المنشورات

الحكمة في الفرنسية/ essegaS في الانكليزية/ modsiW في اللاتينية/ aitneipaS

الحكمة العلم والتفقّه، قال تعالى: «و لقد آتينا لقمان الحكمة» يعني العلم والفهم. والحكمة العدل، والكلام الموافق للحق، وصواب الأمر وسداده، ووضع الشيء في موضعه، وما يمنع من الجهل، والعلة، يقال: حكمة التشريع، وما الحكمة في ذلك. والحكمة ايضا هي الفلسفة، اي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم (ر: الفلسفة).
ولها في عرف الفلاسفة عدة معان:
1 - اطلق لفظ الحكمة عند اليونانيين على العلم، ثم اطلق على احدى الفضائل الأصلية، وهي:
الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدالة، ثم اطلق بعد ذلك على العلم مع العمل. لذلك قيل:
الحكمة هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية، واكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة قدر الطاقة البشرية. وقيل: الحكمة معرفة الحقائق على ما هي عليه بقدر الاستطاعة، وهي العلم النافع المعبر عنه بمعرفة ما للانسان وما عليه، أو هي معرفة الحق لذاته، ومعرفة الخير لأجل العمل به. قال ابن سينا: «الحكمة صناعة نظر يستفيد بها الإنسان تحصيل ما عليه الوجود كله في نفسه، وما عليه الواجب مما ينبغي أن يكسبه فعله، لتشرف بذلك نفسه، وتستكمل، وتصير عالما معقولا، مضاهيا للعالم الموجود، وتستعد للسعادة القصوى بالآخرة وذلك بحسب الطاقة الإنسانية». (الرسالة الخامسة في أقسام العلوم العقلية من تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات. ص:
104 - 105). لذلك انقسمت الحكمة عنده الى قسم نظري مجرد، وقسم عملي. أما غاية القسم النظرى فهي حصول الاعتقاد اليقيني بحال الموجودات التي لا يتعلق وجودها بفعل الإنسان، ويكون المقصود منها حصول رأي فقط، مثل علم الهيئة، وأما القسم العملي فالمقصود منه حصول رأي لأجل عمل، مثل علم الأخلاق، فغاية النظري هي الحق، وغاية العملي هي الخير (الرسالة الخامسة من تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات، ص:
105). وقال (ديكارت):
«ليس المقصود بالحكمة الاتصاف بالحيطة أو الأخذ في الأمور بالأحزم فقط، وانما المقصود بها المعرفة الكاملة بجميع ما يمكن أن يعرف، لتدبير الحياة، وحفظ الصحة، واختراع الصناعات» (مبادئ الفلسفة، المقدمة، فقرة: 2). ومعنى ذلك كله ان الحكمة علم وعمل، فاذا كان الإنسان عالما غير عامل بما يوجبه عمله، أو كان عاملا غير عالم بمبادي علمه، لم يكن حكيما.
2 - والحكمة أيضا حالة يوصف بها الحكيم، وهي هيئة للقوة العقلية متوسطة بين الجربزة والبلاهة (الجربزة: الخبث والخداع)، أو حالة توصف بها الأفعال والأقوال، أو منفعة تترتب على الفعل من غير أن تكون باعثة عليه.
3 - والحكمة أيضا هي الكلام الذي يقل لفظه ويجل معناه، والجمع حكم كالامثال وجوامع الكلم. ( emsirohpA)
والحكمي ( euqimonG)  هو المنسوب الى الحكم، والحكميون هم الفلاسفة او الشعراء الذين يؤثرون التكلم بالحكم.
4 - والحكمة الإلهية (-  osoehT eihp)  علم يبحث في أحوال الموجودات الخارجية المجردة عن المادة، التي لا تتعلق بقدرتنا، ولا باختيارنا.
5 - والحكمة المنطوق بها هي علوم الشريعة والطريقة، والحكمة المسكوت عنها هي أسرار الحقيقة التي لا يطلع عليها علماء الرسوم، والعوام، على ما ينبغي، فتضرّهم أو تهلكهم معرفتها.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید