المنشورات

برايم، جيفري:

هو بريطاني يعمل لمصلحة الاتحاد السوفياتي في مركز شلتنهام في بريطانيا، وهو أكبر مركز للتنصت على المخابرات السلكية واللاسلكية في العالم. وقد رفض رتبة كولونيل على أن يعمل سائق تاكسي في بريطانيا. وبعد تقاعده عادت المخابرات السوفياتية وكلفته ببعض المهمات عام 1981 نفذها بنجاح.
وأبعد من ذلك أنه متصل مباشرة بأجهزة التنصت الأخرى في الولايات المتحدة وفي منطقة كولورادو بالذات. وقد قالت الأوساط العلمية بلندن أن قضية (برايم) تعتبر من أخطر قضايا الأمن التي واجهت بريطانيا لفترة طويلة. وإن المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الاتحاد السوفياتي من هذا المركز تعتبر حاسمة وخطيرة جدا. وإن هذا المركز هو أهم معقل للتجسس وأنه يعمل لحساب الأمريكان ولكنه يدار بواسطة الإنكليز. وهذا يعتبر من ناحية علمية المركز الرئيسي لجميع مراكز التسمع العالمية في الدائرة الخارجة عن المراكز الأميركية في الولايات المتحدة بالذات، ولهذا فهو يمرر جميع المعلومات التي يحصل عليها إلى مراكز التنصت في كولورادو أو مناطق أخرى. والأهم من هذا كله أن أحد المسؤولين عن هذا المركز، وهو خبير في تصنيف المعلومات وتحليلها قد أدلى إلى التلفزيون البريطاني أن هناك سرقات معلومات مستمرة كانت تجري في مركز آخر عبر العالم، وهو مرکز تنصت هونغ كونغ.
وأغرب من هذا كله أن هذا المسؤول قد قدم تقريرا حول هذا الموضوع لرؤسائه، إلا أن شيئا لم يحدث. وقد استمرت عمليات تسريب المعلومات وسرقتها من مركز هونغ كونغ دون أن يوضع لها حد. ومركز هونغ كونغ التابع لبريطانيا متصل مباشرة بمركز شلتنام. بل إن هذا الخبير قال أن سرقة المعلومات مستمرة في هذا المركز بالذات. ومعظم المسؤولين في هذا المركز الهام يعرفون أن هناك ملفات كاملة قد اختفت. وأشرطة معلومات من العقول الإلكترونية قد طارت ولم تعد ...ولكن الغريب أن الأمريكان لم يكونوا على علم هذا كله. فهم على الرغم من اعترافهم بأن هذا المركز هو أهم معقل للتجسس وأنه يعمل لحساب الأمريكان، لم يقوموا باتخاذ الخطوات الضرورية التصحيح ما يحدث من أخطاء في هذا المركز.
والواقع أن المتهم جيفري برايم لم يكن يعمل في المركز عند القبض عليه بل كان محاط على المعاش. أما التهمة التي وجهت إليه، فهي أنه كان عميلا للسوفيات طوال الفترة التي عمل فيها في المركز وهي من سنة 1998 حتى سنة 1983 أي حوالي ثلاثة عشر عاما.
وعندما حوكم برايم في شهر تشرين الثاني 1982، عوقب بالسجن لمدة 35 سنة، كما أصدرت مرغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا قرارة بعدم مبادلته بأي جاسوس بريطاني آخر في موسكو. وأشارت الصحف أن برايم كان يرد علي الاقامات الموجهة إليه بكلمة واحدة هي: مذنب. وقد أشارت إلى ذلك جريدة النهار والسفير البيرو تيتان في النصف الأول من شهر تشرين الثاني 1982.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید