المنشورات

الدور الأميركي في الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 4 حزيران 1982:

في الثالث من شهر حزيران 1982، تعرض السفير الإسرائيلي في لندن شلومو ارغوف، لمحاولة اغتيال على أيدي مجموعة من رجال الثورة الفلسطينية، أصيب إصابة بالغة لكنه لم يمت. بيد أنه لم ينج من الشلل الجزئي بعد طول علاج، ولقد اتخذت السلطات الإسرائيلية من هذا الحادث مبررة لشن أكبر حملة إعلامية ضد المقاومة كتمهيد لاجتياح لبنان. وفي صباح اليوم التالي، كانت آلة الحرب الأميركية. الإسرائيلية في طريقها لإزالة الكثير من معالم لبنان، أيقن العالم بعدها أن ضخامة هذا العدوان لا يمكن أن تكون مطلقا بمثابة ردة فعل على محاولة اغتيال أحد المسؤولين الدبلوماسيين الإسرائيليين في العاصمة البريطانية و هذا في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأميركية تعلن استنكارها للاجتياح الإسرائيلي، وتحاول ? علي حد زعمها. العمل على وضع حد لذلك. بالإضافة إلى إعلانها مرات عدة بأنها ليست على علم بعملية وسلامة الجليل، الحزيرانية
إلا أن التطورات اللاحقة كشفت فيما بعد زيف الإدعاءات الأمريكية، وأثبتت في الوقت نفسه معرفة المسؤولين الأميركيين في البنتاغون والمخابرات المركزية ووزارة الخارجية، بخطة الاجتياح، كما أعلنوا موافقتهم عليها، وهم الذين بادروا لإعطاء الضوء الأخضر للبدء بعملية التنفيذ في الرابع من حزيران 1982. و في هذا الإطار، صرح الرئيس السوفياتي يوري أندروپوف مؤكدا أن الإمبريالية الأميركية هي التي خططت لحرب لبنان وأشرفت على تنفيذ العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وهي التي ستحاول قطف ثمار نتائج هذه الحرب (19)
وجاءت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين فيما بعد لتنسف كل التبريرات التي تذرعت بها الحكومة الإسرائيلية عند إعلانها عملية «سلامة الجليله ولتثبت في الوقت ذاته التنسيق الاستراتيجي الأميركي - الإسرائيلي، والالتزام الصحيح بكل بنود العقود والاتفاقات المبرمة بين الجانبين بهذا الخصوص.
وليس أدل على ذلك من تاکيد وزير الدفاع الإسرائيلي نفسه، آرييل شارون، عندما أعلن أنه خلال زياراته المتعددة لواشنطن أطلع المسؤولين الأميركيين على عملية لبنان. وقال شارون في حديث لصحيفة «واشنطن بوست»: منذ أيلول (سبتمبر) 1981، بحثت مع المسؤولين الأميركيين - إمكانية القيام بالعملية، وبحثتها مرات عدة مع الكسندر هيغ عندما حضر إلى الشرق الأوسط، وبحثها مع وزير الدفاع کاسبار واينبرغر عندما ذهبت لواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبحثها مرارة مع السيد فيليب حبيب، ولم أخبيء أسرارا عنهم. وأكد شارون أن المسؤولين الأميركيين يشاركوننا في البرامج ويوافقون على كل شيء (19).
ونظرا للمهمة الملقاة على عاتق المخابرات ومسؤوليتها الكبرى، وموقعها في عملية اتخاذ القرار السياسي وانعكاساته العسكرية، فإنها لم تكن بعيدة عن جميع هذه المباحثات الدقيقة المتعلقة بتفاصيل الخطط ودقائقها. وقد أشارت وكلوديا رايته إلى ذلك قائلة بأن: امساعد شارون دارييه غانغر، كان قد قدم بزيارة للبنتاغون الأميركي، بالإضافة إلى عدد من العسكريين الإسرائيليين للتنسيق العسكري مع أميركا، هذا بالإضافة إلى اطلاع المخابرات على تفاصيل خطة الهجوم على لبنان (19). وبالرغم من التصريحات الأميركية التي دفوجثته بعملية سلامة الجليل، وأنكرت علمها بها، عادت لتعترف بكل وضوح بسياسة الدجل والخداع التي اتبعت عند بدء الاجتياح الصهيوني للبنان. ففي الثالث والعشرين من حزيران 1983، أكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن الجنرال ألكسندر هيغ عرف تفاصيل الخطة خلال اجتماعاته المتكررة مع شارون في أواخر أيار، وأنه أعطى الضوء الأخضر لقيام إسرائيل بالعملية العسكرية، وأكد هؤلاء المسؤولون أن هيغ كان يؤيد إسرائيل تأبيدة قوية بعد قيام إسرائيل بالهجوم (17). وأشارت التقارير إلى أن الحكومة الأميركية كانت على معرفة بأهداف إسرائيل البعيدة المدى، وأنها ابدت الهجوم الإسرائيلي على لبنان في محاولة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية (18).
وكما توضحت القضية على صعيد المسؤولين السياسيين الأميركيين، فإنها لم تبق في إطار الإبهام والسرية بالنسبة لضلوع البنتاغون الأمريكي في العملية الإسرائيلية الواسعة ضد لبنان والقوى الوطنية والتقدمية فيه؛ وقد بدا التنسيق غير العادي بين الجانبين عبر الصفقات العسكرية وتبادل المعلومات، مما دفع بالباحثة «کلوديا رايت إلى كتابة مقالها بعنوان «البنتاغون لم يفاجا بالهجوم الإسرائيلي، تقول فيه بوضوح: وتشير المعلومات إلى أن القوة العسكرية البحرية والجوية الأميركية الهائلة التي غطت شواطئ لبنان طوال فترة الحرب تجمعت ونحركت نحو مواقعها قبل بدء الحرب. وبذلك كان البنتاغون الأميركي يعرف موعد بدء الحرب وقام بالتحرك العسكري اللازم الدعم الهجوم الإسرائيلي والتنسيق معه طوال فترة الحرب (19).
وفي المجال العسكري، بدا البنتاغون الأميركي يتابع عملية الدراسات المشتركة للاستفادة من نتائج الحرب في لبنان. وقام وزير الدفاع الأميركي كاسبار واينبرغر بزيارة إسرائيل في اول ايلول (سبتمبر) 1982، وأعلن بأن القوة العظيمة للجيش الإسرائيلي هي إحدى الوسائل لتحقيق السلام في المنطقة (20).
وبدا واينبرغر المباحثات العسكرية مع شارون، وأعلن شارون فيما بعد أن إسرائيل ستقدم للبنتاغون الأميركي كل المعلومات العسكرية الهامة والتي تفيد اميركا، وارسل البنتاغون الأميركي رئيس جهاز الرصد العسكري راندرو مارشال، على رأس وفد عسكري لإسرائيل، وقام الوفد بتوقيع اتفاقية مع شارون لتبادل المعلومات في المجال العسكري حول الحرب في لبنان وحول السلاح السوفياتي وما حققه السلاح الأميركي خلال هذه الحرب (21).
ونظرة للنجاحات التي أحرزتها وإسرائيل، في عملية اجتياحها للبنان، زادت أهميتها في نظر واشنطن. لكن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون اشتراك الأسلحة الأميركية الصنع، التي لم تتوقف يوما عن التدفق إلى «إسرائيل»، وأن النجاح الذي حققته الولايات المتحدة لم يكن ليتم لولا الة الحرب الإسرائيلي الذي يتقن الإفادة من هذه الأسلحة، وتوظيف هذا الإتقان لتحسين مستوى صناعة الأسلحة المحلية ورفع مستواها من 40% إلى 100?
إذا ما بقيت إسرائيل اطفة مدللا وعبئة عسكرية على أميركا، على حد قول الرئيس السابق لهيئة أركان حرب القوات المشتركة في أوروبا الجنرال «جورج براون (22)
وفي تصريح له بتاريخ شهر أيلول 1982، أكد موشي أريتز سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، أن الحكومة الأميركية أصبحت تقدر بعد الحرب أهمية «إسرائيل» الاستراتيجية كشريك لأميركا، وما قدمته من خدمات من أجل حماية مصالح أميركا في المنطقة (23). هذا في الوقت الذي كان يعلن فيه وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز
السابقت اس مستوى من مالي الذي الشبح الذي
لولا «آلة الحرب الاسرائيل»، وأن ال
وتوظيف هذا وأن أميركا ملتزمة كلية بأمن إسرائيل، وهذا الالتزام لا ينبع فقط، من مبدأ خلقي، بل من الإيمان بأن إسرائيل، القوية والأمنية في مصلحة أميركية (24). كما أكد
جورج بوش، في التاريخ نفسه، وهر نائب الرئيس الأميركي ومن كبار مسؤولي المخابرات المركزية الأميركية، أكد معارضة الكلية لقيام دولة فلسطينية، كما طالب الدول العربية بالاعتراف الصريح بحق إسرائيل، في الوجود وضرورة مشاركة الأردن في المفاوضات. كما أكد أن العلاقة بين أميركا وإسرائيل لا تزال قوية جدا (20). |
فجميع هذه التصريحات ليست مطلقا فقاعات في الهواء، أو مجرد تصريحات الإرضاء الرأي العام اليهودي في الولايات المتحدة معدة للاستهلاك المحلي فقط. وإنما تأخذ بعدها الدفيق من خلال تجسيدها وتكريسها حقيقة واقعة على الأرض بتطبيق عملي مبرمج ومدروس، بعيد كل البعد عن سياسة الخداع التي تنتهجها الولايات المتحدة مع حلفائها الأخرين من العرب مثلا، لأنها تدرك أن صدق تعاملها مع إسرائيل، هو الذي يدفع هذه الأخيرة لأن تكون والعصا الغليظة في وجه الدول العربية، تهول بها في الوقت الذي نراه مناسبا لذلك، وما أكثر هذه الأوقات المناسبة
أما على صعيد الاستخبارات الإسرائيلية التي لعبت دورها في الاجتياح الصهيوني للبنان، نذكر على سبيل المثال، رئيس الاستخبارات والمهمات الخاصة الجنرال ابتسحاق حوفي، الذي اشترك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1909، كما شارك في حرب حزيران من عام 1967، وكذلك في حرب تشرين 1973. إلا أنه قدم استقالته من الجيش بتاريخ 15 نيسان 1974 احتجاجا على عدم تعيينه رئيسا الهيئة الأركان العامة خلفا للجنرال دافيد اليعازار. عين خلفة التسفي زاميره في رئاسة الاستخبارات والمهمات الخاصة (الموساد) اعتبارا من أول أيلول 1974، لكن هويته لم تكشف آنذاك. وقد أحيل على التقاعد نهار الأحد الواقع في 12 ايلول 1982، وله من العمر خمسة وخمسين عاما (21)
إلى جانب احوفي، كان هناك رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المجر جنرال ديهوشواع ساغي، الذي أقيل من منصبه على أثر لجنة كاهان الخاصة بالتحقيق في مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في أيلول من عام 1982، وقد عين بدلا منه الجنرال أهرد باراك، الذي قاد في عام 1973 «عملية فردان، والتي كانت نتيجتها استشهاد ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية هم كمال ناصر، كمال عدوان، وأبو يوسف محمد النجار مع عدد من مقاتلي الثورة. وقد تنقل «باراك، في مناصب قيادية كثيرة وشارك في حرب تشرين 1973، حيث قاد كتيبة دبابات حاربت في المزرعة الصينية (غربي قناة السويس)، وأصبح بعدها قائدة للواء مدرع ثم قائدا لفرقة مدرعة.
وشغل وباراك أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان في الرابع من حزيران 1982 منصب نائب قائد القطاع الشرقي الجنرال أفيغدور بن غاله. كما شغل منصب رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة وعمل لبعض الوقت في شعبة الاستخبارات العسكرية.
عين «أهود باراك رئيسا للاستخبارات العسكرية بتاريخ 17 نيسان 1983، بعد إدانة ساغي في مجزرة صبرا وشاتيلا (27).
بالإضافة لهؤلاء، فقد لعب اللواء «يکونيل آدام، دورا مهما في عملية «سلامة الجليل» وهو أحد مسؤولي الاستخبارات الكبار، حيث شارك ميدانية في عمليات الاجتياح وقتل على سطح الجامعة الأميركية في المشرف قرب الدامور بعد أن نصب له فدائيون فلسطينيون مكمنا مسلحة، أدى إلى مقتله مع أشخاص عسكريين كانوا برفقته. وقد تكتمت السلطات الإسرائيلية ثلاثة أيام قبل أن تعلن نبأ موته بعد أن تناقلته وكالات الأنباء العالمية مؤكدة على أهميته وجسامة الخسارة بالنسبة لإسرائيل» وجهاز استخباراتها، باعتباره خريج مدرسة الأركان والقيادة في الجيش الإسرائيلي، وقد بدأ
حياته العسكرية بانضمامه إلى الهاغاناه في عام 1943 حيث شارك في حرب 1948، وعدوان 1909 على مصر، وكذلك في حرب 1997، وحرب تشرين 1973، وكان على راس القوة الإسرائيلي من الكوماندوس التي هاجمت مطار عنتيبي في الرابع من تموز 1979، لتحرير الرهائن الإسرائيليين من أيدي جماعة الفدائيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد استدعي من دراسته في 15 نيسان 1978 حيث عين نائبا لرئيس الأركان ورئيسا لشعبة الأركان العامة (28).
وعندما نتطرق إلى هؤلاء، لا يعني ذلك أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعتمد عليهم فقط، بل كان إلى جانبهم جيش كبير من هذا الجهاز، بل كل الجهاز؟ إلا أن الإشارة إليهم تنطلق من خلال المسؤولية التي كان يمارسها هؤلاء، وبالتالي الدور الذي كان عليهم القيام به، خاصة بالتنسيق مع الاستخبارات الأجنبية، وخصوصا مع المخابرات المركزية الأميركية (.  C
I . A).  لم تكن الاستخبارات الإسرائيلية بعيدة عن ارتكاب المجازر، وقصف المدنيين وزرع الموت والرعب في كل مكان تصل إليه جحافل الغزو البربري الصهيوني. بالإضافة إلى المشاركة الدقيقة في شن الحملة النفسية على المحاصرين في كل مدن لبنان وقراه، وهي التي تجيد لعبة والاحتراف، في هذا الموضوع في سبيل أهداف عديدة كانت تتوخاها قيادة الصهيونية السياسية والعسكرية. وتبقى عملية حصار بيروت، والأسلوب الصهيوني في التعامل معها، من أكبر النماذج العالقة في أذهان الشعب اللبناني والعربي والدولي، ولا يمكن أن تمحي آثارها من ذاكرته. وقد لجا العدو الصهيوني إلى انتهاج أساليب شتى لإيقاع الشقاق والانقسام بين مقاتلي الثورة الفلسطينية وحلفائها الوطنيين في لبنان وبين المدنيين الذين كانوا يشكلون البحر الذي تعيش فيه هذه الثورة ومقاتليها. وكثيرا ما حلقت الطائرات الإسرائيلية في سماء بيروت المحاصرة لتتولى توزيع البيانات الموجهة إلى المدنيين، و المواطنين الأبرياء، بقلم رجال الاستخبارات الذين احترفوا صياغة الكلمات الهادفة والمعبرة لتحقيق الأهداف المرسومة في دوائرها وكواليسها، وهذا النموذج من البيانات التي رميت في سماء بيروت، يثبت بوضوح ابعاد هذا المخطط ودقته، يقول البيان:
إلى السكان. إن جيش الدفاع الإسرائيلي يواصل حربه ضد المخربين ولم يستعمل بعد کامل قوته إنما ليس هو معني بالمس بالمواطنين الأبرياء وبمن لم يحارب ضده. أنت الساكن في بيروت. استغل وقف إطلاق النار وانقذ حياتك.
أمامك الإمكانيات التالية ا. عن طريق قوات جيش الدفاع الإسرائيلي شرقة على محور بيروت - دمشق. ب. شمالا إلى اتجاه طرابلس .. انقذ حياتك وحياة أعزائك.
الإمضاء: قيادة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وإذا لم نتطرق إلى كل ما اقترفته آلة الحرب الأميركية الإسرائيلية من نصف وقتل وتدمير وتخريب في كل الأماكن التي وصلت إليها الحضارة، عن طريق أداتها و «وكيلها المعتمدة في الشرق الأوسط، فإننا نجد أنفسنا أمام ظاهرة لا يمكن القفز عليها وتجاوزها، حيث تعطي بالتالي صورة واضحة عن العقلية المجرمة التي تتداخل فيها الأنسجة الأميركية والإسرائيلية إلى الحد الذي يستحيل معه التمييز والتفريق؛ وتظهر فيها استخبارات كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، قوة واحدة، ذات قيادة واحدة وتنفيذ مشترك على طريق هدف مركزي واحد. وتتمثل هذه الظاهرة بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في منتصف أيلول 1982.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید