المنشورات

الشّرّ في الفرنسية/ laM في الانكليزية/ gnorW, livE في اللاتينية/ mulaM

الشر السوء والفساد. يقال:
رجل شرّ، اي ذو شر، وهو شر الناس، أي أسوؤهم واكثرهم فسادا.
والشرّ ضد الخير، لأن الخير يطلق على الوجود، أو على حصول كل شيء على كماله، على حين أن الشر يطلق على العدم، أو على نقصان كل شيء عن كماله.
والشر أنواع. قال ابن سينا:
«و اعلم أن الشر على وجوه، فيقال شرّ لمثل النقص الذي هو الجهل والضعف والتشويه في الخلقة، ويقال شرّ لما هو مثل الألم والغم» (النجاة ص 466). «و يقال شر للأفعال المذمومة، ويقال شر لمبادئها من الأخلاق ... ويقال شر لنقصان كل شيء عن كماله، وفقدانه ما من شأنه أن يكون له» (النجاة ص 472). وقال أيضا: «فالشر بالذات هو العدم، ولا كل عدم، بل عدم مقتضى طباع الشيء من الكمالات الثابتة لنوعه وطبيعته.
والشر بالعرض هو العدم أو الحابس للكمال عن مستحقه، ولا خير عن عدم مطلق الّا عن لفظه، فليس هو بشيء حاصل، ولو كان له حصول ما، لكان الشر العام» (النجاة: ص 467 - 468).
يتبين من ذلك أن للشر ثلاثة معان:
1 - الشر الطبيعي، ويطلق على كل نقص، مثل الضعف والتشويه في الخلقة، والمرض، والآلام، وما يشبهها.
2 - الشر الاخلاقي، ويطلق على الأفعال المذمومة، وعلى مبادئها من الأخلاق، وعلى كل ما يحق للارادة الصالحة أن تقاومه. فالشر الأخلاقي إذن هو الرذيلة والخطيئة.
3 - الشر الفلسفي (الميتافيزيقي)، ويطلق على نقصان كل شيء عن كماله، أو على الحابس للكمال عن مستحقه، وهو إما أن يكون بالذات أو بالعرض. والشر المطلق هو العدم المطلق.
والشّرّيّة ضد الخيرية. قال ابن سينا: كل كائن ينزع بطبيعته إلى «كماله الذي هو خيرية هويته» وينفر «عن النقص الخاص به الذي هو شريته الهيولانية والعدميّة، لأن كل شر من علائق الهيولى والعدم» (رسالة العشق). وفي العالم أمور تغلب فيها الخيرية، وأمور تغلب فيها الشريّة. وإذا كان المتفائلون يرون أن الخير مقتضى بالذات والشر مقتضى بالعرض، وأن كل شر جزئي، فهو انما يحدث من أجل خير كلي، فانّ المتشائمين يرون أن الحياة شرّ، لأنها جد وجهاد، وتعب، ومحنة، وشقاء، وقلق، واضطراب، لا يظفر الإنسان فيها بلذة وهمية الّا ليقع بعدها في براثن الألم.
ومع ذلك فان الخير والشر أمران اضافيان لا معنى لأحدهما الا بالنسبة الى الآخر. أما مشكلة الشر ( lam ud emelborP)  فهي السؤال عن سبب وجود الشر في هذا العالم، كيف يمكن التوفيق بين وجوده ووجود إله خالق، رحيم، عالم، قادر على كل شيء، متصف بالكمال المطلق. (ر:
العناية).








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید