المستقبل في الفرنسية/ rineva, rutuF في الانكليزية/ erutuF في اللاتينية/ murutuF
المستقبل اسم للزمان الآتي، ويطلق على الحوادث التي يمكن أن تقع في المستقبل، وتسمّى بالحوادث المستقبلة ( srutuf stnemenevE) وهي مقابلة للحوادث التي وقعت بالفعل، وصارت قسما من الماضي، الأولى جائزة وممكنة، والثانية حاصلة وثابتة.
قال (فاليري): «نحن نخترع مستقبلنا بآمالنا وحاجاتنا، وبما نستنكره من الأشياء، او ننفر منه. ومع انا نحاول ان نجعل هذا المستقبل مطابقا لمعرفتنا ببيئتنا، وبالعالم المحيط بنا، فان ازدياد معرفتنا ببيئتنا وعالمنا، يضعف قدرتنا على الخلق الدائم لمستقبلنا» (192، VI eteiraV, yrelaV. P) 1428, I edaielP).
وقال (لافل): «هناك اناس ينتظرون كل ايام عمرهم مستقبلا يستطيعون ان يبدءوا الحياة فيه ولكن هذا المستقبل لا يجيء أبدا، حتى اذا دهمهم الموت، وهم ينتظرون مستقبلهم، نظروا الى ماضيهم فلم يجدوا فيه الّا فراغا» (، ellevaL 240 ios ed ecneicsnoc aL).
وقال ايضا: «إنا نعلم ان كل مستقبل سينقلب في النهاية الى ماض، وان الماضي هو مستقبل المستقبل» (م. ن 288).
ولما كان المستقبل ينطوي على جميع الممكنات كان بالضرورة غير معين. أما الآتي فهو المتجه الى الحدوث بالفعل. ولذلك كانت حوادث المستقبل مندرجة في مقولة الجائز ( tnegnitnoC)، ففي قولك «إن الليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبة» اشارة الى ان ما ستلده الليالي متصف باللاتعين، غير ان علم الانسان بتعاقب ظواهر الطبيعة وفق نظام ثابت يمكنه من التنبؤ بالمستقبل، وهكذا ينقلب الجائز الى ضروري، ويصبح يقين العالم بضرورة وقوع ما تنبأ به شبيها بيقينه بما حدث في الماضي. واذا كان بعض الفلاسفة يذهبون الى ان حوادث المستقبل جائزة لا ضرورية، فمرد ذلك الى رغبتهم في ترك الباب مفتوحا للقول بالحرية الانسانية، وتسمّى الحوادث المستقبلة بالمستقبلات الممكنة ( stnegnitnoc srutuF) او الجائزة ( selbirutuF)، وهي امور قد تتحقق، او لا تتحقق، في الزمان الآتي، كالقرارات التي يزعم المرء انه سيتخذها في ظروف خارجة عن ارادته.
والمستقبلية ( emsirutuF) مذهب من ينزع الى الجديد، والمجهول، والمستقبل. ويرجع أساس هذا المذهب الى الخروج على المألوف، والتحرر من القيود، والرغبة الشديدة في المغامرة والمخاطرة، وتطلق المستقبلية في علم الجمال على صور الفن التي تعبر عن المستقبل بطرق مختلفة. ومن تطبيقاتها في علم الأخلاق والسياسة تمجيد الذين يتجهون الى المستقبل، ويميلون الى التجديد، ويقبلون على الحياة المضطرمة نشاطا، وعلى التقدم الآلي والتقني المستعر كفاحا ومخاطرة وسرعة، هذا الى جانب إيثار طريق الثورة والعنف على طريق التطور التدريجي.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م