المنشورات

الذهن في الفرنسية/ tnemednetnE في الانكليزية/ gnidnatsrednU

1 - الذهن في اللغة الفهم والعقل، وفي اصطلاح الفلاسفة القدماء قوة للنفس معدة لاكتساب الآراء أي العلوم التصورية والتصديقية، أو قوة نفسانية يحصل بها التمييز بين الأمور الحسنة والقبيحة، أو بين الصواب والخطأ، أو قوة معدة لاكتساب التصورات والتصديقات، أو قوة مهيئة لاكتساب العلوم.
وقد يطلق الذهن ويراد به القوة المدركة مطلقا سواء كانت النفس الانسانية أو آلة من آلات إدراكها.
2 - ويطلق الذهن في الفلسفة الحديثة على قوة الإدراك والتفكير من جهة ما هي مقابلة للاحساس.
ومعنى ذلك أن الذهن هو العقل أو ملكة الفهم، وقد يعبر عنه بالعقل تارة وبالنفس أخرى، وإطلاق العقل على النفس جائز.
وقد يراد بالذهن قوة للنفس معدة لإدراك الأشياء الخارجية من غير أن يكون تمثلها مقيدا بصورها المادية المرتسمة في الدماغ. فاذا كان البدن علة طبيعية أو ظرفية للصور المرتسمة في النفس، أطلق على هذه الصور اسم الاحساس، أو الخيال، وإذا كانت النفس ذاتها علة ما يتكون فيها من أفكار، أطلق عليها اسم الذهن. ويسمى وجود الصور في الذهن بالوجود الظلي، ووجودها خارج الذهن بالوجود الحقيقي.
3 - ويطلق الذهن أيضا على قوة الإدراك من جهة ما هي مقابلة للاحساس تارة، وللعقل أخرى.
(آ) فالذهن عند (كانت) ملكة تنسق الاحساسات بوساطة المقولات، إلّا أن القوة المعدة لاكتساب المعرفة لا تقتصر على تهجّي الظواهر في ضوء وحدة تركيبية معينة لقراءتها من جهة ما هي تجارب حاصلة لها، بل تحتاج إلى قوة أعلى من ذلك، وهي قوة العقل. لذلك قيل ان الذهن ملكة القواعد، وان العقل ملكة المبادي.
ومعنى ذلك ان في كل معرفة شرطية عنصرا غير شرطي. وكل معرفة فهي إنما تبدأ بالإحساس ثم تنتقل منه إلى الذهن، ثم تنتهي إلى العقل، فكأن الذهن إذن ملكة متوسطة بين العقل والإحساس.
(ب) والذهن عند (شوبنهاور) ملكة ربط التصورات الحدسية بمبدإ السبب الكافي ( etnasiffus nosiaR)،  أما العقل فهو قوة معدة لاكتساب التصورات المجردة، وترتيبها، وجمعها في الأحكام والاستدلالات.
(ج) وقد يطلق العقل على إدراك الأمور الأبدية أو الأمور المطلقة، ويطلق الذهن على إدراك أمور التجربة. ومعنى ذلك أن للذهن حركات متتابعة في اكتساب التصورات، وتأليف الأحكام والاستدلالات، على حين أن العقل يدرك هذه الأشياء إدراكا مباشرا بفعل واحد. ومعنى ذلك أيضا أن الذهن استدلالي يبدأ بالمقدمات والفرضيات، وينتهي إلى النتائج، على حين أن العقل حدسيّ يدرك المقدمات والنتائج إدراكا كليا مباشرا.
(د) ويرجع هذا التمييز بين الذهن والعقل إلى أفلاطون، فقد فرق هذا الفيلسوف بين الحدس، أي المعرفة المباشرة، وبين العقل، أي المعرفة الاستدلالية. فالحدس في نظره يتناول الأمور العالية، والعقل يتناول الأمور السافلة، أي الأمور الحسية التي تتألف منها العلوم. وقد قلب (كانت) هذه العلاقة فجعل الحدس أدنى من العقل، لأن الحدس عنده لا يدرك إلا المسائل الداخلة في إطاري الزمان والمكان، على حين أن العقل يتناول المسائل العالية، أي المسائل الإلهية. أما (برغسون) فانه جعل الحدس أعلى من العقل، على النحو الذي فعله أفلاطون، لأن الحدس عنده يغوص على باطن الوجود، ويكشف عن المطلق، على خلاف العقل الذي لا يجول إلا في سطح الوجود، ولا يعنى إلا بصنع الآلات وتركيبها.
(فائدة) الذهن في اللغة الفرنسية ( tnemednetnE)  مشتق من السمع والفهم ( erdnetnE)،  وهذا شبيه بقولنا في اللغة العربية:
سمع الكلام، فهم معناه، وسمع لغلامه، أو إليه، أو إلى حديثه:
أصغى وأنصت، وسمع الدعاء ونحوه أطاع واستجاب.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید