المنشورات

العرض في الفرنسية/ tnediccA في الانكليزية/ tnediccA في اللاتينية/ snediccA

1 - عرض الشيء ظهر، وبدا، ولم يدم. والعرب يطلقون لفظ العرض على عدة معان. فهو يدل (آ) على الامر الذي يعرض للمرء من حيث لم يحتسبه، (ب) أو على ما يثبت ولا يدوم، (ج) أو على ما يتصل بغيره ويقوم به (د) أو على ما يكثر ويقل من متاع الدنيا.
فكأن المتكلمين والفلاسفة استنبطوا معنى العرض من احد هذه المعاني فدلوا به على ما لا يقوم بذاته، وهو الحالّ في موضوع.
2 - قال ابن سينا: «يقال عرض لكل موجود في موضوع» (رسالة الحدود)، وقال ايضا: كل ذات لم يكن في موضوع فهو جوهر، وكل ذات قوامها في موضوع فهي عرض (النجاة، 325).
وقال الغزالي: «العرض اسم مشترك:
آ- فيقال عرض لكل موجود في محل.
ب- ويقال عرض لكل موجود في موضوع.
ج- ويقال عرض للمعنى الكلي المفرد المحمول على كثيرين حملا غير مقوم.
د- ويقال عرض لكل معنى موجود للشيء خارج عن طبعه.
ه- ويقال عرض لكل معنى يحمل على الشيء لأجل وجوده في آخر يفارقه.
و- يقال عرض لكل معنى وجوده في اول الأمر لا يكون.
(ر: معيار العلم، طبعة مصر 1329 ه، ص 194). وقال الخوارزمي: «العرض هو ما يتميّز به الشيء عن الشيء لا في ذاته، كالبياض، والسواد، والحرارة، والبرودة وغير ذلك» (مفاتيح العلوم، 86).
3 - وفي وسعنا ان نرجع هذه المعاني كلها الى المعنيين التاليين:
آ- العرض ضد الجوهر، لأن الجوهر هو ما يقوم بذاته ولا يفتقر الى غيره ليقوم به. على حين ان العرض هو الذي يفتقر الى غيره ليقوم به، فالجسم جوهر يقوم بذاته، اما اللون فهو عرض، لأنه لا قيام له الا بالجسم. وكل ما يعرض في الجوهر من لون، وطعم، وذوق، ولمس، وغيره، فهو عرض لاستحالة قيامه بذاته.
ب- العرض ضد الماهية، وهو ما لا يدخل في تقويم طبيعة الشيء او تقويم ذاته، كالقيام والقعود للانسان، فهما لا يدخلان في تقويم ماهيته.
4 - على ان الفلاسفة يقسمون العرض الى لازم ومفارق. فالعرض اللازم ( elbarapesni tnediccA)  هو ما يمتنع انفكاكه عن الماهية، كالكاتب بالقوة بالنسبة الى الانسان.
والعرض المفارق (-  apes tnediccA elbar)  هو ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء، وهو اما سريع الزوال كحمرة الخجل، وصفرة الوجل، واما بطيء الزوال كالشيب والشباب.
(تعريفات الجرجاني).
5 - ومنهم من يجعل الاعراض على نوعين: قار الذات، وهو الذي تجتمع اجزاؤه في الوجود كالبياض والسواد وغيره، وغير قار اللذات، وهو الذي لا تجتمع اجزاؤه في الوجود كالحركة والسكون.
6 - والعرضي ( letnediccA)  هو المنسوب الى العرض، وهو ضد الجوهري ( leitnatsbuS)  والذاتي ( leitnessE)،  والضروري ( eriasseceN).
7 - والعرض العام ( tnediccA nummoC)  هو الكلي المقول على أفراد عقيقة واحدة وغيرها قولا عرضيا. قال ابن سينا: «و اما العرض العام فهو كل كلي مفرد عرضي اي غير ذاتي يشترك في معناه انواع كثيرون كالبياض للثلج» وغيره (النجاة، ص 15) قال: «و لا تبال بأن يكون ملازما او مفارقا لكل واحد من النوع او للبعض» (م. ن، 15).
8 - وقولنا بالعرض ( tnedicca raP)  ضد قولنا بالذات ويطلق على كل ما يطرأ على الموجود، لا من ناحية ذاته، بل من ناحية الظروف المستقلة عن طبيعته.
9 - واقسام العرض عند الفلاسفة المشائين تسعة، وهي الكم ( etitnauQ)،  والكيف ( etilauQ)  والأين ( ueiL)  والوضع ( noitisoP)،  والملك ( noissessoP)،  والاضافة ( noitaleR)،  ومتى ( spmeT)،  والفعل ( noitcA)،  والانفعال ( noissaP)،  وتسمى هذه الاقسام بالاجناس العالية او المقولات ( seirogetaC).
10 - ويطلق العرض في علم الطب على ما يحسّه المريض من الظواهر الدالة على المرض، وجمعه اعراض.
11 - وسفسطة العرض ( tnedicca'l ed emsihpoS)  هي استنتاج الكلي من الجزئي، أو الذاتي من العرضي (ر: السفسطة).
فائدة: من الفلاسفة من ينكر وجود الأعراض، ويزعم ان العالم كله جواهر، ومنهم من يثبت وجود العرض ويزعم انه لا يقوم بنفسه.
ومنهم من يجوز قيام العرض بالعرض، ومنهم من لا يجوزه، ومنهم من يقول ان العرض لا يبقى زمانين، ومنهم من يجوز بقاءه.
(ر: الجوهر. الذات، الماهية، المقولات).







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید