المنشورات

الزمان في الفرنسية/ spmeT في الانكليزية/ emiT في اللاتينية/ siropmeT, supmeT

1 - الزمان الوقت كثيره وقليله. وهو المدة الواقعة بين حادثتين أولاهما سابقة وثانيتهما لاحقة، ومنه زمان الحصاد، وزمان الشباب، وزمان الجاهلية.
وجمع الزمان أزمنة، تقول:
السنة أربعة أزمنة، أي أقسام وفصول، وتقول أيضا: الأزمنة القديمة، والأزمنة الحديثة.
2 - والزمان في أساطير اليونانيين هو الإله الذي ينضج الأشياء ويوصلها إلى نهايتها.
3 - والفرق بين الزمان والدهر والسرمد ان نسبة المتغير إلى المتغير هي الزمان، ونسبة الثابت إلى المتغير هي الدهر، ونسبة الثابت إلى الثابت هي السرمد.
4 - لقد زعم (ارسطو) أن الزمان مقدار حركة الفلك الأعظم، وذلك لأن الزمان متفاوت زيادة ونقصانا، فهو إذن كم، وليس كما منفصلا لامتناع الجوهر الفرد، فلا يكون مركبا من آنات متتالية، فهو إذن كم متصل، إلا أنه غير قار، فهو إذن مقدار لهيئة غير قارة، وهي الحركة.
5 - وقد أخذ معظم فلاسفة العرب بهذا المعنى الارسطي، إلا أن (المتكلمين) زعموا أن الزمان أمر اعتباري موهوم. وعرفه الأشاعرة بقولهم: إنه متجدد معلوم يقدّر به متجدد آخر موهوم.
وقال (الرازي) في المباحث المشرقية إن للزمان كالحركة معنيين: أحدهما أمر موجود في الخارج، غير منقسم، وهو مطابق للحركة، وثانيهما أمر متوهم لا وجود له في الخارج.
6 - والزمان عند بعض الفلاسفة إما ماض أو مستقبل. وليس عندهم زمان حاضر، بل الحاضر هو الآن الموهوم المشترك بين الماضي والمستقبل.
7 - ومن معاني الزمان في الفلسفة الحديثة أنه وسط لا نهائي غير محدود، شبيه بالمكان، تجري فيه جميع الحوادث، فيكون لكل منها تاريخ، ويكون هو نفسه مدركا بالعقل إدراكا غير منقسم، سواء كان موجودا بنفسه كما ذهب إلى ذلك (نيوتون) و (كلارك)، أو كان موجودا في الذهن فقط كما ذهب إلى ذلك (ليبنيز) و (كانت). فمما قاله (ليبنيز):
الزمان تصور مثالي، ومما قاله (كانت) إن الزمان صورة قبلية محيطة بالأشياء الحدسية، وإن المقادير المحدودة من الزمان ليست سوى أجزاء لزمان لا نهائي واحد.
فكأن الزمان إطار محيط بالأشياء، إلّا أنه ذو بعد واحد وهو الطول.
وأكثر العلماء يرمزون إلى الزمان بخط مستقيم غير محدود، كل نقطة من نقاطه مجانسة للأخرى.
8 - والزمان عند بعض المحدثين هو التغير المتصل الذي يجعل الحاضر ماضيا. قال (هنري برغسون):
«العقل ينفر من كل شيء سيّال، ويجمد كل ما يتناوله. ونحن لا نفكر في الزمان الحقيقي بل نحيا فيه، لأن الحياة تطغى على العقل من كل جانب» (التطور المبدع، ص: 50).
فالزمان الحقيقي، وهو الديمومة ( eeruD)،  مختلف إذن عن الزمان الرياضي أو الزمان العلمي، وهو دفعة سيالة، أو مجرى متحرك، أو تيار مستمر يجري أمام المدرك الواقف على شاطئ الحاضر، ومنه قولهم مجرى الزمان، وسير الزمان.
9 - ومعنى ذلك أن معنى الزمان قد يكون مرادفا لمعنى الديمومة أو يكون مختلفا عنه. فاذا كان مرادفا له دل على الوسط الذي تجري فيه الأفعال والحوادث، كما في قولنا زمان سقوط الأجسام، أو زمان الذوبان، أو زمان الحالات النفسية، وإذا كان مختلفا عنه دل على الزمان المطلق أو الزمان المجرد.
10 - والزمان الوجودي هو الزمان الذاتي أو الزمان الوجداني المصبوغ بالانفعال كزمان الانتظار، أو زمان الأمل. وهذا الزمان ليس كمّا، وإنما هو كيف لا يقبل القياس، على خلاف الزمان الفاعل الذي يطلق على التأثير في الأشياء، فهو موضوعي، وكمي، وقابل للقياس.











مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید