المنشورات

الحاجة في الفرنسية/ nioseB في الانكليزية/ deen, tnaW

الحاجة هي أن يكون الموجود على حال يفتقر فيها إلى ما هو ضروري لبلوغه غاية ما، سواء أ كانت تلك الغاية داخلية أم خارجية، معلومة لديه أم مجهولة.
مثال ذلك: حاجة الحيوان إلى الحركة، وحاجة النبات إلى الماء.
وإذا كانت الغاية المراد بلوغها ذاتية، دلّت الحاجة على ما يفتقر إليه الموجود من الوسائل الضرورية لبقائه ونموه، سواء أ كان حاصلا عليها بالفعل، كما في حاجة السمك إلى الماء، أم كان غير حاصل عليها بالفعل، كما في حاجة الفقير إلى المال. أما في علم النفس فيطلق لفظ الحاجة على الشعور بالألم الناشئ عن الحرمان. وهذا الشعور مصحوب، في أكثر الأحيان، بتصور الغاية المقصودة، وتصور الوسائل المؤدية إليها.
ويجمع لفظ الحاجة على حاجات وحوائج، مثل الحوائج اللازمة لبقاء الإنسان، من غذاء، وملبس، ومسكن، وغيرها، كما في الحديث الشريف: «إن للّه عبادا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم .. الخ»، وكما في قول ابن خلدون: «إن المصر الكثير العمران يختص بالغلاء في أسواقه وأسعار حاجاته» (المقدمة، فصل في أن الحضارة غاية العمران ونهاية لعمره، وانها مؤذنة بفساده، ص 203).
وفرقوا بين الضرورة والحاجة والرغبة فقالوا:
الضرورة ( etisseceN)  قانون طبيعي كاضطرار الحيوان إلى الغذاء، فإن حياته لا تدوم إلّا به.
أما الحاجة ( nioseB)  فهي ظاهرة نفسية، لأن حاجة الإنسان إلى الغذاء هي شعوره بضرورته، وتتألف الحاجة من عنصرين يمكن فصلهما أو توحيدهما، وهما: (1) الألم الناشئ عن الشعور بالحرمان، كالجوع والعطش، فإنهما إحساسان مؤلمان ناشئان عن ضرورة الغذاء للبدن. (2) الميل إلى الفعل المزيل لذلك الألم. ومعنى ذلك ان الإنسان قد يشعر بالحاجة إلى الطعام من غير أن يريده، وقد يقبل عليه من غير أن يكون مضطرا أو محتاجا إليه.
وأما الرغبة ( riseD)  فهي نتيجة تصور وحكم، مثال ذلك ان قوام الرغبة في الأكل تصور الحاجة اليه، والحكم بأن هذا الشيء وهذا الفعل صالحان لإرضاء تلك الحاجة.
وفرقوا أيضا بين الحاجة والشهوة ( titeppA)  بقولهم: ان النبات في حاجة إلى الماء، ويعنون بذلك ان الماء ضروري له. أما الشهوة فمصحوبة بألم الحرمان، فلو شعر النبات بالحرمان لكانت حاجته إلى الماء شهوة، وكذلك النزوع أو الميل إلى الشيء فهو مبدأ حركة، ونعني بذلك انه قوة تمنعها القوى المضادة لها. من القيام بعملها، أو إرادة متوقفة عن الفعل لعدم حصولها على الوسائل اللازمة لتنفيذه.
وعلى ذلك فالحاجة والشهوة والميل ظواهر نفسية انفعالية، إذا انضمّ اليها تصور الشيء أصبحت رغبات. قال (مين دوبيران):
ان اشتهاء الحيوان ما لا يعلم حاجة، أما ميل الإنسان إلى ما يعلم فرغبة. وللرغبة في نظره ثلاثة شروط وهي: (1) الانفعال أو الحاجة الى الشيء. (2)
التصور المبهم لموضوع تلك الحاجة. (3) الاعتقاد التابع لذلك التصور.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید