المنشورات

الشّكّ في الفرنسية/ etuoD في الانكليزية/ tbuoD

وهو مشتق من اللفظ اللاتيني شك/  eratibuD
الشك هو التردد بين نقيضين لا يرجح العقل أحدهما على الآخر، وذلك لوجود أمارات متساوية في الحكمين، أو لعدم وجود أية امارة فيهما. ويرجع تردد العقل بين الحكمين إلى عجزه عن معاناة التحليل أو إلى قناعته بالجهل.
لذلك قيل: ان الشك ضرب من الجهل، إلا أنه أخصّ منه، لأن كل شك جهل، ولا عكس. «و قيل الشك ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب الى احدهما، فاذا ترجح احدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن، فإذا طرحه فهو غالب الظن، وهو بمنزلة اليقين» (تعريفات الجرجاني).
والفرق بين الشك والريب ان الشك ما استوى فيه اعتقادان، او لم يستويا، ولكن لم ينته أحدهما إلى درجة الظهور، على حين ان الريب ما لم يبلغ درجة اليقين، وإن ظهر. ويقال شك مريب. ولا يقال ريب مشكك.
فالشك إذن مبدأ الريب، كما ان العلم مبدأ اليقين.
والشك عند ديكارت «فعل من أفعال الارادة، فهو ينصب على الاحكام لا على التصورات والأفكار، لأن التصورات من غير حكم لا تسمى صادقة ولا كاذبة» (عثمان امين، ديكارت ص، 102).
والشك المنهجي (-  ohtem etuoD euqid)  عند (ديكارت) أيضا هو الطريقة الفلسفية الموصلة إلى اليقين، قال (ديكارت): ينبغي لي أن أرفض كل ما يخيل إلي أن فيه ادنى شك، وذلك لأرى هل يبقى لدي بعد ذلك شيء لا يمكن الشك فيه أبدا. وهذا شبيه بقول الغزالي: «فقلت في نفسي: أولا، ان مطلوبي العلم بحقائق الأمور، فلا بد من طلب حقيقة العلم ما هي، فظهر لي ان العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه امكان الغلط والوهم، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك، بل الأمان من الخطأ ينبغي أن يكون مقارنا لليقين مقارنة لو تحدّى باظهار بطلانه مثلا من يقلب الحجر ذهبا، والعصا ثعبانا لم يورث ذلك شكا وإنكارا» (المنقذ، ص 59)، ومعنى ذلك كله انه ينبغي للعالم، إذا أراد الوصول إلى اليقين، أن ينتقد علمه، وأن يحرر نفسه من الأفكار السابقة، وأن لا يقبل أمرا على انه حق إلا إذا عرف انه كذلك ببداهة العقل، أي أن يجتنب التسرع والظن، ولا يدخل في أحكامه إلا ما يبدو لعقله واضحا ومتميزا إلى درجة تمنعه من وضعه موضع الشك (ديكارت: مقالة الطريقة). وقد قال (كلود برنار) أيضا: يجب على العالم أن يفرق بين الشك والريب. فالريبي ينكر العلم ويؤمن بنفسه، أما المتشكك فانه يشك في نفسه ويؤمن بالعلم.
وجنون الشك أو داء الشك ( etuod ud eiloF)  اضطراب عقلي مصحوب بالعجز عن الحكم، أو بالعجز عن ترجيح أحد الحكمين مهما تكن أماراتهما واضحة. ويطلق هذا الاصطلاح أيضا على المبالغة في اجترار المسائل الفلسفية المتعارضة، أو على الميل إلى البحث في أسباب الأشياء التافهة، أو على الخوف من وقوع الحوادث، أو على المبالغة في القلق والتوهم وسوء الظن.
والشكّ المفرط (-  repyh etuoD euqilob)  عند (ديكارت) شك منهجي شامل يمتد الى كل شيء، وهو شك نظري وموقت لا ينطبق على الحياة العملية.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید