المنشورات

الهيجان في الفرنسية/ noitomE في الانكليزية/ noitomE

1 - لفظ ( noitomE)  مشتق من اللفظ اللاتيني ( erevomE)  ومعناه التحريك والاثارة، وله في اللغة الانكليزية دلالة اوسع من دلالته الفرنسية، وربما كانت هذه الدلالة الواسعة هي السبب في ترجمة هذا اللفظ الى العربية بلفظ الانفعال (ر: المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية، والمعجم الفلسفي لمراد وهبه، ويوسف كرم، ويوسف شلاله) وهي ترجمة لا تخلو من الالتباس، لأن الهيجان ( noitomE)  لا يدل عندنا الا على حالات الغضب والخوف والخجل وغيرها من الحالات المفاجئة، أما الانفعال فهو الفظ عام يشمل الحساسية، واللذة والالم، والهيجان، والعاطفة، والميل والهوى وغيرها.
2 - للهيجان ثلاثة معان.
آ- قال ريبو: «المقصود بالهيجان صدمة مفاجئة شديدة يغلب فيها العنف، مصحوبة بازدياد الحركات أو انقطاعها كالخوف، والغضب، ورعشة الحب المفاجئ» ( sed, euqigoL, tobiR 67, stnemitnes).
ب- وقد يوسع معنى الهيجان فيطلق على جميع الظواهر المذكورة في الفقرة (آ) وعلى الحالات المزمنة التي تتولد من تكرار الهيجانات الصغيرة فتولّد في النفس استعدادا للتهيج، يمكن تسميته بقابلية الهيجان ( etivitomE).
ج- وقد يطلق لفظ ( noitomE)  كما في اللغة الانكليزية على جميع الظواهر الانفعالية (ر:  niaB. lA lliw dna snoitome ehT)  او على حالات أبسط من حالات الغضب والخوف، وأعم منها كاللذات والآلام، حتى لقد قال (بول جانه): انه يطلق اسم الهيجان على الاحساس من جهة ما هو ذو لون انفعالي لذيذ أو مؤلم، ويطلق اسم الاحساس المجرد عن اللون الانفعالي على اولى الظواهر العقلية (ر:-  ihp ed etiarT, tenaJ luaP 42. p, noitide e 4, eihposol).
3 - ولعلنا نستطيع ان نقول ان الاحوال الانفعالية قسمان: قسم سريع وشديد وعنيف نطلق عليه اسم الهيجان المصادم (-  snoitomE scohc)،  وقسم بطيء ودائم ودقيق نطلق عليه اسم الانفعال الحسي او الوجداني (-  snoitomE stnemitnes)-  او لعلنا نستطيع ان نصنف الاحوال الوجدانية على النحو، المبين في معجم (لالاند) وهو:
الوجدانيات (أو العواطف) / الانفعالات .. النزعات الانفعالية/ اللذات والآلام الهيجانات/ الميول الأهواء 
4 - ونظرية الهيجان الفيسيولوجية (جيمس ولانج) تقرر ان الهيجان.
هو الشعور بالاضطرابات العضوية الباطنة او الظاهرة التي تصحب التصوّر.
قال (ويليم جيمس): «نظريتي هي ان التغيرات الجسدية تعقب ادراك الحادث المنبّه، وان الهيجان هو الشعور بهذه التغيرات. يقول الناس: نحن نضيع ثروتنا فنغتم، ثم نبكي، ونصادف دبا، فنخاف منه، ثم نلجأ الى الهرب، ويشتمنا أحد الناس، فنغضب منه، ثم بعد ذلك نضربه. أما انا فأقول: ان هذا التعاقب غير صحيح، لأنه لا يمكن ان يتلو حادث نفسي حادثا نفسيا آخر من غير أن تفصل الظواهر الجسدية بينهما. والقول الفصل في ذلك هو: اننا حزانى، لأننا نبكي، وغضاب لأننا نضرب، ومذعورون لأننا نرتجف» (-  ysP fo selpicnirP semaJ- W 4. hc, ygolohc).









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید