المنشورات

بيتر، جو:

كان عميلا للمخابرات الأميركية في ألمانيا الغربية. كلف بمهمة الحصول على المعلومات الخاصة بألمانيا الديمقراطية، فتعرف على فتاة إيطالية تدعى " ماريا ديلاري "، عندما كان يظهر في المجتمع كطالب جامعي. وأخذ يغريها بالوعود الزائفة حتى استسلمت له بفضل مئات الدولارات التي صرفها عليها، وأخيرا فاجأها بكونه عميلا للمخابرات الأميركية فرع برلين، وطلب منها العمل بالسفر إلى ألمانيا الديمقراطية حيث قال لها بالحرف الواحد: " سافري إلى برلين الشرقية لأن من يحوز مثلك هذا الجمال الفتان لن يكون هناك أي صعوبة لها في الاتصال بمدراء ومهندسي المصانع الهامة أو مع رجال التجارة الخارجية ... سافري إلى مدينة لايبزغ واحضري المعرض هناك حيث تستطيعين اختيار من تريدين، وكأنهم على طبق بين يديك، ونحن كل ما نحتاجه أسماء ... عناوين ... صفات مميزة. ولا مانع لدينا من أن تقضي مع أحد هذه الشخصيات وليكن مثلا مدير عام)، عدة أيام عطلة جميلة في يوغوسلافيا أو بلغاريا أو هنغاريا ... الخ، إنك ستحصلين على كمية من النقود بالإضافة إلى استمتاعك بالعطلة ... ونحن هنا بدورنا المخابرات الأميركية تحصل على ما نريد ... إنك لن تستعملي مسدسا ولن تضعي لأحد سما، فقط سلاحك هو جسمك وهو سلاح فتاك. وبعد ذلك سنبقى معا ".
ولكن ماريا رفضت ذلك بشدة وقالت له: " أنا لا أستطيع ذلك، مع أني لست بالملاك الطاهر لكني لن أتحمل عذاب الضمير، وأود أن تبقى يداي نظيفتين في المستقبل ... "
وكان (جو) قد أفاض بالحديث مع ماريا نظرا لاحتسائه معها بعض الويسكي، وحدثها أثناء تناول الويسكي معها عن الكثير من مهماته ومشاريع المخابرات الأميركية لاستخدام طلاب الجامعات، وإرسالهم إلى ألمانيا الديمقراطية.
وسألها إذا كانت تثق بأحد من هؤلاء الطلبة حتى يقدمه الرؤسائه لاستخدامه، فنفت معرفتها بأحد يقبل التعاون مع المخابرات الأميركية.
وكانت من الجرأة الأدبية رغم ما كانت تشعر من حب نحوه بحيث قالت له: أنا نفسي رفضت التعاون معك ومع مخابراتك، فكيف تريدين أن أورط غيري؟ فودعها غاضبا وانصرف، وهو لا يدري أن جميع ما تفوه به قد سجل من قبل زملائه، لأن من عادة المخابرات الأميركية (عدم الثقة في عملائها، فتعمد إلى مراقبتهم والتدقيق في تصرفاتهم. 
استدعي (جو) في اليوم التالي إلى فرع المخابرات وأسمع حديثه المستفيض مع (ماريا) أثناء تناوله الويسكي، من قبل رئيسه المباشر (فورمز) الذي كان يتحرك في الغرفة جيئة وذهابا، وبعد انتهاء التسجيل، قال له رئيسه آمرة: " بسبب إخلاصك لنا سوف نتغاضي لك عن هذه الهفوة. إنكم تثرثرون أكثر من اللازم. لقد أطلعتها على أسرارنا، لذلك عليك بالتخلص منها. راجع المختبر لاستلام ما يلزم لذلك ".
وعندما ذهب إلى المختبر، تسلم أنبوب سم ودرب كيف يستعمله، وهذا السم الفعال تكفي ثلاث نقاط منه في كأس ويسكي للقضاء على إنسان.
توجه (جو) إلى حيث تقطن (ماريا) مصطحبا بيده اليمنى هدية المصالحتها، كسبب للدخول إلى غرفتها، وباليد اليسرى زجاجة الويسكي التي ستكون سبب فايتها، فاستقبلته كعادقا وتناولا طعام العشاء معا، وضع لها الكمية المحددة من السم في كأسها أثناء وجودها في المطبخ، وتناول كأسه النظيفة وشرب نخبها، فشربت المسكينة معه حتى آخر نقطة في الكأس وارتمت على مقعدها.
وبعد موتها، أقفل (فورمز) رئيس المخابرات في برلين الملف الذي فتح لماريا عندما طلب من (جو) التعامل معها، وأقفله نهائيا.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید