المنشورات
قضية الأرمني هاغوب عنتريسيان:
يعتبر هاغوب عنتريسيان من أوائل الجواسيس السوفيات الذين ألقي عليهم القبض في دولة الإحتلال الصهيوني بعد سنوات قليلة من الإعلان عن قيام "الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية. وهذا دليل ساطع على مدى الأهمية التي كان يوليها الإتحاد السوفياتي وجهاز مخابراته لمستقبل الكيان الصهيوي.
ففي تشرين الأول سنة 1902، ألقي القبض على هاغوب عنتريسيان الأرمني، البالغ من العمر 28 سنة، والمقيم في القدس القديمة، ووجهت إليه تهمة التجسس للإتحاد السوفياتي ... وزيادة في إضفاء طابع الحيطة والحذر والمراقبة الدقيقة على جهاز الإستخبارات الإسرائيلية، يشير ريتشارد ديكون (رجل المخابرات البريطانية والإسرائيلية معا الى " أن عنتريسيان كان تحت رقابة سلطات الأمن الإسرائيلية منذ عودته من أرمينيا السوفياتية قبل ثمانية عشر شهرا، وفي مناسبة سابقة ألقي القبض عليه واحتجز فترة قصيرة في أريحا نحاولته عبور جسر اللنبي إلى الأردن. وكشفت التحقيقات التالية أنه كان يرسل معلومات سرية عن "إسرائيل" الى عميل في السفارة السوفياتية في بيروت التي سافر اليها في عدد من المناسبات " (17).
رغم ذلك، يبقى أن سنوات عديدة عاشها عنتريسيان ينقل فيها معلومات إلى السوفيات، لا يمكن إلا أن تكون إختراقا للمجتمع وأجهزته التي تأخذ طابع الأسطورة والقداسة في بعض الأحيان (بالمنظار الصهيوني وحلفائه)، مهما حاول الصهاينة التقليل من خطورة وأهمية المعلومات المنقولة. خامسا: قضية مارکوس کلينغبرغ:
تعتبر هذه القضية أيضا من أخطر القضايا التجسسية التي هزت الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية وزعزعت ثقة الكثيرين بها، نظرة للأهمية التي ترتديها مهمة هذا الجاسوس اليهودي لصالح الإتحاد السوفياتي السابق. .
فبعد مضي أكثر من خمسة عشر عاما على إعتقاله، قررت سلطات الإحتلال الإسرائيلية إطلاق سراح الجاسوس اليهودي الذي عمل المصلحة الإتحاد السوفياتي السابق، مارکوس کلينغبرغ.
وقالت مصادر قضائية" يهودية أن " محكمة الصلح " في مدينة بئر السبع في صحراء النقب قررت إطلاق سراح الجاسوس الذي أمضى 15 سنة ونصف في السجن اليهودي، وذلك في غضون خمسة عشر يوما من تاريخ القرار.
ويعتبر كلينغبرغ (79 عاما) المدير المساعد لمؤسسة "نيس زيونا - للأبحاث البيولوجية سابقا، والذي حكم عليه بالسجن 20 سنة عام 1983، من أخطر الجواسيس الذين اعتقلوا في الكيان. ويحتمل أن يكون في حوزته حاليا أسرار تعرض أمن الكيان للخطر، حسب زعم سلطات الإحتلال.
وبررت السلطات الإسرائيلية إطلاق سراحه قبل إنتهاء فترة حكمه بتدهور حالته الصحية (18).
الهوامش
(1) ايسر هارئيل " منجل في النجمة السداسيه ". ترجمة بدر عقيلي. دار
الجليل. الأردن. الطبعة الأولى. عمان 1989 ص. 18 (2) المرجع نفسه. ص.19 (3) المرجع نفسه. ص.17 (4) ميشال بارزوهار. ص. 190., Michel Bar Zohar
Jai risque ma vie . Paris , Fayard 1971, P.190
(5) راجع في ذلك كتابنا:" أسرار من التاريخ: الدبلوماسية السوداء ". دار الكاتب. بيروت. الطبعة الأولى 1980. ص 03 وما بعدها. كذلك: - إيسر هارئيل " منجل في النجمة السداسية ". ص 97_209. وريتشارد ديكون "المخابرات الإسرائيلية: تاريخها - إداراها _ أشخاصها -
أعمالها ... "ترجمة محمود فلاحة. دار طلاس. الطبعة الثانية. دمشق
1988. ص 207_374 وأيضا: ميشال بارزوهار Michel Bar Zohar
, " Jai risque -
Ma vie (Isser Harrel le Noi des services secrets israeliens).
Ed. Fayard Paris 1971. p.190 - 218
وأيضا: كتاب " أمراء الموساد" ل "يوسي ميلمان ودان رافيف ". ترجمة
محمود برهوم وحزامة حبايب. ص 79 - 80. (6) ريتشارد ديكون " المخابرات الإسرائيلية " مرجع سبق ذكره، ص 371.
(7) إيان بلاك وبيتي موريس "حروب إسرائيل السرية / تاريخ الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية ". ترجمة عمار جولاق وعبد الرحيم الفرا. الأهلية للنشر والتوزيع. عمان - الأردن. الطبعة الأولى 1992. ص 190 172. (8) للتوسع في هذا الموضوع، يستحسن العودة إلى كتاب:
- Michel Bar Zohar , op., p. 180 - 190
وكذلك: إيسر هارئيل "منجل في النجمة السداسية " ص 50 وريتشارد ديكون " المخابرات الإسرائيلية ... " ص 343 ويوسي ميلمان ودان رافيف " أمراء الموساد " ترجمة محمود برهوم حزامة حبايب. المؤسسة العربية للدراسات والنشر: بيروت. الطبعة الأولى 1991 ص. 78 - 79. (1) إيسر هارئيل. مرجع سبق ذكره. ص 30 (10) المرجع السابق نفسه. ص 38 (11) پسر هارئيل. المرجع نفسه. ص 43 - 44 وأيضا: إيان
بلاك وبيتي موريس " حروب إسرائيل السرية ". مرجع
نفسه. ص 193 - 19. (12) بار زوهار. ص 190. . Michel Bar Zohar
, op
-
p.190
(13) إيسر هارئيل. مرجع سبق ذكره. ص 209.
271
(14) ريتشارد ديكون " المخابرات الإسرائيلية ... " ص 390. وكذلك: د. وجيه الحاج سالم وأنور خلف " الوجه الحقيقي للموساد '. دار الجليل للنشر. عمان الأردن. الطبعة الأولى 1987. ص 229 (15) ريتشارد ديكون. المرجع نفسه. ص 349 - 347. (16) إيسر هارئيل. مرجع سبق ذكره. ص 210. وللتفصيل
في ذلك يستحسن مراجعة الصفحات من 204 حتى 221 من کتاب هارئيل هذا. كذلك: بار زوهار ص. 190 - 199. Michel Bar Zohar
, jai
risqué ma vie , op., p. 190 - 194.
(17) ريتشارد ديكون. مرجع سبق ذكره. ص 138 نقلا عن صحيفة "
الديلي تلغراف " بتاريخ 28 تشرين الأول 1902. (18) مجلة " فلسطين الثورة ". العدد 799. الموافق في 10 أيلول
1998. ص 9
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
2 أبريل 2024
تعليقات (0)