المنشورات
النفس في الفرنسية/ emA في الانكليزية/ luoS في اللاتينية/ aminA
1 - اسم النفس يقع بالاشتراك على معان كثيرة، مثل الجسد، والدم، وشخص الانسان، وذات الشيء، والعظمة، والعزة، والهمة، والانفة، والارادة، ووصف النفس على حقيقتها صعب جدا، والدليل على ذلك ان لها عند الفلاسفة تعريفات مختلفة، منها قول (افلاطون): ان النفس ليست بجسم، وانما هي جوهر بسيط محرك للبدن. ومنها قول (أرسطو):
ان النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي، فمعنى قوله: «كمال أول» ان النفس صورة الجسم، او هي ما يكمل به النوع بالفعل، ومعنى قوله: «آلي» ان الجسم الطبيعي مؤلف من آلات اي من أعضاء، وقد جمع (ابن سينا) بين هذين التعريفين فقال مع (افلاطون): ان النفس جوهر روحاني، وقال مع (ارسطو): ان النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولد، ويربو، ويغتذي. (و هي النفس النباتية) او من جهة ما يدرك الجزئيات، ويتحرك بالارادة، (و هي النفس الحيوانية) او من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي (و هي النفس الانسانية) (النجاة ص 258).
2 - والنفس مبدأ الحياة، او مبدأ الفكر، او مبدأ الحياة والفكر معا. وهي حقيقة متميزة عن البدن، وإن كانت متصلة به.
زعم بعضهم انها مادية (نار، أو هواء، او نفحة، او مزيج مركب من الأخلاط الخ)، وقال ديكارت انها لا مادية لأن جوهرها هو الفكر، وطبيعتها لا تتعلق بالامتداد، ولا بخواص المادة التي يتألف منها البدن.
ومن قبيل ذلك قول (ليبنيز) ان للنفس معنيين احدهما واسع والآخر ضيّق، قال: «لو أردنا ان نسمّي نفسا كل ما له ادراك واشتهاء بالمعنى العام الذي تقدمت الاشارة اليه، لامكننا ان نطلق اسم النفس على جميع الجواهر البسيطة او المونادات المختلفة، ولكن لما كان الشعور اغنى من الادراك البسيط، وجب علينا أن نطلق اسم المونادات والكمالات على الجواهر البسيطة التي لا تملك سوى الادراك البسيط، وان لا نسمي نفوسا الا المونادات التي. لها ادراك واضح تصحبه الذاكرة» (، zinbieL 19 S eigolodanoM).
3 - والنفس مبدأ الاخلاق، لأنه لا وجدان، ولا ارادة، ولا عزم لمن لا نفس له. تقول فلان ذو نفس: اي ذو خلق وجلد، وعلى قدر ما تكون النفس أقوى واعظم وأكمل، تكون أخلاق صاحبها أثبت وأعز وأفضل.
4 - والنفس والروح لفظان مترادفان.
الا ان بعض الفلاسفة يفرق بينهما بقوله: (آ) ان معنى النفس يتضمن معنى الجوهرية الفردية (ب) وإن مفهومها اغنى من مفهوم الروح (ج) وان مجالها اوسع من مجال الشعور.
وبعضهم الآخر يقول ان الروح قسمان: روح حيواني ينبت في شرايين البدن من القلب، فيفعل الحياة، والنبض، والتنفس، وروح نفساني ينبث من الدماغ في الاعصاب، فيفعل الحس، والحركة، والفكر، والذكر، والروية.
وفي رسالة لقسطا بن لوقا في الفرق بين النفس والروح (ص 132 من مقالات فلسفية قديمة، بيروت 1911): «ان الروح جسم والنفس غير جسم- وان الروح يحوى في البدن، وان النفس لا يحويها البدن- وان الروح اذا فارق البدن بطل، والنفس تبطل أفعالها من البدن، ولا تبطلى هي في ذاتها- وان النفس تحرك البدن وتنيله الحس، والروح يفعل ذلك بغير الحس- وان النفس تنيل البدن الحياة بتوسط الروح، والروح يفعل ذلك بغير توسط- وان النفس تحرك البدن وتنيله الحس والحياة بأنها اول علة لذلك البدن وفاعلة فيه، والروح يفعل ذلك وهو علة ثانية- فالروح اذن علة قريبة لحياة البدن وحسه، وحركته، وباقي أفعاله البعيدة».
ومهما يكن من أمر فان النفس في اصطلاحنا مرادفة للروح ومقابلة للمادة، فالنفس هي الروح، والروح هي النفس، او ما به حياة النفس.
(ر: الروح).
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
29 مارس 2024
تعليقات (0)