المنشورات

باورز، فرنسيس غاري:

أحدث جواسيس القرن العشرين:
أسر على يد رجال المأجور جنرال " ميهايل فورونوف " بعد أن أطلقوا عليه صاروخا أصابوا به طائرته التجسسية. وكان أول أسير جاسوس أميركي في الفضاء يقع في قبضة السوفيات.
الكابتن فرنسيس باورز هو قائد طائرة التجسس الأميركية (يو 2  U 2) .  يعتبر أحدث جاسوس في العصر الحديث لأنه لم يضطر إلى التنكر أو التدرب على لغات وعادات بلاد ثانية، ولم تجر له أية عملية تغيير معالم على وجهه، ولم تعط له تعليمات الالتقاء مع جواسيس آخرين و کلمات تعارف واحتياطات أمن مطلقة. كل ما هنالك أنه كان طيارة ممتازة كلفه رؤساؤه بأداء بعض المهمات الخاصة، حيث ارتفع راتبه الشهري من 700 دولار إلى 2000
دولار.
وأصبح يرتدي اللباس المدي عوضا عن الملابس العسكرية. ثم أجريت له بعض التدريبات الخاصة وأرسل للانضمام إلى سرب من الطائرات الأميركية الخاصة في (أضنة) في تركيا، ومنحوه الرقم (10).
وهناك أفهمه رؤساؤه بأن عليه الطيران على طول الحدود السوفياتية للحصول على المعلومات والصور التي تلتقطها طائرته لموقع الرادار والصواريخ والراديو.
ومن (أضنة بدأ رحلاته التجسسية حول الاتحاد السوفياتي بطائرته المجهزة تجهيزة خاصة، يمكنها من الارتفاع في الجو حتى
18 , 000 قدم. كما كانت تحتوي على آلات خاصة لالتقاط الإشارات اللاسلكية وخزها. ثم جرى نقله بعد ذلك إلى (بشاور)في الباكستان ليقوم بنفس عمله بقيادة طائرته (يو 2) فوق الاتحاد السوفياني، وهذه المرة من جنوبه إلى شماله ثم الرول في (بورو) من أعمال النروج، وفيها قاعدة أميركية ليقدم ما عنده من الأفلام ثم يعاود طيرانه بالعكس وهكذا. بالإضافة لكل ذلك، فقد كان باورز مجهزة بلباس الفلاحين الذي كان يحمله مع بعض النقود السوفياتية وبعض القطع الذهبية، والساعات الاستعمالها (رشوة لمن يساعده. بالإضافة إلى حمله مسدس حديثا كاتمة للصوت، وبعض الأغذية الضرورية المصغرة (بعضها حبوب فيه غذاء كامل ومصباح كهربائية وزورقة ينفخ بالفم لاستعماله في اجتياز نمر أو بحيرة أو عند السقوط في بحر. (ويقول سعيد الجزائري أنه منذ ابتداء عمله في المخابرات وإطلاعه على أساليب وطرق التجسس وأدوات التجسس، لم يعرف جاسوسا زود بمثل هذه المعدات سوي باورز نظرا لأهميته).
وفي ربيع عام 1960، خرجت طائرة باورز من مطار بباكستان للتجسس کھادقا فوق أرض الاتحاد السوفياتي إلا أنها أسقطت بعد أن أصيبت وفقد السيطرة عليها حيث قبض عليه الأهالي الذين هبط في منطقتهم. ولم يقاوم بل لم يستعمل السم المزود به المثل هذه الحالات. أما الطائرة، فقد تحطمت لدى وصولها، فسارع السوفيات إلى جمع حطامها وإحضار طاقم الصاروخ الذي أسقطها، وأخذوا لهم الصور التذكارية. ومن ثم نقلوا حطام الطائرة إلى معرض خاص افتتح في موسكو لمدة شهر شاهد فيه آلاف السوفيات طائرة التجسس الأميركية (يو 2) كل قطعة على حدة حتى أدوات ومسدس باورز عرضت في المعرض. نقل الكابتن باورز بعد اعتقاله إلى مستشفى
حيث عوج لعدة أيام، ثم جرى نقله إلى السجن العسكري، وبدأت محاكمته، حيث اعترف صراحة بمهمته التجسسية لصالح المخابرات المركزية الأميركية. وانتهت محاكمته في شهر آب 1990 حيث حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما نظرا لاعترافه الصريح وندمه، ومن ثم أنزلت العقوبة إلى عشر سنوات. وقد تعرض الرئيس الأميركي إيزهاور لتمثيلية إهانات في باريس عام 1960، إذ رفض
خروتشوف الاجتماع به ما لم يعتذر له. أما الكابتن باروز، فقد جرى تبادله مع جاسوس سوفياني يدعى الكولونيل رودولف إيفانوفيتش آبيل كان معتقلا في أميركا. وكان التبادل في شهر شباط 1942.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید