المنشورات

العلم في الفرنسية/ ecneicS في الانكليزية/ ecneicS في اللاتينية/ aitneicS

العلم هو الادراك مطلقا تصورا كان او تصديقا، يقينيا كان أو غير يقيني. وقد يطلق على التعقل، او على حصول صورة الشيء في الذهن، او على ادراك الكلي مفهوما كان او حكما، او على الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، او على ادراك الشيء على ما هو به، او على ادراك حقائق الأشياء وعللها، او على ادراك المسائل عن دليل، او على الملكة الحاصلة عن ادراك تلك المسائل.
والعلم مرادف للمعرفة ( ecnassiannoC)،  الا انه يتميز عنها بكونه مجموعة معارف متصفة بالوحدة والتعميم.
وقد يقال ان مفهوم العلم اخص من مفهوم المعرفة، لأن المعرفة قسمان: معرفة عامية ( eriagluV)  ومعرفة علمية ( euqifitneicS)،  والمعرفة العلمية أعلى درجات المعرفة، وهي التعقل المحض، والمعرفة الكاملة. واذا علمنا ان العلم عند أرسطو هو ادراك الكلي، وانه لا علم الا بالكليات، ادركنا ان غاية العلم هي الكشف عن العلاقات الضرورية بين ظواهر الأشياء، وهي غاية نظرية بخلاف المعرفة العامية التي تتقيد بالنتائج العملية، وتظل بمعنى ما معرفة جزئية.
ومعنى ذلك كله ان من شرط العلم ان يتضمن درجة كافية من الوحدة والتعميم، وان يكون بحيث يستطيع الناس ان يتفقوا في الحكم على مسائله، لا بالاستناد الى اذواقهم ومصالحهم الفردية، بل بالاستناد الى ما بين هذه المسائل من علاقات موضوعية يكشفون عنها بالتدريج، ويحققونها ويثبتونها بطرق محددة.
ولكل علم موضوع ومنهج يميزانه عن غيره، الّا ان الفلاسفة يصنفون العلوم المختلفة، ويرتبونها 
صنفا صنفا. ليبينوا ما بين موضوعاتها ومناهجها من تشابه ووحدة.
فمن تصنيفات العلوم ( secneics sed noitacifissalC)  في الفلسفة القديمة تصنيف (أرسطو) الذي زعم ان عقولنا تطلب العلم للاطلاع او الابداع او الانتفاع، ولذلك انقسمت العلوم بحسب هذه الغايات الثلاث الى علوم نظرية (كالرياضيات والطبيعيات) وعلوم شعرية (كالبلاغة والشعر والجدل) وعلوم عملية (كالاخلاق والاقتصاد والسياسة).
ومنها تصنيف (ابن سينا) الذي قال ان العلوم نظرية وعملية، وان كل قسم من هذين القسمين ينقسم الى ثلاثة اقسام. فاقسام العلوم النظرية هي العلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الالهي، واقسام العلوم العملية هي: الاخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة.
ومنها تصنيف (ابن خلدون) الذي قسم العلوم قسمين: (الأول) قسم العلوم العقلية، وهي طبيعية للانسان من حيث هو ذو فكر، وتسمّى بالعلوم الحكمية، وتشتمل على اربعة علوم: المنطق، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الالهي. (و الثاني) قسم العلوم النقلية المستندة الى الخبر عن الواضع الشرعي، وتشمل التفسير، والقراآت، والحديث، وعلم الفقه، وعلم الفرائض، وعلم أصول الفقه، وعلم الكلام، وغيرها.
ومن تصنيفات العلوم في الفلسفة الحديثة تصنيف (بيكون) وتصنيف (آمبر) وتصنيف (اوغوست كومت).
اما تصنيف (بيكون) فهو مبني على الملكات العقلية الضرورية لتحصيل العلم، وهي ثلاثة ملكات:
العقل: وهو اساس العلوم الفلسفية، والتخيل، وهو اساس العلوم الشعرية، والذاكرة، وهي اساس العلوم التاريخية.
واما تصنيف (آمبر) فهو مبني على الموضوعات التي تتناولها العلوم، وهي قسمان: العلوم الكونية ( seuqigolomsoc secneicS)  وموضوعها المادة، والعلوم المعنوية ( seuqigoloon secneicS)  وموضوعها الفكر وآثاره، ولكل من هذين القسمين الكبيرين فروع كثيرة مختلفة. 
واما (اوغوست كومت) فانه يقسم العلوم ستة اقسام أساسية، وهي (1) علم الرياضيات (2) وعلم الفلك (3) وعلم الفيزياء (4) وعلم الكيمياء (5) وعلم الحياة (6) وعلم الاجتماع. وقد رتب العلوم على هذا النحو عملا بالمبادئ التالية، وهي: مبدأ ازدياد التعقيد وتناقص التعميم، ومبدأ التعلق، والاستقلال النسبيين، ومبدأ النشوء التاريخي، ومبدأ، التعليم (ر: كتابنا في المنطق، ص 136 - 140).
العلوم التطبيقية ( secneicS seeuqilppa).
يطلق هذا الاصطلاح على العلوم التي تطبق قوانين العلم النظري لبلوغ غايات عملية معينة، كعلم الكهرباء الصناعية، وعلم الاقتصاد الزراعي، فهما علمان فرعيان يطبقان قوانين العلوم النظرية المقابلة لهما.
العلوم الانسانية ( secneicS seniamuh).
يطلق هذا الاصطلاح على العلوم المسمّاة بالعلوم المعنوية، وهي تبحث في أحوال الناس، وسلوكهم افرادا كانوا او جماعات، كعلم الاخلاق، وعلم الاجتماع، وعلم التاريخ. وليس كل علم يمت الى حياة الانسان بسبب علما انسانيا، لأن علم التشريح مثلا ليس قسما من العلوم الانسانية، وانما هو قسم من العلوم الحيوية والطبيعية.
العلم الاوسط ( ecneicS enneyom).
للعلم الالهي في نظر مولينا ( aniloM)  ثلاثة أقسام وهي العلم بالممكنات ( selbissop seL)  والعلم بالحوادث الفعلية ( sleutcA)  والعلم بالحوادث الشرطية ( slennoitidnoC).
وهذا العلم الاخير يبحث فيما يمكن ان يحدث من الأشياء عند تحقق بعض الشروط، ويسمى بالعلم الشرطي او العلم الاوسط.
العلوم المعيارية ( secneicS sevitamron).
العلوم المعيارية هي العلوم المؤلفة من احكام انشائية، أي احكام قيم او تقويم خاضعة للنقد، كعلم المنطق، وعلم الاخلاق، وعلم الجمال وغيرها. (ر: المعيار).
العلوم الخفية ( setlucco secneicS).
هي العلوم التي تبحث في الكيفيات والقوى المادية او الروحية المجهولة الأسباب، كعلم السحر والطلسمات وعلم النجوم، وعلم الكيمياء القديمة، وعلم اسرار الحروف، وعلم استحضار الأرواح.
والعلمي ( euqifitneicS)  هو المنسوب الى العلم، تقول المعرفة العلمية، والروح العلمية، ( tirpsE euqgifitneicS)،  ويطلق هذا الاصطلاح الاخير على العقل المنظم الواضح الذي لا يسلم بصدق حكم الا بعد تحقيقه، والتدقيق فيه، واقامة البرهان عليه.
وفي وسعك اطلاق لفظ العلم على علم بعينه، او على مجموع العلوم. فاذا قلت: ان تقدم المجتمع الانساني رهن بتقدم العلم، عنيت بذلك مجموع العلوم، واذا قلت:
ان العلم قد برهن على ان النجوم الثابتة شموس، دلّ لفظ العلم هنا على علم بعينه، وهو علم الفلك، والعلم في الاصطلاح الحديث مقابل للأدب، ويطلق بخاصة على العلوم الصحيحة او المضبوطة ( setcaxe secneicS)  كالرياضيات، والفلك، والعلوم الفيزيائية وغيرها. وهذا الاصطلاح الذي ثبتته انظمة الجامعات بانقسامها الى كليات علمية وكليات أدبية لا يخلو من الاضطراب، لأن بعض الدراسات الانسانية التي تتم في كليات الآداب تميل الى الاتصاف بصفات العلوم الصحيحة.
واذا كانت لم تبلغ هذه الغاية حتى الآن فمرد ذلك الى حداثة نشأتها وتعقد موضوعاتها.
لقد فرق علماؤنا في الماضي بين العلم الحصولي، والعلم الحضوري، فالحصولي هو حصول صورة الشيء عند المدرك، ويسمّى انطباعيا، والحضوري هو حضور الأشياء انفسها عند العالم، كعلمنا بذواتنا وبالأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر الموجودات فهو علم حضوري، لأنه يعلم الأشياء كلها بحدس كلي واحد، لا بالانتقال من فكرة الى اخرى.
وفرقوا ايضا بين العلم الفعلي الذي لا يؤخذ عن الغير، والعلم الانفعالي الذي يؤخذ عن الغير.
وفرقوا اخيرا بين العلم الضروري وهو ما يحصل من غير فكر وكسب، والعلم الاكتسابي الذي يحصل بالنظر والبحث، وهو عقلي وعملي، فالعقلي هو ما يحصل بالنظر والتأمل، ويسمى بالعلم النظري، والعملي هو ما يحصل بالعمل والتجربة.
(ر: التصنيف، المعرفة، المعيار).









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید