المنشورات

ارتباط الاستخبارات الإسرائيلية بالاستخبارات الأجنبية

تشير وثيقة المخابرات المركزية الأميركية (.  C
I . A)  السرية حول الاستخبارات الإسرائيلية (2) عن ارتياط هذه الأخيرة وبشكل وثيق مع معظم أجهزة الاستخبارات والأمن العالمية، كما تؤكد في الوقت نفسه أن إدارة الارتباط الخارجي والنشاط السياسي هي المسؤولة عن العلاقات والصلات مع معظم الأجهزة الأجنبية. وفي معظم الحالات يكون مكان الارتباط في الخارج في عواصم أجنبية، رغم أن بعض الأجهزة الأجنبية تتمسك بأن يتم هذا في «إسرائيل». .
وفي الوقت الحالي، فإن الموساد، بالتنسيق مع والشين بيت، تنظم ارتباطها مع اجهزة الاستخبارات والأمن الأجنبية من خلال عضويتها في المجموعة كيلووات، وهي منظمة معنية ب «الإرهاب العربي»، وتضم في عضويتها ألمانيا الغربية وبلجيكا وإيطاليا وبريطانيا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا والدانمرك وفرنسا وكندا وإيرلندا والسويد والنروج وإسرائيل، وللإسرائيليين ايضأ علاقات غير رسمية تتعلق بالإرهاب مع دول أوروبية أخرى من بينها إسبانيا والبرتغال والنمسا.
وقد بذلت إسرائيل، على مدى السنين جهودا لكسر الطرق العربي المحيط بها عن طريق الدخول في علاقات مع البلدان الإسلامية الأخرى في الشرق الأدنى، فأسست الموساد، في أواخر عام 1908 منظمة ثلاثية تسمى اترابدانت، مع جهاز الأمن الوطني التركي ومع المنظمة الوطنية الاستخبارات الأمن في إيران (السافاك). ومنذ توقيع هذا الاتفاق توفرت اللموساد علاقة إضافية مع هذه الأجهزة، فوق علاقتها الثنائية مع كل منهم. وتقوم منظمة «ترايدانت، بتنظيم تبادل مستمر للمعلومات، بالإضافة إلى اجتماعات شبه سنوية على مستوى رؤساء الأجهزة.
وينص الاتفاق الأصلي مع تركيا، بالإضافة إلى إضفاء الشرعية على الارتباط الاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل، على أن تقدم الموساد معلومات حول نشاط عملاء السوفيات في تركيا، والعملاء الذين يعملون ضد تركيا في جميع انحاء الشرق الأوسط. وفي مقابل هذا وافق الأتراك على إمداد الإسرائيليين بمعلومات حول ما يمكن أن يؤثر على أمن إسرائيل من النوايا السياسية للدول العربية وحول نشاط وشخصيات عملاء الجمهورية العربية المتحدة (هكذا في النص الذين يعملون ضد وإسرائيل،، كذلك قدمت والموساد، للاتراك تدريبية في مجال تكنولوجيا الجاسوسية ومقاومة التجسس.
أما الغرض الأساسي للعلاقة الإسرائيلية مع إيران، فهو تنمية سياسية إيرانية موالية ل «إسرائيل» ومعادية للعرب، في أوساط الرسميين الإيرانيين. وقد دخلت
الموساد، في عمليات مشتركة مع السافاك على مدى سنين منذ أواخر الخمسينات، وساعدت «الموساد» نشاطات السافاك ودعمت الأكراد في العراق. كذلك كانت
الموساد، تقدم للاستخبارات الإيرانية معلومات حول نشاط مصر في البلدان العربية وحول الاتجاهات التطورات في العراق، والنشاطات الشيوعية المؤثرة على إيران. وتختلف علاقات الاستخبارات الإسرائيلية في إفريقيا اختلافا كبيرة من بلد إلى بلد تبعا للظروف. وتجري نشاطات الاستخبارات الإسرائيلية في إفريقيا عادة تحت غطاء تدريب قوات الجيش والشرطة ومبيعات الأسلحة والمعونات وبرامج التنمية. ولقد مارست الدول العربية بالتنسيق مع منظمة الوحدة الإفريقية ضغوطا كبيرة ومؤثرة على الدول الإفريقية كي تقطع علاقاتها الرسمية مع إسرائيل. ورغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين «إسرائيل» والكثير من البلدان الإفريقية، فالإسرائيليون ما زالوا يتمتعون بعلاقات جيدة مع أجهزة أمن إفريقية معينة، كما يتمتعون بعلاقات مع اجهزة الاستخبارات في كينيا (وقد رأينا أهمية الدور الذي لعبته کينيا واستخباراتها في إنجاح عملية عنتيبي (البرق) ضد المجموعة الفلسطينية في أوغندا). وفي إفريقيا الوسطى ما زال الإسرائيليون نشيطين في زائير (وقد لاحظنا أهمية الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إلى زائير بعد الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982). وفي غرب إفريقيا قام الإسرائيليون بتدريب الشرطة وأجهزة الأمن في ليبريا، كما ساعدوا في إنشاء جهاز الاستخبارات العسكرية في غانا (قبل الثورة طبعا)، وفي إفريقيا الجنوبية لهم علاقات مع استخبارات جنوب إفريقية وأجهزة أمنها.
ولقد كان الإسرائيليون نشيطين جدا في أميركا اللاتينية على مدى السنين. وقد حققت الاستخبارات الإسرائيلية واحدة من أعظم ضرباتها في الأرجنتين عندما اختطفت الزعيم النازي السابق، أدولف إيخمان. أما مؤخرا، فإن معظم نشاطهم موجه إلى التدريب والعمليات المضادة للإرهاب.
وعلى سبيل المثال فإن القنصلية الإسرائيلية في ريو دي جنيرو (البرازيل) توفر تغطية لمحطة ل «الموساد» مسؤولة عن البرازيل والأرجنتين وشبلي وأورغواي، وقد ذهب ضباط من تلك المحطة إلى بوينس أيرس لتدريب الأرجنتينيين، ومن خلال هذه العلاقة أوصي الإسرائيليون بمزيد من العمليات المشتركة المضادة للإرهاب. كما أن الإسرائيليين علاقات باجهزة الأمن في المكسيك ونيكاراغوا (قبل الثورة) وكوستاريكا رہنما والدومينيكان، وفنزويلا وكولومبيا واكوادور وبيرو. وتعتبر کاراکاس (فنزويلا) مي المركز الإقليمي للاستخبارات الإسرائيلية في شمال وغرب أميركا اللاتينية وفي أميركا الوسطى.
ولقد نشط الإسرائيليون حينا من الوقت في شرق آسيا، فقدموا تدريبأ استخباراتية الحكومة تايوان ولهم علاقات مستمرة معها، كما أن لهم علاقات مع أجهزة الاستخبارات اليابانية والتايلاندية والأندونيسية والكورية الجنوبية، خصوصا فيما يتعلق بالإرهاب، والمركز الإقليمي الرئيسي ل «الموساد، في شرق آسيا هر سنغافورة وكثيرة ما بسافر رئيس المحطة الإسرائيلية هناك إلى بلدان المنطقة لتنظيم العمل مع أجهزة الاستخبارات في تلك البلدان. وليست لأندرنبيا. كبلد إسلامي - علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولذلك فإن علاقات والموساده بأندونيسيا محاطة بالسرية الشديدة وممثل الموساد، في سنغافورة معتمد لدى الاستخبارات الأندونيسية
كما أن هناك ضباط من الموساد، في جاکارتا (عاصمة أندونيسيا) تحت تغطية تجارية. والسبب الرئيسي للعلاقة الأندونيسية هو الحصول على المساعدة في المجهود المضاد للإرهاب ومع ذلك فالإسرائيليون لا يقصرون جهدهم على العمليات المضادة للإرهاب، لكن بجمعون المعلومات ويقومون بنشاط سياسي في بلد إسلامي.
وكنا قد ألمحنا من قبل إلى عملية التنسيق الاستخباري بين الموساد، وجهاز الاستخبارات السويدي. وقد وصل الأمر إلى تجنيد عدد من عناصر الجهاز السويدي للقيام بالمهمات التجسسية لصالح المخابرات الإسرائيلية، نذكر منهم على سبيل المثال: جونار اكبرغ، و جلبرت أرسونه.
كان «جونار أكبرغ، أحد أفراد جهاز الاستخبارات السويدي الذي وضع لخدمة جهاز الاستخبارات الصهيوني حيث تولى التنسيق بينهما مکتب معلومات يدعي: (Information Byron)  ويشار إليه بحرفي (I
B .  جندته الاستخبارات السويدية في عام 1999، وكلفته بالتجسس على التنظيمات الفلسطينية، وأصبح عضوا عاملا في الجنة مناصرة فلسطين، في غوتنبرغ. وقد ارسل أكبرغ عدة مرات إلى الدول العربية ومناطق تمركز الفدائيين في مهمات استطلاعية. ورفعت تقاريره إلى الاستخبارات الإسرائيلية. وفي فترة من الفترات ساهمت هذه الشبكات في العمليات الإرهابية التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية، سواء بإرسال الطرود المتفجرة أو باتخاذ ستوكهولم مركزة لانطلاق مجموعات التنفيذ العمليات القتل الإرهابية. أما «جلبرت ارسون، فقد كان قبطان سفينة سويدية كلف بالتجسس على مصر لحساب الاستخبارات السويدية والإسرائيلية عبر التنسيق بين مكتب المعلومات السويدي (.  I . B)  وجهاز الشين بيت الإسرائيلي، وقد أسندت له مهمة تصوير ميناء الإسكندرية ومعرفة عمق الماء وإرسال معلومات عن السفن الحربية في المنطقة (3)
إن التطرق لهذا الموضوع هو من باب الإشارة فقط للتدليل على بعض النماذج التي تؤكد عملية الارتباط بمجملها واهميتها بالنسبة للجانب الإسرائيلي، وإيلائها الأهمية التي تستحق.








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید