المنشورات

أرنست، کارل:

كان "صندوق بريد" الجواسيس الألمان في بريطانيا. فهو إنكليزي المولد من أبوين كانا ألمانيين. كان يعمل حلاقة في منطقة "كلودنيان رود" بلندن.
كان أرنست يعمل في حانوته هذا لست عشرة سنة، وكان معروفا أنه مواطن طيب لم تتصل به الشرطة لأي سبب، وهذا لم يكن يعرف عنه أي شيء. اكتشف أمره بعد الزيارة التي قام بها الإمبراطور غليوم إمبراطور ألمانيا إلى بريطانيا عام 1917، أي قبل إعلان الحرب العالمية الأولى بعامين اثنين. خلال هذه الزيارة رأى أحد ضباط الأمن المسؤولين عن سلامة الإمبراطور نقيبا بحرية من بين مرافقي الإمبراطور يذهب إلى حانوت الحلاق أرنست في " كلودنيان رود " بلندن.
ولولا هذه الزيارة من النقيب البحري الأحمق، لكان قد بقي يعمل دون أن يكتشف حقيقته أحد. ولكن حينما أثيرت ريبة منظمة مكافحة الجاسوسية، بدأت المنظمة تبحث أمر أرنست، وحينئذ بدأوا في مراقبة بريده، وسرعان ما اكتشفوا أن أرنست هو "صندوق البريد الرئيسي لحلقة جاسوسية ألمانية تغطي كل أرض بريطانيا. 
ولم يكن أرنست جاسوسا مدربا، بل كان كل دوره أن يستلم من رئاسة المخابرات الألمانية لفافات کا تعليمات داخل مظاريف معنونة وعليها طوابع البريد الإنكليزية، وكان كل ما يفعله أن يلقي بها في صندوق البريد، ثم يتسلم الرسائل المرسلة من الجواسيس، فيضعها في غلاف يكتب عليه عنوانة خاصة في ألمانيا، وكان يتقاضي مقابل هذا العمل مرتبة ملكية هو جنيه واحد كل شهر. وفي وقت قصير اكتشفت منظمة مكافحة الجاسوسية البريطانية أسماء وعناوين السنة والعشرين عضوا في الحلقة، وبذلك كانوا يعرفون التعليمات المرسلة إلى الجواسيس قبل أن تصلهم،
وكانوا يعرفون المعلومات التي يبعثون ما قبل أن يعرفها الألمان.
تسليمهم " وست بونيت ". أما النتيجة، فكانت إعدام أرنولد شنقا، في حين تمكن جون أندريه من إنقاذ حياته.
عن نفسها، فوجدته أخيرة في شخص (نور الدين بك ب)، أحد شباب بيروت الأثرياء والذي يحسن عدة لغات ومن هواة الآثار. رعن طريقه وبواسطته تجولت في بادية سوريا خطوة خطوة، حيث درستها من مختلف النواحي: النباتية والسياسية والعسكرية، وتعرضا لمخاطر كثيرة أثناء تنقلهما في البادية. وقد دربت الحمام الزاجل على التنقل بين عتليت والمناطق المجاورة، وعمدت إلى تأليف شبكة جاسوسية قوية جعلتها ذات فروع وتسلسل بحيث لم يعرف بأمرها سوى ثلاثة أشخاص هم الدكتور كوهين خانکن و ابراهام إزرائيل وصموئيل سام. واتخذت عتليت قاعدة لها تجتمع فيها برسل شقيقها (اليك) الذين كانوا يزورونا من مصر قبل دخول الدولة العثمانية الحرب.
وعندما جاء جمال باشا إلى فلسطين في أواخر كانون الأول 1919، تقدمت إليه سارة مع الوفد اليهودي الذي جاء القدس ليرحب بمقدمه، وتكلمت مؤكدة إخلاصهم للعثمانيين. ولم تأت سارة مع الوفد اليهودي التحية جمال باشا فحسب، بل للتعرف إليه من جهة، ومعرفة أسرار الاستعدادات التي يقوم بها التجهيز الحملة على مصر عن طريق السويس. ونجحت في مهمتها خير نجاح وقدمت للإنكليز معلومات قيمة في هذا الصدد أدت إلى إفشال حملة السويس العثمانية.
ثم جاءت إلى بيروت عام 1915، وكان من أول ضحاياها شاب بيروي يدعي (يوسف عيسي عمران) وكان يشتغل في خدمة أبي سعيد ب.) الذي كان يتصل بالإنكليز وسارة، حيث أعدم يوسف عمران باعتباره جاسوسا لم يعرف اسم السيدة الأجنبية التي تتصل بسيده. ونفذ به حكم الإعدام في 10 آذار 1915 في عاليه.
وسارة أرونسون هي التي حملت كتابا من الشريف حسين إلى ولده فيصل في دمشق - عن طريق لورنس - ينبئه فيه بقرب إعلان الثورة العربية. ولو وقع هذا الكتاب في يد جمال باشا أدى إلى اعتقال فيصل وإعدامه. وكان لورنس قد سلم الكتاب إلى سارة في عتليت التوصله إلى فيصل وتعود بالجواب. ثم تبعها في 6 آذار 1916 إلى دمشق وعاد إلى الحجاز. ولكن بعد أن أدرك جمال باشا أن جميع أوامره وحركات قواته تصل مباشرة إلى أعدائه ويترلون بها أشد الضربات، أمر بالمراقبة الدقيقة ومكافحة أعمال الجواسيس، حتى انتهى الأمر بالوصول إلى سارة أرونسون، حيث اعتقلت واعترفت بعملها التجسسي لصالح الأنتلجانس سرفيس المخابرات الإنكليزية) والصهيونية. ثم أطلقت النار على نفسها من مسدس كانت تضعه في رزمة من القطن في حمام المترل، فماتت بعد يومين.







مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید