المنشورات

السلب في الفرنسية/ noitageN في الانكليزية/ noitageN في اللاتينية/ oitageN

السلب مقابل للايجاب، والمراد به مطلقا رفع النسبة الوجودية بين شيئين (ابن سينا، النجاة ص 18).
وقد يراد بالايجاب والسلب الثبوت واللاثبوت، فثبوت شيء لشيء ايجاب، وانتفاؤه عنه سلب، وقد يعبر عنهما بوقوع النسبة، أو لا وقوعها.
والسلب في القضية الحملية هو الحكم بلا وجود محمول لموضوع، فالقضية الموجبة ما اشتملت على الايجاب، والقضية السالبة ما اشتملت على السلب، (ر: السلبي والسالب).
وسلب العموم نفي الشيء عن جملة الأفراد، لا عن كل فرد، وعموم السلب بالعكس (كليات أبي البقاء).
وللسلب في اصطلاحنا عدة معان:
الأول هو النفي، وهو الحكم بأن وقوع النسبة بين الشيئين كاذب، ويشترط في صحة انتفاء الشيء عن الشيء، أن يكون اتصاف المنفي به غير ممكن عقلا، أو غير واقع منه مع إمكانه. والفرق بين النفي والجحد، ان النافي إذا كان كلامه صادقا سمي نفيا، وإذا كان كاذبا سمّي جحدا. فكل جحد نفي، وليس كل نفي جحدا.
والثاني هو الكلمة الدالة على النفي مثل (ما) و (لم) و (لن) و (لا) و (ليس)، فانها إذا دخلت على القول جعلت معناه سلبيا. مثل قولنا ما هذا بشرا، ولم يأكل، ولن أفعل المنكر ما دمت حيا، ولا رجل في الدار وليس خلق اللَّه مثله. فهذه الكلمات تدل على النفي والسلب، وللمناقشة فيها مجال تركنا الكلام عليه حذرا من الإطناب. وإذا دخلت كلمة (لا) على اللفظ جعلته سالبا مثل قولنا: اللامعقول، واللامحسوس،واللاشعور، واللانهاية.
والثالث هو الرمز المنطقي الدال على السلب. مثال ذلك إذا رمزنا إلى النوع بحرف (ن) كان هذا الحدّ جملة غير محدودة من الأفراد (ف)، وإذا رمزنا إلى نسبة كل فرد من هؤلاء الأفراد إلى النوع (ن) بالحرف (ع) أمكننا أن نكتب هذه النسبة كما يلي (ف ع ن) ومعناها أن الفرد (ف) داخل في النوع (ن) وهو إيجاب. أما السلب فهو إخراج الفرد (ف) من النوع (ن) ويكتب كما يلي (ف ع ن).
والرابع هو الرمز الرياضي الدال على السلب كالاشارة (-) التي توضع قبل الحد فتجعل قيمته سلبية مثل (- ن) و (- د).
(فائدة) زعم بعضهم أن القضية الموجبة تستلزم وجود الموضوع دون السالبة، أعني أن صدق الموجبة يستلزم وجود الموضوع حلل ثبوت المحمول له، بخلاف صدق السالبة فانه لا يستلزم وجود الموضوع. والحق ان الايجاب لا يقتضي وجود الموضوع في الخارج اضطرارا لأن ايقاع النسبة بين المعاني الرياضية المجردة ومحمولاتها لا يوجب أن تكون هذه المعاني متحققة في الخارج. ومعنى ذلك ان الايجاب والسلب يقتضيان وجود الموضوع في الذهن لا غير.
(تنبيه) قال (هاميلتون): لا يمكننا أن نتصور السلب بمعزل عن الايجاب، لأننا لا نستطيع أن ننكر وجود الشيء إلا إذا كان معناه متصورا في أذهاننا. وقال (استوارت ميل): الغرض من السلب إبطال التركيب، أي إبطال وقوع النسبة بين الموضوع والمحمول، لأنه لا معنى لنفي المحمول عن الموضوع إلا إذا كان هناك محاولة لتركيب أحدهما مع الآخر. ومن قبيل ذلك قول (هنري برغسون): لو لا توهمي انك تعتقد ان المنصة بيضاء، أو أنك كنت تعتقد ذلك من قبل، أو اني أوشك أنا نفسي أن أعتقد ذلك، لما قلت لك: ليست المنصة بيضاء. ومعنى ذلك أن الحكم السلبي في نظر (برغسون) حكم مشتق، أو حكم على حكم، تنفي به وجود الشيء ردا على القائل بوجوده. فالايجاب إذن بديهي، وهو الأصل في الأشياء، أما السلب فانه إضافي








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید