المنشورات

الخطابة في الفرنسية/ euqirotehR في الانكليزية/ cirotehR في اللاتينية/ acirotehR

الخطبة عند العرب الكلام المنثور المسجع، مثل الرسالة التي لها أول وآخر ومدة وغاية. أما الخطابة فهي علم البلاغة. وليس الغرض منها تعليم الكلام البليغ فحسب، ولكن الغرض منها عرض الأفكار بأسلوب مقنع. ولها عند الأدباء ثلاثة أقسام: الأول الاختراع، وهو الكشف عن الأدلة والبراهين، والثاني الترتيب، وهو معرفة النظام الذي يجب أن تتسلسل فيه الأدلة.
والثالث البيان، وهو صياغة كل دليل من تلك الأدلة بكلام واضح بيّن. وقد يضاف إلى هذه الأقسام قسم رابع، وهو حسن الإشارة ودقة الأداء، وقسم خامس، وهو الذاكرة.
أما عند المنطقيين فالخطابة قياس مركب من مقدمات مقبولة أو مظنونة من شخص معتقد فيه، ويسمّى هذا القياس خطابيا.
وصاحبه يسمى خطيبا. والغرض منه ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم كما يفعله الخطباء قياسا لأنهم لا يبحثون إلا عنه، وإلا فالخطابة قد تكون استقراء وتمثيلا. والقياس الخطابي قياس اقناعي. وهو الدليل المركب من المشهورات والمظنونات. يقال هذا مقام خطابي أي مقام يكتفى فيه بمجرد الظن.
والخطابة عند (أرسطو) مبنية على المبادي الكلية، ويعرفها بقوله انها الكلام المقنع. وهي نوع من القياس. والأدلة عنده قسمان، الأول خارج عن الفن كالشهادات، والثاني نتيجة للفن كالبراهين وطرق الترغيب وإثارة العواطف. وكتاب الخطابة (ريطوريقا) لأرسطو مؤلف من ثلاثة أقسام اعتمد عليه شيشرون وكنتيليان ولونجان، ونقله الى العربية إسحاق، وابراهيم بن عبد اللَّه، وفسره أبو نصر الفارابي.
قال (ابن طملوس): «الأقاويل الخطابية هي التي شأنها ان يلتمس بها اقناع الانسان من أي رأي كان. وان يميل ذهنه الى أن يسكن الى ما يقال له، ويصدق به تصديقا ما، إما أضعف وإما أقوى، فإن التصديقات الاقناعية هي دون الظن القوي، وتتفاضل فيكون بعضها أزيد من بعض، على حسب تفاضل الأقاويل في القوة، وما يستعمل معها، فإن بعض الأقاويل المقنعة تكون أشفى وأبلغ وأوثق من بعض كما يعرض في الشهادات، فانها كلما كانت أكثر، فإنها أبلغ في الاقناع، وفي إيقاع التصديق بالخبر وأشفى، ويكون سكون النفس الى ما يقال أشد، غير انها على تفاضل اقناعها ليس معها شيء يوقع الظن القوي المقارب لليقين. فبهذا تخالف الخطابة الجدل» (كتاب المدخل لصناعة المنطق، ص:
25) والخطابة كالجدل تشتمل على ما يسميه الفارابي بالبرهان المشوب.
إلا أن الخطابة تعلم البرهان على الذي كذبه مساو لحقه، والجدل يعلم البرهان على الذي كذبه أقل من حقه.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید