المنشورات

التناقض في الفرنسية/ noitcidartnoC في الانكليزية/ noitcidartnoC في اللاتينية/ oitcidartnoC

نقض الشيء أفسده بعد إحكامه، ونقض اليمين أو العهد نكثه، ونقض ما أبرمه فلان أبطله، وناقض في قوله مناقضة، تكلم بما يخالف معناه، وناقض غيره: خالفه وعارضه. وتناقض القولان: تخالفا وتعارضا، والكلام المتناقض هو الذي يكون بعضه مقتضيا إبطال بعض.
والتناقض، في اصطلاح الفلاسفة، هو اختلاف تصورين أو قضيتين بالايجاب والسلب. مثل قولنا (ب) و (لا- ب)، أو قولنا (ب) صادقة و (ب) غير صادقة أي كاذبة. قال ابن سينا: التناقض هو اختلاف قضيتين بالايجاب والسلب بحيث يلزم عنه لذاته أن تكون إحداهما صادقة، والأخرى كاذبة.
(منطق المشرقيين، ص 74). وإنما تكونان كذلك إذا اتفقتا في الموضوع والمحمول لفظا ومعنى، واتفقتا في الكل والجزء، والقوة والفعل، والشرط والاضافة، والزمان والمكان، أما إذا اختلفتا في شيء من هذه الأشياء لم يجب أن تقتسما الصدق والكذب، وإذا كانت القضيتان مخصوصتين كفى في تناقضهما هذه الشروط، أما إذا كانتا محصورتين زاد شرط آخر وهو اختلافهما في الكمية، أعني الكلية والجزئية مثال ذلك ان الكلية الموجبة والجزئية السالبة متناقضتان، لأنك إذا قلت: كل انسان كاتب كان نقيضه ليس بعض الناس بكاتب، والكلية السالبة والجزئية الموجبة متناقضتان، لأنك إذا قلت: ولا واحد من الناس بكاتب كان نقيضه بعض الناس كاتب.
والتناقض أيضا هو الجمع في تصور واحد أو في قضية واحدة بين عنصرين متنافرين كقولنا دائرة مربعة، أو ضياء مظلم. الخ ..
وقد يكون التناقض صريحا كالتناقض الذي نعبر عنه بقضيتين متناقضتين، وقد يكون ضمنيا كالتناقض المقدر بين القضية الظاهرة، ونتائجها، أو مقدماتها الخفية. وإذا حملت على الموضوع صفة مناقضة لتعريفه، كان التناقض تناقضا في الوصف ( otcejda ni oitcidartnoC)  مثل دائرة مربعة.
والتناقض في اللفظ (-  artnoC sinimret ni oitced)  هو التناقض بين حدود القضية الواحدة، بحيث يكون المحمول فيها نفيا للموضوع كما في قولنا: الظلم عدل.
والتناقض عند الأصوليين هو تقابل الدليلين المتساويين على وجه لا يمكن معه الجمع بينهما، ويسمّى بالتعارض أو المعارضة.
والنقيضان ( seriotcidartnoC)  هما الأمران المتمانعان بالذات، بحيث يقتضي تحقق أحدهما انتفاء الآخر. ونقيض كل شيء رفعه، والمراد بالرفع ما يستفاد من كلمة (لا) و (ليس) كقولنا الانسان واللاإنسان.
ومبدأ التناقض ( ed epicnirP noitcidartnoC)  هو القول ان الشيء نفسه لا يمكن ان يكون حقا وباطلا معا، وهذا القول انما هو نتيجة لمبدإ الهوية ( etitnedi'd epicnirP)  اي لقولنا: (ما هو هو).
وعلى ذلك فالتناقض مناف للمعقوليّة، لأن من شرط العقل ان يكون متفقا مع نفسه، فاذا كان العقل يقع في التناقض احيانا، فمرد ذلك الى اشتغاله بأمور تمنعه من تذكر ما قاله سابقا، ولو قرّب بين الحكمين المتناقضين اللذين صدق بهما في زمانين مختلفين، لأثبت احدهما وأبطل الآخر.
لذلك قيل: ان الزمان علة الوقوع في التناقض، والوسيلة الوحيدة لاجتناب الوقوع في التناقض هي التحليل.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید