المنشورات

برونر، الويس:

كان أحد ضباط الجستابو، وعضوة في مكتب قيادة أدولف إيمان. كما كان مسؤولا عن ترحيل اليهود من اليونان وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا إلى معسكرات الإبادة في بولونيا. وفي كانون الأول 1944، بناء على أوامر خاصة صدرت عن قائد الجستابو هنريش موللر، استدعي جميع معاوبي إيخمان ووزعت عليهم أوراق ثبوتية مزورة، وطلب إليهم أن يقوموا بزيارة منشآت عسكرية مختلفة بأسمائهم المستعارة قبل أن يذهبوا للعمل في مهمات سرية في ألمانيا والنمسا.
وصول برونر إلى النمسا العليا قبل يوم النصر، ومر بودويس ورو مسدورن في منطقة لامباك، حيث ترك زوجته وعاد إلى فيينا. وقد ألقي عليه القبض متلبسا ببزة الويرماخت العسكرية الألمانية، واقتيد إلى معسكر ويغشايد بالقرب من ليتر. وقبل أن يستجوب من قبل منظمة ال  CIC  الأميركية، تمكن أن يلوذ بالفرار مختبئا في ألمانيا الشمالية. وعندما حوكم أخوه أنطون برونر ونفذ فيه حكم الإعدام في العاصمة، قامت السلطات الفدرالية الألمانية بحملة جديدة للبحث عنه. وصدرت بحقه مذكرات توقيف في النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، غير أن برونر اتصل بمنظمة أوديسا السرية التي زودته بالهوية الجديدة باسم جورج فيشرو.
وبعد وقفة قصيرة في القاهرة، تحرك برونر إلى دمشق حيث عمل في خدمة شركة محلية تقوم بتعبئة الكوكا كولا. ثم أسس شركة التوزيع الأفلام التي كانت تتعاطى الأفلام المناهضة للسامية. ثم عمل برونر في خدمة المفتي الأكبر والإخوان المسلمين، ثم افمك بعد ذلك في عمل يدر عليه أرباحا طائلة. إذ بينما كان يعمل لحساب الحاج أمين الحسيني إكتسب صداقة مظلي سابق في الرايخ برتبة نقيب اسمه
کارل هاينريش سبيث، الذي كان يعمل وسيطا في شراء الأسلحة للجزائريين الثوار، فاستخدم سبيث برونر في شركة الأدوية العربية تيمکو، وهي مؤسسة للأدوية مركزها الرئيسي في ليختنشتاين، واستخدمها كغطاء للتجارة السوداء في السلاح، وأسس برونر أخيرا محلا ممثلا في دمشق - محل للاستيراد والتصدير اسمه "مکتب  Cata" .  وكان شريكاه في هذا المحل: کارل هاير برينکمان والدكتور فؤاد نظيق وهو زعيم فاشستي فر إلى ألمانيا أثناء الحرب بعد أن ألغت فرنسا منظمة الشباب التي كان يرأسها.
وفي أيام الوحدة مع مصر، استخدم برونر من قبل المكتب الخاص. وقبل انقلاب 1991 بقليل أي في 13 أيلول، أخبر بأن رزمة بريدية قد وصلت باسمه إلى البريد المركزي في ألمانيا. واستلم برونر الرزمة من شباك الودائع البريدية وعاد بها إلى الميرل، وما كاد يحل وثاقها حتى وقع الانفجار. وفقد برونر عينيه الاثنتين كما لحق بذراعه الأيسر عطب كبير، ونزلت بصدره بعض الإصابات، وعلى الرغم من أن مصادر خاصة نسبت هذا الحادث إلى جماعة " اليد الحمراء " (وهي منظمة يمينية أسسها ضباط الجيش الفرنسي والفرنسيون المقيمون في تونس لمقاومة حركة بورقيبة - الحزب الحر الدستوري -)، فقد كان من الواضح أنه من عمل المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
وشفي برونر، وبعد فترة من وصول إيلي كوهين إلى دمشق سافر إلى القاهرة حيث وعدته وزارة الخارجية براتب تقاعدي.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید