المنشورات

الخير في الفرنسية/ neiB في الانكليزية/ dooG في اللاتينية/ munoB, eneB

الخير اسم تفضيل كقولنا الحياة خير من الموت، وهو يدل على الحسن لذاته، وعلى ما فيه نفع أو لذة أو سعادة، وعلى المال الكثير الطيب، وعلى العافية والإيمان والعفة. وهو بالجملة ضد الشر، لأن الخير هو وجدان كل شيء كمالاته اللائقة، أما الشر فهو ما به فقدان ذلك. قال ابن سينا «الخير بالجملة هو ما يتشوقه كل شيء ويتم به وجوده ... وقد يقال ايضا خير لما كان نافعا ومفيدا لكمالات الأشياء» (النجاة، ص 373).
والخير المطلق هو أن يكون مرغوبا لكل إنسان، والنسبي، هو أن يكون خيرا لواحد وشرا لآخر. وعلى ذلك فالخير قسمان:
خير بالذات، وخير بالعرض، وكذا الشر. قال (مسكويه):
«الخيرات منها ما هي شريفة، ومنها ما هي محدودة، ومنها ما هي بالقوة كذلك، ومنها ما هي نافعة» (تهذيب الأخلاق، ص 76 من طبعة بيروت) وقال ايضا:
«الخيرات منها ما هي غايات ومنها ما ليست بغايات، والغايات، منها ما هي تامة، ومنها ما هي غير تامة» (م. ن، ص 77)، وقال أخيرا: «الخيرات منها ما هو في النفس، ومنها ما هو في البدن، ومنها ما هو خارج عنهما ... ومنها ما هو مؤثر لاجل ذاته، ومنها ما هو مؤثر لأجل غيره، ومنها ما يؤثر للأمرين جميعا، ومنها ما هو خارج عنهما» (م. ن، ص 77).
وبعض الفلاسفة يطلقون الخير على الوجود، والشر على العدم، فيقولون: إن الوجود خير محض، والعدم شر محض، وكذلك الصوفية فإنهم يقولون: إن الوجود خير محض وبالذات لكونه مستندا الى العزيز الحكيم، والعدم شر محض وبالذات لعدم استناده إليه.
وليس المهم أن نقول إن الوجود خير محض، وان الخير هو الوجود، وإنما المهم أن نبين أن كلا من هذين المعنيين مضاف الى الآخر. فالفلاسفة العقليون يجعلون الوجود مبدأ الخير، أما فلاسفة القيم فيجعلون الخير مبدأ الوجود.
والخير المطلق عند معظم الفلاسفة هو الوجود الذي ليس لذاته حد، ولا لكماله نهاية، لأنه خير لذاته وبذاته. وهو عند (أفلاطون) أعلى المثل، ويسمى بالخير الأعلى ( neib niarevuoS)،  وقد أطلق (أرسطو) هذا المعنى على غاية كل فعل، وأطلقه (كانت) على الفعل الذي يلائم الإنسان بكليته، لا من جهة ما هو عاقل فحسب، بل من جهة ما هو عاقل وحسّاس وفاعل.
ومفهوم الخير هو الأساس الذي تبنى عليه مفاهيم الأخلاق كلها، لأنه المقياس الذي نحكم به على قيمة أفعالنا في الماضي والحاضر والمستقبل.
وقد فرقوا بين الخير والواجب، فقالوا: إن مفهوم الواجب يتضمن معنى الطاعة، والانقياد للسلطة، على حين أن مفهوم الخير لا يتضمن ذلك، بل يتضمن معنى الكمال. وقالوا: إن الفعل ليس خيرا من حيث أنه صادر عن إرادة الفاعل الطيبة، بل هو خير بذاته لا بنية فاعله.
ويرى المتفائلون أن خلق الخير عند الإنسان هو الغالب عليه في زمان صباه، لأنه مخلوق على الفطرة المقتضية للخيرات، وان الخير في الوجود غالب على الشر، وأن منافع الأشياء أكثر من مضارها، فليس يناسب الحكمة أن يترك الخير الكثير لأجل الشر القليل. فإن قال قائل: إن اللّه كان قادرا على خلق خير محض لا يشوبه شر، قلنا: إن ذلك لا يكون حينئذ مناسبا لهذا النمط من الوجود، ولا متفقا مع ما تقتضيه الحكمة الإلهية من حرية الاختيار الإنساني، ومع ذلك فنحن نستطيع أن نتصور موجودا كاملا ليس فيه شر أصلا، وهذا الموجود الكامل هو اللّه.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید