المنشورات

الحادث في الفرنسية/ tiaF في الانكليزية/ tcaF في اللاتينية/ mutcaF

الحادث هو الواقع، وحدث أمر أي وقع. وكل حادث فهو على وجهين: أحدهما هو الذي لذاته مبدأ هي به موجودة، والآخر هو الذي لزمانه ابتداء، وهو في كلا الحالين أمر مسلّم به، متحقق في الأذهان أو الأعيان. والفرق بين الحادث والشيء، أن الشيء حقيقة ثابتة مؤلفة من الصفات الموجودة في المكان، على حين ان الحادث حقيقة متحركة منسوبة إلى الزمان، مثال ذلك ان التفاحة شيء، أما سقوطها إلى الأرض فحادث. ولكن الفيلسوف يستطيع أن يجمع بين الشيء والحادث في تصور واحد، فيجعل الحادث شيئا، ويتصوره ثابتا مستقلا عن التتابع الزماني، ويجعل الشيء حادثا، ويتصوره متبدلا ومتغيرا.
والحادث أعم من الظاهرة ( enemonehP)،  لأنّ الظاهرة تدل على ما يمكنك رؤيته أو ملاحظته، على حين أنّ الحادث يدل على ما يرى وما لا يرى.
وله نسبة الى الزمان (كالحادث النفسي)، أو الى الزمان والمكان معا (كالحادث المادي). أما الواقعة فهي الحادث الذي يكون وجوده الزماني أكثر خطورة من وجوده المكاني (كالواقعة التاريخية).
والواقعي ضد الوهمي والخيالي من جهة، وضد الضروري من جهة أخرى، لأن المراد بالضروري ما أوجبه العقل. مثال ذلك قول ليبنيز «حقائق القياس ضرورية، وضدها ممتنع، أما حقائق الواقع فجائزة» (المونادولوجيا، الفقرة 33).
والحادث أو الواقع ضد الحق والواجب، وأكثر استعمال هذا المعنى في المسائل الشرعية.
والحادث عند فلاسفة العرب هو ما يكون مسبوقا بالعدم، ويسمى حادثا زمانيا. وفرقوا بين الحدوث الزماني، والحدوث الذاتي، فقالوا:
الحدوث الزماني هو كون الشيء مسبوقا بالعدم سبقا زمانيا، أما الحدوث الذاتي فهو كون الشيء مفتقرا في وجوده إلى الغير (تعريفات الجرجاني). ومنهم من فرق بين الحادث والمحدّث فقال: الحادث هو القائم بذاته، والمحدّث هو ما لا يقوم بذاته. (كليات أبي البقاء).










مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید