المنشورات

الصناعة في الفرنسية/ eigolonhceT, euqinhceT في الانكليزية/ ygolonhceT, scinhceT في اليونانية/ sokinhkeT

الصناعة في الاصل حرفة الصانع، وهي، في عرف العامة، العلم الحاصل بمزاولة العمل، وفي عرف الخاصة، العلم المتعلق بكيفية العمل (التهانوي). وكل عمل يمارسه الإنسان حتى يمهر فيه، ويصبح حرفة له، يسمّى صناعة، كالطب، والفلاحة، والحياكة، والموسيقى، وغيرها.
وقد يطلق لفظ الصناعة على الملكة التي يقتدر بها على استعمال المصنوعات على وجه البصيرة، لتحصيل غرض من الأغراض بحسب الامكان، أو يطلق على الملكة النفسانية التي تصدر عنها الأفعال الاختيارية من غير رويّة (الجرجاني) أو يضاف إلى الفلسفة، والمنطق، والرياضيات، وغيرها، يقال: صناعة الفلسفة، وصناعة المنطق.
والصناعة بالفتح تستعمل في المحسوسات وبالكسر في المعاني، ويرادفها الصنعة، وهي عمل الصانع وحرفته، وإذا استعمل لفظ الصنعة في المعاني الفلسفية دلّ على الطريقة المنظمة التي تتبع في عمل يدوي أو ذهني. وللصناعة ( euqinhcet aL)  في اصطلاحنا عدة معان:
1 - مجموع الطرق المحدّدة التي تتبع من غير روية لتحصيل بعض الأغراض، كالطرق العملية المتبعة في بعض الحرف، فهي قواعد أولية آليّة تتوارثها الأجيال المتعاقبة، وتنتقل من شخص إلى آخر بالتعليم والتدريب، وهي على العموم لا تقتضي ما يقتضيه العلم من رويّة ونظر، إلّا أنها لا تخلو من بعض العناصر الفكرية، التي تتغذى وتنمو بالتجريب، وتهيئ أسباب العلم. وتختلف درجة اشتمال الصناعة على هذه العناصر الفكرية باختلاف التقدم الحضاري، فاذا كانت الحضارة أعلى كان اشتمال صناعاتها على العناصر الفكرية أكثر، وإذا كانت أدنى كان اشتمالها عليها أقل.
2 - مجموع الطرق المنظمة المبنية على المعرفة العلمية. وهي ضد الطرق العملية أو العادات التقليدية التي يمارسها العامل عفوا من غير تحليل وروية. والمقصود بالطرق المنظمة القواعد العملية التي يتبعها الفنيّون والاختصاصيون في أعمالهم، وهي ما نطلق عليه اليوم اسم القواعد التقنية، أو التقنيّات ( seuqinhceT)،  كالتقنيّات التربوية، والتقنيّات المالية والادارية (ر:
التقني). وهي طرق مستمدة من العلم تقوم على تطبيق الحقائق النظرية تطبيقا محكما لتحصيل بعض النتائج. والفرق بين العلم والصناعة ان غاية العلم معرفة الحقيقة، على حين أن غاية الصناعة هي الانتاج. وقد يطلق لفظ الصناعة على الاعمال المادية التي يقوم بها أرباب الحرف في المصانع، ويقابله في اللغة الفرنسية لفظ ( eirtsudnI)،  أو يطلق على قواعد السلوك الإنساني المستمدة من علم النفس والاجتماع، وهو المقصود بقولهم صناعة الأخلاق النظرية، أو فن ( lennoitar larom trA)  الأخلاق المستمد من العلم.
3 - والصناعات الخمس عند المنطقيين هي البرهان، والجدل، والخطابة، والشعر، والمغالطة.
4 - والصناعات السبع، أو الفنون السبعة، عند القدماء قسمان:
الثلاثيات ( muivirT)،  والرباعيات ( muivirdauQ).  فالثلاثيات:
قواعد اللغة، والبلاغة، والمنطق، والرباعيات: الحساب، والهندسة، والفلك، والموسيقى. 
5 - والصناعات الجميلة أو الفنون الجميلة هي الطرق المتعلقة بكيفية تحصيل الجمال، لا سيما في الفنون التشكيلية ( seuqitsalp strA)  كالتصوير، والنحت، والنقش، والتزيين، والعمارة.
6 - وقد تكون الصناعة مادية أي عملا من أعمال المصانع، أو تكون معنوية كصناعة الأخلاق أو السياسة أو الاقتصاد، أو تكون فنية كصناعة الشعر، أو الموسيقى، أو التصوير، أو العمارة الخ ..
7 - والصناعي (في الفرنسية  euqinhceT،  وفي الانكليزية  lacinhceT)  هو المنسوب إلى الصناعة، ويطلق على الطرق الفنية أو العلمية، أو على كل ما يستفاد بالتعلم من أرباب الصناعات، ويرادفه التقني. والصناعي أيضا ضد النظري ويرادفه العملي، وضده الطبيعي كما في قولنا حرير صناعي.
8 - والصنعي ( tcafetrA)  هو المنسوب إلى الصنع ومعناه العملي، أو المصنوع، وهو خلاف المطبوع، ويرادفه المفتعل، وإذا استعمل هذا اللفظ في علم النفس دل على الأحوال النفسية الناشئة عن سبر أحوال الشعور ببعض الطرق الصناعية، يقال: الأحوال النفسية المصطنعة أو المفتعلة.
9 - والصانع ( nasitrA)  هو الذي يحترف إحدى المهن أو يصنع الأشياء بيديه. ويطلق في الفلسفة القديمة ولا سيما في فلسفة أفلاطون على صانع العالم ( egruimeD)،  وهو المبدأ الذي ينظم الموجودات ويرتبها، ويطلق على فعله اسم الصنع، وهو تركيب الصورة في المادة. (ر: الصانع).
10 - وعلم الصناعة ( eigolonhceT)  هو العلم الذي يبحث في طرق الصناعة عامة، من جهة علاقتها بتطور الحضارة، ويشتمل على ثلاثة أقسام (الأول) هو الوصف التحليلي للفنون والصناعات الموجودة في مجتمع معين، أو في زمان معين. (و الثاني) هو البحث في الشروط والقوانين المحيطة بكل نوع من الطرق الصناعية، والكشف عن أسباب نجاحها العملي. (و الثالث) هو البحث في تطور الطرق الصناعية في مجتمع معين، أو في نوع من المجتمعات، أو في الإنسانية جمعاء. وجملة القول إن علم الصناعة هو النظر في الصناعة، قد يراد به الصناعة العملية نفسها هذا ما أشار إليه (غوبلو) بقوله إنّ علم الأخلاق صناعة السعادة.
(ر: التقني، الفن، العلم، العمل).








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید