المنشورات

الخاصّة في الفرنسية/ eteirporP (, tsbuS) erporP في الانكليزية/ yteirporP, ytreporP, reporP في اللاتينية/ sateirporP, suirporP, muirporP

الخاصة خلاف العامة، والذي تخصه لنفسك، وخاصة الشيء ما يختص به دون غيره وخاصة الملك المقربون من رجال دولته، وجمعه خواص. وخواص العقاقير قواها التي تؤثر في الأجسام، والتاء في لفظ الخاصة ليست للتأنيث، بل للنقل من الوصفية الى الاسمية.
ويطلق لفظ الخاصة عند المنطقيين على معنيين (ر: منطق الشفاء لابن سينا، المدخل، ص: 8 - 84) الأول ما يختص بالشيء بالقياس الى كل ما يغايره، كالضاحك بالقياس الى الانسان، ويسمّى خاصة مطلقة، وهي التي عدت من الكليات الخمس (أعني الجنس، والنوع، والفصل، والخاصة، والعرض العام) ويقابلها العرض العام. قال ابن سينا: «و أما الخاصة فهي الكلي الدال على نوع واحد في جواب أي شيء هو، لا بالذات بل بالعرض، اما نوع هو جنس كتساوي الزوايا من المثلث لقائمتين فانه خاصة للمثلث وهو جنس،واما نوع ليس هو بجنس مثل الضاحك للانسان وهو خاصة ملازمة مساوية، والكتابة، وهو خاصة غير ملازمة ولا مساوية بل أنقص» (النجاة، ص: 14 - 15).
والثاني ما يخص الشيء بالقياس الى بعض ما يغايره ويسمّى خاصة إضافية وغير مطلقة، كالمشي بالنسبة الى الانسان، فهو موجود أيضا في غيره، وأفضل الخواص ما عمّ النوع، واختص به وكان لازما لا يفارقه. وقد يكون الشيء بالقياس الى كلي خاصة، وبالقياس الى ما هو أخص منه عرضا عاما. مثال ذلك ان المشي والأكل من خواص الحيوان، ومن الاعراض العامة بالقياس الى الإنسان.
قال الجرجاني في التعريفات:
«الخاصة كلية مقولة على أفراد حقيقة واحدة فقط قولا عرضيا سواء وجد في جميع أفراده كالكاتب بالقوة بالنسبة الى الانسان، أو في بعض أفراده كالكاتب بالفعل بالنسبة اليه .. وقولنا: فقط، يخرج الجنس والعرض العام لأنهما مقولان على حقائق، وقولنا: قولا عرضيا، يخرج النوع والفصل لأن قولهما على ما تحتهما ذاتي لا عرضي».
وللخاصة عند أرسطو أربعة معان لخصها فرفوريوس في كتاب ايساغوجي، وهي:
1 - ما هو موجود لنوع واحد، لكنه مع ذلك لا يوجد لكله، بل لبعضه. ويكون مما يجوز أن يكون لذلك البعض، مثل المهندس للانسان.
2 - ما هو موجود للنوع كله، لكنه مع ذلك يوجد لغيره كذي الرجلين للانسان بالقياس الى الفرس.
3 - ما كان موجودا للنوع كله، وله وحده، لا دائما بل موقتا كبياض الشعر بالقياس الى الإنسان.
4 - ما كان موجودا للنوع كله، وله وحده دائما في كل وقت، كالضاحك بالقياس الى الإنسان.
هذا المعنى الأخير أفضل المعاني الأربعة.
وقد أخذ منطق (البور رويال) بهذا التصنيف، إلا أنه غير الأمثلة فقال في شرح المعنى الرابع: ان من خواص الدائرة وحدها أن تكون الخطوط الممتدة من مركزها الى محيطها متساوية دائما، فقيل في الاعتراض على هذا المثال انه تعريف للدائرة لا خاصة بالقياس اليها، اللهم إلا إذا وضعت للدائرة تعريفا آخر كما فعل (آرنولد) و (نيكول) بقولهما ان محيط الدائرة هو الخط الذي يرسمه طرف الخط المستقيم على السطح المستوي، حين يظل طرفه الآخر ثابتا، والدائرة هي السطح المحاط بالخط المرسوم على هذا النحو. ومن أمثلتهم أيضا ان من خواص المثلث القائم الزاوية أن يكون مربع وتره مساويا لمجموع مربعي ضلعيه القائمين، وهذا أيضا قول ناقص لا يمكن إتمامه إلا بقولنا ان هذه الخاصة لا توجد الا للمثلث القائم الزاوية وحده.
على أن المقصود بالضاحك بالقياس الى الانسان امكان الضحك لا الضحك بالفعل، والمقصود بالمهندس بالقياس اليه أيضا قدرته على تعلم الهندسة لا علمه بها بالفعل، والمقصود ببياض شعره استعداده لذلك لا اتصافه به بالفعل. وأحرى الأشياء باسم الخاصة ما كان للنوع كله، وله وحده دائما. وتسمى هذه الخاصة بالخاصة المميزة ( euqitsiretcaraC).
وفرقوا بين الخاصة ( eteirporP)  والخاصية ( etiralucitraP)  بالحاق الياء، فقالوا: ان الخاصية تستعمل في الموضع الذي يكون فيه السبب مجهولا، فاذا قال بعض الأطباء ان لهذا الدواء خاصية يعمل بها، عنى بذلك انه يعمل بسبب مجهول لأثر معلوم، بخلاف الخاصة فانها تطلق على الأثر وهو أعم من أن يكون سببه معلوما أو مجهولا. يقال ما خاصة ذلك الشيء أي ما أثره الناشئ عنه. فالخاصة بهذا المعنى أعم من الخاصية. وتجمع الخاصة على خواص، والخاصية على خاصيات.
والخصوص نقيض العموم، وعرفوه بقولهم هو احدية كل شيء عن كل شيء بتعينه، فلكل شيء وحدة تخصه (تعريفات الجرجاني).
والخصوصية حالة الخصوص، وخصوصية الشيء خاصيته. والاخبار أربعة: خبر مخرجه مخرج الخصوص ومعناه معنى الخصوص، وخبر مخرجه مخرج العموم ومعناه معنى العموم، وخبر مخرجه مخرج الخصوص ومعناه معنى العموم، وخبر مخرجه مخرج العموم ومعناه معنى الخصوص (ر: كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، ص 74 - 76).
والخصوص قد يعتبر بحسب الصدق، وقد يعتبر بحسب الوجود، وقد يعتبر بحسب المفهوم، ويطلق أيضا عند المنطقيين على كون القضية مخصوصة حملية كانت أو شرطية (ر: لفظ العموم).








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید