المنشورات

الصورة في الفرنسية/ egamI, emroF في الانكليزية/ egamI, mroF في اللاتينية/ ogami, amrof

آ- الصورة في اللغة الشكل، والصفة، والنوع، ولها في عرف العلماء عدة معان:
1 - الصورة هي الشكل الهندسي ( euqirtemoeg erugiF)  المؤلف من الأبعاد التي تتحدّد بها نهايات الجسم، كصورة الشمع المفرغ في القالب، فهي شكله الهندسي. ومن قبيل ذلك صورة التمثال، والأنف، والجبل، والغيم، فهي تدل على الأوضاع الملحوظة في هذه الأجسام كالاستدارة، والاستقامة، والاعوجاج .. الخ ..
2 - والصورة هي الصفة التي يكون عليها الشيء، كما في قولنا:
ان اللَّه خلق آدم على صورته.
3 - والصورة هي النوع، يقال: هذا الأمر على ثلاث صور أي على ثلاثة أنواع، يقال: صور الانتاج، أي أنواع الانتاج.
4 - وقد تطلق الصورة على ما به يحصل الشيء بالفعل كالهيئة الحاصلة للسرير بسبب اجتماع خشباته، وهي بهذا المعنى علة، أي علة صورية، ويقابلها العلة المادية، والعلة الفاعلية، والعلة الغائية.
5 - أو تطلق على ترتيب الأشكال ووضع بعضها مع بعض، واختلاف تركيبها، وتسمى بالصورة المخصوصة.
6 - أو تطلق على ترتيب المعاني المجردة، فيقال صورة المسألة، وصورة السؤال والجواب (ر:
كليات أبي البقاء).
7 - أو تطلق على ما يجب أن يكون عليه الشيء حتى يكون مطابقا للشروط القانونية، كصورة العقد، فهي شكله الكامل. وإذا أبطلت الدعوى في قانون المرافعات لخطأ في إجراءات المحاكمة دون موضوعها، سمي إبطالها بالدفع الصوري، أو الدفع الشكلي.
8 - أو تطلق أخيرا على ما يرسمه المصور بالقلم او آلة التصوير، أو على ارتسام خيال الشيء في المرآة، او في الذهن، او على ذكرى الشيء المحسوس الغائب عن الحس، تقول تصور الشيء، اي تخيله، واستحضر صورته.
ب- والصورة عند الفلاسفة مقابلة للمادة، وهي ما يتميز به الشيء مطلقا فاذا كان في الخارج كانت صورته خارجية، وإذا كان في الذهن كانت صورته ذهنية.
غير أن المادة في نظرهم لا تتعرّى عن الصورة الجسمية.
1 - والفلاسفة يفرقون بين الصورة الجسمية (-  oproc emroF eller)  والصورة النوعية ( emroF euqificeps)  بقولهم: ان الصورة الجسمية جوهر بسيط متصل لا وجود لمحله دونه، قابل للأبعاد الثلاثة المدركة من الجسم في بادئ النظر، أو هي الجوهر الممتد في الأبعاد كلها، المدرك في بادئ النظر بالحس، على حين ان الصورة النوعية جوهر بسيط لا يتم وجوده بالفعل دون وجود ما حل فيه (تعريفات الجرجاني).
2 - وهم يفرقون ايضا بين الصورة الجوهرية (-  natsbus emroF elleit)  والصورة العرضية ( emroF elletnedicca)  بقولهم: ان الصورة الجوهرية هي ما يتميز به وجود الشيء، لأن المادة لا تنتقل من حالة عدم التعين إلى حالة التعين إلّا بالصورة الملابسة لها. فهي إذن جوهر لا في موضوع، وهي المحددة لماهية الشيء، والمقومة لوجوده الفعلي.
مثال ذلك قولنا: ان النفس صورة الجسد، بمعنى ان الجسد ينقلب بعد الموت، أي بعد انفصال النفس عنه إلى جثة هامدة، فحياته ناشئة اذن عن اتحاده بصورة جوهرية نطلق عليها اسم النفس. أما الصورة العرضية فهي ما يطرأ على الشيء من كيفيات تبدل أوضاعه وأحواله دون تبديل طبيعته.
3 - ويرى الفلاسفة أن للفكر مادة وصورة، أما مادته فهي الحدود التي يتألف منها، وأما صورته فهي العلاقات الموجودة بين هذه الحدود. مثال ذلك إذا قلنا في قياس من الشكل الأول والضرب الأول: كل زئبق معدن، وكل معدن صلب، فكل زئبق صلب، كانت مادة هذا القياس مؤلفة من ثلاثة حدود، وهي الزئبق، والمعدن، والصلب، وكانت صورته مؤلفة من العلاقة الموجودة بين هذه الحدود الثلاثة، وهي علاقة صورية إذا وضعت لزم عن مقدماتها بذاتها لا بالعرض نتيجة ضرورية، وإذا كان هذا القياس كاذبا فمرد ذلك إلى الخطأ الواقع في مادته لا في صورته.
4 - وللقضايا المنطقية صفة صورية، وهي انقسامها إلى أربعة أقسام: القضايا الموجبة، والقضايا السالبة، والقضايا الكلية، والقضايا الجزئية.
5 - وللمعادلات الرياضية صفة صورية أيضا كالمعادلة: (ب+ بزرگتر از) 2 ب 2+ بزرگتر از 2+ 2 ب بزرگتر از فهي تتضمن علاقة صورية تصدق على جميع الأعداد الحقيقية.
6 - وقد فرق (كانت) في نظرية المعرفة بين المادة والصورة، فأطلق لفظ المادة على ما في المعرفة من عناصر مستمدة من الإحساس والتجربة، وأطلق لفظ الصورة على ما في المعرفة من عناصر مستمدة من قوانين العقل، ذلك لأن قوانين العقل عنده ترتب معطيات الحس، وتفرغها في قوالب تعين على إدراكها وفهمها. فالزمان صورة الحس الداخلي، والمكان صورة الحس الخارجي، والزمان والمكان صورتان قبليتان تنظمان المدركات الحسية، وكذلك مقولات العقل ومعانيه الكلية، فهي صور محيطة بالتصورات الجزئية. 
7 - ويطلق لفظ الصورة في فلسفة الأخلاق على ما في القانون الأخلاقي من معنى الأمر (كما في أخلاق الواجب) أو على ما فيه من معنى التقويم (كما في أخلاق الخير والسعادة). أما مادة القانون الأخلاقي فهي كيفية الفعل المأمور به، أو الحوادث الموضوعية المعترف بقيمتها الأخلاقية. والاخلاق الصورية المحضة هي الأخلاق المطابقة للشروط التي وضعها (كانت) في نقد العقل العملي (،
emeroeht .I .pahc eitrap ere I III )
euqitarp nosiar al ed euqitirC
،  قال: «اذا كان ينبغي للموجود العاقل أن يتمثل القواعد الأخلاقية على صورة قوانين كلية، فمرد ذلك إلى أنها مبادئ مشتملة في صورتها دون مادتها على ما يحدد عمل الإرادة». وقال أيضا: اعمل بطريقة تستطيع معها أن تجعل قاعدة عملك مبدأ تشريع كلي.
8 - ويطلق لفظ الصورة في نظرية الجشطلت ( tlatseG)  على البنية، والتركيب، والتنظيم، وهي النظرية المسماة بنظرية الصورة ( emrof al ed eiroehT) (  ر:
الجشطلطية).
9 - ويطلق لفظ الصورة على بقاء الاحساس في النفس بعد زوال المؤثر الخارجي، او على عودة الاحساسات الى الذهن بعد غياب الأشياء التي تثيرها. وتسمّى بالصورة الذهنية. قال ابن سينا: «الصورة هي «الشيء الذي تدركه النفس الباطنة والحس الظاهر معا، لكن الحس الظاهر يدركه اولا ويؤديه الى النفس» (النجاة 264).
10 - والصورة التالية ( evitucesnoC egamI)  هي الصورة التي تعقب الاحساس مباشرة، او الصورة الحادثة عن بعض ظواهر الابصار التي تعقب زوال الاحساس، وتتميز بطابع سلبي، كالأبيض الذي يحل محله الأسود، وكالألوان المتكاملة التي يحل بعضها محل بعض.
11 - والصورة الجنسية ( euqireneg egamI)  هي الصورة التي تحصل في الذهن من تركيب صور الأشياء المختلفة بعضها الى بعض، بحيث يؤدي تركيبها الى ثبوت الصفات المتشابهة وزوال الصفات المتباينة، وهي شبيهة بالصورة المركبة ( etisopmoc egamI) التي حصل عليها (غالتون) باسقاط صور افراد الاسرة الواحدة بالفانوس السحري على لوح واحد، فأدّى انطباقها بعضها على بعض الى حصول صورة تمثل الأسرة كلها.
12 - والفرق بين الصورة التالية والصورة الذهنية الحقيقية ( elatnem egamI)  ان الاولى تعقب الاحساس مباشرة على حين ان الثانية هي التي تعود الى مسرح الشعور دون تأثير حسي مباشر.
(ر: الشكل، المادة، الجوهر).









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید