المنشورات

الفضيلة في الفرنسية/ utreV في الانكليزية/ eutriV في اللاتينية/ sutriV

الفضيلة خلاف الرذيلة، وهي مشتقة من الفضل، ومعناه في اللغة الزيادة على الحاجة، او الاحسان ابتداء بلا علة، او ما بقي من الشيء.
وفضيلة الشيء مزيته، او وظيفته التي قصدت منه، او كماله الخاص به، يقال: فضيلة السيف احكام القطع، وفضيلة الافيون قوة التنويم.
والفضيلة في علم الاخلاق هي الاستعداد الدائم لسلوك طريق الخير، او مطابقة الافعال الارادية للقانون الأخلاقي، او مجموع قواعد السلوك المعترف بقيمتها. قال (افلاطون): الفضيلة هي العلم بالخير والعمل به. وقال (أرسطو): الفضيلة هي الاستعداد الطبيعي او المكتسب للقيام بالأفعال المطابقة للخير. وقال (كانت):
ان الرجل لا يكون فاضلا حتى يكون فعله صادرا عن ارادة صالحة تسمى بنيّة الفعل، وقوام هذه الارادة الصالحة عنده العمل بمقتضى القانون الأخلاقي المطابق لأحكام العقل دون طمع في ثواب، او خوف من عقاب.
وقد فرق (كانت) بين الفضيلة والواجب، فقال: ان الفضيلة هي المبدأ الداخلي للأفعال التي يحقق بها الانسان كماله الذاتي، وسعادته، وسعادة غيره، على حين ان الواجب ( rioved eL)  هو الامر المطلق ( euqirogetac fitarepmI)  الذي توزن به الأفعال، وله ثلاثة مبادئ صورية:
الأول هو القول ان المبدأ الذي تتقيد به ارادتنا يجب ان يكون قانونا كليا، وان الفعل لا يكون فضيلة الا اذا امكن تعميمه دون الوقوع في التناقض.
والثاني هو احترام الشخص الانساني لذاته، لأن غاية الارادة الاخلاقية احترام الموجود العاقل، أي احترام الانسان من حيث هو انسان.
والثالث مبدأ الاستقلال الذاتي، وهو القول ان الواجب قانون داخلي ينقاد له الانسان بارادته وعقله، لا بدافع خارجي مفروض عليه.
وامهات الفضائل ( sutreV selanidrac)  أي الفضائل الرئيسة عند القدماء، هي الحكمة، والعفة، والشجاعة، والعدالة، واضدادها من الرذائل: الجهل، والشره، والجبن، والجور.
أما الحكمة فهي فضيلة النفس الناطقة، وأما العفة فهي فضيلة النفس الشهوانية، واما الشجاعة فهي فضيلة النفس الغضبية، وأما العدالة فهي التي تجتمع من هذه الفضائل الثلاث.
وكل فضيلة فهي وسط بين رذيلتين: أما الحكمة فهي وسط بين السفه والبله، وأما العفة فهي وسط بين الشره وخمود الشهوة، وأما الشجاعة فهي وسط بين التهوّر والجبن، واما العدالة فهي وسط بين الظلم والانظلام.
ومن شرط الفضيلة ان تتمّ في الحياة الاجتماعية، لأن من ترك مخالطة الناس وتفرد بالأمر دونهم لا تحصل له الفضيلة، ولا معنى للتواضع، والصداقة، والكرم، والاخلاص وإنكار الذات، وغيرها من الفضائل الّا بالنسبة الى رجل يعيش مع الناس، ويشاركهم في أحوالهم. وقد قال افلاطون: ان الفضائل تختلف باختلاف طبقات المجتمع، فإذا كانت العفة فضيلة العمال، والشجاعة فضيلة الجنود، والحكمة فضيلة الحكام، فان المجتمع الفاضل هو المجتمع العادل، الذي تتحقق فيه جميع الفضائل الانسانية في وزن واحد من الاتساق. 
وقد فرقوا في القرون الوسطى بين الفضائل الاخلاقية ( sutreV selarom)،  وهي الفضائل الاربع التي ذكرناها، وبين الفضائل الدينية او اللاهوتية ( selagoloeht sutreV)  وهي الايمان، والرجاء، والمحبة.
والفضيلة السياسية عند (مونتسكيو) ايثار المنفعة العامة على المنفعة الخاصة. والفاضل ( xueutreV)  هو المتصف بالفضيلة.








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید