المنشورات

السراج، عبد الحميد:

كان رئيسا للمكتب الثاني " السوري (جهاز المخابرات) منذ عام 1954 جمع بين يديه سلطات جعلت منه الحاكم الحقيقي للإقليم الشمالي، وكان عمره 36 عاما، ناعم اللسان، ابن لتاجر غني من مدينة حماه، تخرج من مدرسة الدرك، ثم من الكلية الحربية في حمص، وكلية المساعدين الفرنسية، ولم يكن يقتصر إشرافه على 15 ألفا من قوات الشرطة فقط وإنما امتد إلى قوات الأمن الداخلي، والمخابرات العسكرية، والمكاتب الخاصة. وهي الشرطة السياسية التي كانت تنفق أكثر من مليون ليرة سورية في العام على 6000 مخبر بقصد الحفاظ على الوحدة. وكان حسنين هيكل صديق عبد الناصر وأمينه يقول عن السراج: "يريد أن يعرف كل شيء وعن أي إنسان، وكان لا يرضى أن تفوته حركة ولا همسة". كما كان أحد معاونيه يقول عنه: "كان قادرة على أن يسمع النملة وهي تمشي في أي مكان من سورية كما أن عيونه كانوا من الكفاية بحيث تعلم السوريون الذي يكثرون الكلام أن يتحدثوا همسا، كما طور السراج لدى السوريين محلة اسمها الرعشة السورية، وهي مرض عصبي تضطر المريض إلى أن ينظر دائما إلى ما وراء كتفيه ".
وخلال اكثر من ثلاث سنوات استطاع السراج أن يتخلص بلباقة من الضباط المدنيين الذي كانوا غير راضين عن النظام. وكان يبتكر قضايا التجسس، ويلاحق المنشقين أمام القضاء موجهة إليهم أشنع الاتهامات غير المسؤولة، وسياسته الاستبدادية التعسفية جرت الإقليم الشمالي. أخيرة إلى حافة الفوضى. وفي آخر أيام الوحدة حاول عبد الناصر أن يكسر من شوكة السراج، عندما قسم مصالحه إلى "مخابرات عسكرية " و"أمن داخلي " ودمج المخابرات المصرية بالمكاتب السورية وذلك لتوسيع أفقهم، ورفع مستوى كفاءقم. غير أن القلق الذي استحوذ على المنطقتين والذي نشأ عن تاريخ طويل من أعمال التطهير وعدم الاستقرار السياسي، يضاف إليه الخصومة التقليدية بين المصالح، كل ذلك لعب دوره في تأخير انصهار عملياتهم.
وعندما أعيدت الجمهورية العربية السورية عام 1961 ?لت أجهزة السراج، وبعد تطهير الجيش من الضباط الناصريين أعيد تنظيم هذه المصالح، ووضعت تحت قيادة ضباط من جناح مناوي، الذين حاولوا بدورهم استخدام سلطتهم لتصفية العناصر الشيوعية والناصرية والاشتراكية في الجيش. وعندما انتقل الحكم إلى حزب البعث تحول المكتب الثاني بجميع فروعه إلى خدمة الحزب.








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید