المنشورات

الدليل في الفرنسية/ evuerP في الانكليزية/ foorP في اللاتينية/ aborP

الدليل هو الحجة والبرهان، وهو ما دل به على صحة الدعوى.
والدليل في اللغة هو المرشد، وما به الإرشاد، وما يستدل به. وله عند الأصوليين معنيان: أحدهما ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى مطلوب خبري، وهو يشمل القطعي والظني. والثاني ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى العلم بمطلوب خبري. وهذا يخص بالقطعي.
والمعنى الأول أعم من الثاني مطلقا.
والدليل في اصطلاحنا هو الذي يلزم من العلم به علم بشيء آخر، وغايته أن يتوصل العقل الى التصديق اليقيني بما كان يشك في صحته.
وقد يكون الدليل قياسا، أو برهانا، كما في الانتقال من الكلي الى الكلي، أو من الكلي الى الجزئي، أو يكون استقراء، كما في الانتقال من الجزئي الى الكلي، أو تمثيلا كما في الانتقال من الجزئي الى الجزئي.
وقد يكون الدليل مرشدا، كما في دلالة العالم على الصانع، أو أمارة كما في دلالة الحمرة على الخجل. والدليل عند الأطباء أمارة يهتدون بها الى معرفة المرض.
لذلك كان للدليل بهذا المعنى جانب تجريبي، لأن الأمارات، والوثائق، والإشارات، والعلامات، والصكوك، والشهادات، والحوادث ليست سوى أشياء مادية يتوصل بها إلى العلم بالمطلوب.
وكثيرا ما يكفي في المسائل الحقوقية إثبات الشيء بايراد دليل مادي عليه، إلا أن هذه الدلالة التجريبية لا تقوم على إيراد الوثائق المادية فحسب، بل تقوم على فعل العقل الذي يستخدم هذه الوثائق.
وفرقوا بين الدليل والقياس بقولهم: إن القياس هو ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى العلم بالعلاقة الضرورية الموجودة بين المقدمات والنتائج، على حين أن الدليل قد يقوم على إيراد حادثة، أو وثيقة، أو شهادة تزيل الشك في صحة المطلوب.
والخلاصة ان الدليل هو ما يمكن التوصل به إلى معرفة الحقيقة، وهو إما أن يكون قطعيا كما في العلوم الرياضية، أو تحقيقيا كما في العلوم الطبيعية والإنسانية.
والدليل غير المباشر ( evuerP etceridni)  هو اثبات أحد الفروض المتعلقة بالموضوع بابطال جميع الفروض الأخرى الممكنة، مثال ذلك قولنا: إما أن يكون موت هذا الرجل طبيعيا، وإما أن يكون نتيجة قتل أو انتحار، فاذا أبطلنا فرضية الموت الطبيعي والقتل لم يبق هناك إلا فرضية واحدة، وهي الانتحار، فيكون البرهان على الانتحار دليلا غير مباشر.
والدليل الوجودي ( evuerP euqigolotno)  هو إثبات وجود اللّه بتحليل تصورنا لذاته، وخلاصته أن اللّه كامل أي متصف بجميع الكمالات، ولما كان الوجود أحد هذه الكمالات كان لا بد من أن يكون اللّه موجودا. وفي هذا الدليل الذي ابتكره القديس (آنسلم) وأخذ به (ديكارت) مغالطة- وهي الانتقال دون برهان من الوجود في الأذهان الى الوجود في الأعيان.
والدليل الكوني ( evuerP euqigolomsoc)  اثبات وجود اللّه بالاستناد الى وجود العالم، ويسمى ايضا بالدليل المبني على امكان العالم وجوازه ( idnum aitnegnitnoC a)  وهو عند (كانت) مقابل للدليل الوجودي، والدليل الطبيعي اللاهوتي. (-  oeht- ocisyhp evuerP euqigol)،  ومعنى هذا الدليل الاخير اثبات وجود اللّه بالاستناد الى ما نشاهده في العالم من الجمال، والنظام، والغائية، والوحدة. فإن هذه الصفات لا يمكن ان تكون نتيجة علل اتفاقية، وانما هي صنع عقل كامل توخى الخير والنظام، ورتب كل شيء بحكمة وعلم، وهذا العقل الكامل هو اللّه.
والدليل الغائي ( tnemugrA euqigoloelet)  اثبات وجود اللّه بطريق العلة الغائية.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید