المنشورات

رينتلين، كابتن فريتزغون:

هو أحد أفراد البحرية الألمانية الذي يعد من طليعة المخربين في تاريخ الحروب الحديثة في نصف الكرة الغربي. وعندما أدرك الألمان قيمة المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة إلى أعدائهم أثناء الحرب العالمية الأولى، بادروا إلى إرسال أحد عملاتهم إلى الولايات المتحدة للعمل على منع أي مساعدة أميركية من أن تصل إلى الحلفاء وذلك بأي وسيلة ممكنة، واختاروا "رينتلين " للقيام بهذا العمل.
كان رينتلين قد التحق بالبحرية الألمانية في سنة 1903 وهو في العشرين من عمره، وكان من أفراد البحرية في برلين عندما بدأت الأعمال العدوانية، فدفعه حب الوطن إلى قبول المهمة التي عهدت إليه، ولدى وصوله إلى نيويورك في أوائل سنة 1915، بدأ يمارس نشاطه، واستمر على ذلك لمدة عامين حتى تعرض للخطر نتيجة أخطاء الملحق العسكري الألماني في واشنطن " فرانز فون بابن "، الذي أدت به تصرفاته فيما بعد إلى الوقوف أمام مجلس القضاء الأعلى في ألمانيا ثم إلى قفص الاتهام أثناء محاكمات جرائم الحرب في نورنبرغ
ونجح رينتلين في القيام بأعمال التخريب نجاح كبيرة وبجرأة ومهارة فائقة، نتيجة قصور في الجاسوسية المضادة الأميركية في ذلك
الحين. حتى أن كثيرا من الانفجارات السرية حصلت على سطح السفن حاملة المؤن والذخائر.
ولم يكن الملحق العسكري الأميركي فون بابن حريصا بما فيه الكفاية عندما أخطر برلين المكاسب التي حققها رينتلين. واستخدم لذلك شيفرة سهلة لدرجة أنها كادت تقرب من اللغة المعتادة، كما استخدم نفس الشيفرة عندما أنبأ برلين بعودة رينتلين مؤقتا إلى ألمانيا.
وتمكنت المخابرات البريطانية من التقاط هذه الإشارة الأخيرة، وعند دخول باخرة الركاب الهولندية نوردام إلى القنال الإنكليزي، صدرت الأوامر بإيقافها وتفتيشها. وبالرغم من احتجاج الرجل بأنه كان على ظهر سفينة محايدة، فقد ألقي القبض عليه و كل ما استطاع البريطانيون أن يفعلوه هو وضعه في السجن. ولكن عندما اشتر کت الولايات المتحدة في الحرب، طلبت إعادته إلى بلادها، ثم كانت النتيجة أن قدم للمحاكمة حيث حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات قضاها في سجن أتلانتا، حتى إذا ما أنتم فترة الحكم، كانت الحرب قد وضعت أوزارها وبدلا من أن يعود إلى ألمانيا، أقام في إنكلترا حيث اعتقل مرة أخرى في بداية الحرب العالمية الثانية.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید