المنشورات

الجبرية في الفرنسية/ emsilataF في الانكليزية/ msilataF

الجبرية مذهب من يرى أن إرادة الإنسان العاقلة عاجزة عن توجيه مجرى الحوادث، وأن كل ما يحدث للإنسان قد قدّر عليه أزلا، فهو مسيّر لا مخيّر. ويطلق لفظ الجبرية أيضا على معتنقي هذا المذهب، وإذا ذكرت الجبرية مع القدرية جاز تحريكها للازدواج.
والجبرية فرقة من الفرق الإسلامية كالجهمية، وهم أصحاب جهم بن صفوان قالوا: لا قدرة للعبد أصلا لا مؤثرة ولا كاسبة.
بل هو بمنزلة الجمادات فيما يوجد منها. واللّه لا يوصف عندهم بما يوصف به غيره، كالعلم والحياة، إذ يلزم من ذلك تشبيهه بالمخلوقات، والجنة والنار تفنيان حتى لا يبقى موجود سوى اللّه تعالى. وهم يوافقون المعتزلة في نفي الرؤية، وخلق الكلام، وايجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع.
وكثيرا ما يكون القول بالجبر نتيجة للقول بقدرة اللّه على كل شيء، وبإحاطة علمه بالأشياء كلها. ومعنى ذلك أن كل ما يحدث إنما يحدث وفقا لما أراده اللّه، وأن المستقبل إذا كان داخلا في علمه تعالى كان حدوثه بحسب علمه واجبا.
فهذه الجبرية هي الجبرية اللاهوتية ( euqigoloeht emsilataF).
وإذا قلنا بوحدة الوجود جعلنا وجوب العالم وحقيقة اللّه شيئا واحدا.
والجبرية مختلفة عن الحتمية ( emsinimreteD )
لأن الجبرية تعلق ضرورة حدوث الأشياء على مبدأ أعلى منها، يسيرها كما يشاء، فهي إذن ضرورة متعالية. وليس في مذهب وحدة الوجود إنكار لهذا التعالي، لأن اللّه عند أصحاب هذا المذهب هو الطبيعة الطابعة، والعالم هو الطبيعة المطبوعة. ومن الجبريين من قال بجبرية متوسطة بين الجبر والتفويض، لأنهم يثبتون للعبد كسبا بلا تأثير فيه، أو اختيارا للفعل بلا قدرة عليه. مثال ذلك أن الجندي يستطيع أن يزج نفسه في المعركة، أو ان يهرب منها، ولكنه اذا كان مقدرا عليه أزلا أن يموت، فموته واقع لا محالة. وكذلك الرواقي الذي يظن نفسه حرا أمام ما يحدث له، فإنه، مهما يفعل، سائر إلى مصيره المحتوم سواء أرضي به، أم قاومه.
أما الحتمية فهي مذهب من يرى ان لظواهر الطبيعة عللا تحدثها، وهي مبدأ السببية بعينه. العلة توجب حدوث المعلول، والضرورة محيطة بالأشياء كلها. (ر:
الحتمية).









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید