المنشورات
اليقين في الفرنسية/ edutitreC في الانكليزية/ ytniatreC, edutitreC في اللاتينية/ odutitreC
1 - اليقين هو الاعتقاد الجازم المطابق الثابت، الذي لا يزول بتشكيك المشكك. وهو حالة ذهنية تقوم على اطمئنان النفس الى الشيء مع الاعتقاد انه كذا، وأنه لا يمكن ان يكون الا كذا.
2 - واليقين نقيض الشك، وله في الفلسفة المدرسية ثلاثة اقسام:
الأول هو اليقين الواقعي، او الطبيعي، وهو الاعتقاد الجازم المتعلق بموضوعات التجربة. كقولنا:
السماء ماطرة.
والثاني هو اليقين العلمي، وهو الاعتقاد الجازم المتعلق بادراك الحقائق البديهية، والحقائق النظرية، فاذا كانت الحقائق بديهية كالاوليات مثلا كان اليقين بها يقينا حدسيا مباشرا، واذا كانت نظرية كالحقائق التي يكشف عنها البرهان كان اليقين بها يقينا استدلاليا غير مباشر.
والثالث هو اليقين الاخلاقي، وهو اقتناع المرء بأنه يستطيع ان يتخذ ازاء ما يعتقد حقيّته قرارا عمليا موافقا، وان كان هذا الاقتناع لا يتنافى مع امكان الخطأ.
3 - ومعنى ذلك ان لليقين جانبين احدهما ذاتي ( fitcejbuS) والآخر موضوعي ( fitcejbO).
فاليقين الذاتي هو اليقين الذي لا يستطيع صاحبه ان ينقله الى غيره، والمثال منه شعور المرء بما في نفسه.
واليقين الموضوعي هو اليقين المستند الى اسباب تفرض نفسها على جميع العقول، والمثال منه اليقين العلمي، واليقين المنطقي.
4 - ولليقين عند المتصوفة ثلاثة اقسام وهي علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. فعلم اليقين ما يحصل عن الفكر والنظر، كعلمنا بوجود الماء في البحر، وعين اليقين ما يحصل عن مشاهدة وعيان، كمن مشى ووقف على ساحل البحر وعاينه، وحق اليقين ما يحصل عن العلم والمشاهدة معا، كمن خاض في البحر واغتسل بمائه، أو كمن عرف الحق بالمشاهدة واتحد به.
وفي تعريفات الجرجاني: اليقين عند اهل الحقيقة: «رؤية العيان بقوة الايمان، لا بالحجة والبرهان، وقيل: مشاهدة الغيوب بصفاء القلوب، وملاحظة الاسرار بمحافظة الأفكار، وقيل: طمأنينة القلب على حقيقة الشيء .. وقيل: تحقيق التصديق بالغيب بازالة كل شك وريب ... وقيل:
اليقين العلم الحاصل بعد الشك».
5 - واليقيني ( niatreC) هو المنسوب الى اليقين، وهو صفة للقضية الصحيحة، او للبرهان القاطع الذي لا يقبل الشك، قال الغزالي:
«العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه امكان الغلط والوهم، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك، بل الأمان من الخطأ ينبغي ان يكون مقارنا لليقين» .. وكل «ما لا اعلمه على هذا الوجه، ولا اتيقنه هذا النوع من اليقين فهو علم لا ثقة به ولا امان معه، وكل علم لا امان معه فليس بعلم يقيني».
(المنقذ من الضلال، ص 64 من طبعتنا، بيروت 1967).
واليقينيّات هي القضايا التي يحصل بها التصديق اليقيني، كالأوليات وغيرها.
مصادر و المراجع :
١- المعجم الفلسفي
(بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)
المؤلف: الدكتور
جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)
الناشر: الشركة
العالمية للكتاب - بيروت
تاريخ الطبع:
1414 هـ - 1994 م
29 مارس 2024
تعليقات (0)