اتجاه (ا ب) عند ليبنيز هي حاصل ضرب كتلة الجسم في قوة سرعته.
والتقدمي ( fissergorP)  هو المنسوب الى التقدم، وهو المتجه الى الامام، بخلاف الرجعي ( fissergeR)  او المتخلف المتجه الى الوراء، مثال ذلك قولنا: ان التركيب تقدمي، والتحليل رجعي.
والقياس التقدمي هو القياس المركب ( etiroS)  الذي يتميز بتناقص عموم موضوعاته واشتمال نتيجته الأخيرة على المحمول الأول والموضوع الأخير، مثال ذلك قولنا:
كل فقاري احمر الدم. وكل لبون فقاري. وكل آكل للحوم لبون.
وكل سنور آكل للحوم، فاذن كل سنور احمر الدم.
والقياس الرجعي هو القياس المركب الذي يتميز بازدياد عموم محمولاته واشتمال نتيجته الأخيرة على الموضوع الأول والمحمول الاخير.
مثال ذلك قولنا: هذا النهر محدث للضجيج، وكل محدث للضجيج متحرك، والمتحرك ليس متجمدا، والذي ليس متجمدا لا يمكن المشي على سطحه، فاذن هذا النهر لا يمكن المشي على سطحه.
وكل من التقدمي والرجعي فهو تدريجي متصل، الا ان التقدمي متجه الى الامام، والرجعي الى الوراء، مثال ذلك: ان تقدم الفكر تقدم تدريجي، وضعف الذاكرة تراجع تدريجي. ومع ان (ريبو) يطلق اصطلاح فقدان الذاكرة التقدمي ( evissergorP eisenmA)  على فقدان الذكريات شيئا فشيئا وفقا لقانون معين، فان هذا الاصطلاح لا يخلو من الالتباس.
والاولى ان نطلق على هذا المعنى اسم التدريجي، لا اسم التقدمي، الا اذا عنينا بالتقدم الشدّة والازدياد، كقولنا: تقدّم الفساد، وتقدم الاجرام، وتقدم القمار، فإن المقصود بتقدم هذه الأشياء ازديادها وتفاقم امرها.
(ر: القياس. المتقدم، المتوالية)








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید