المنشورات

سيمونفتش، ليديا مردوخ:

جاسوسة صهيونية وإنكليزية في القدس خلال الحرب العالمية الأولى هي إحدى جواسيس اليهود من شبكة الترليفي. كانت مهمتها الاتصال بالضابط التركي اليوزباشي جواد أدهم بك في
منزل استير حاييم في الحي المسكوبي في القدس. حيث كان هذا المنزل ملتقى للعشاق، وكان يتردد على هذه الدار كبار الضباط الألمان والنمساويين وبعض الضباط الترك منهم البنباشي عارف حکمت بك من ضباط أركان الحرب، واليوزباشي عادل بك. واليوزباشي جواد ادهم بك.
وشك رئيس الشعبة الأولى بتردد هؤلاء الضباط على هذه الدار، وعهد إليه القائد بکشف شبكة الجاسوسية، وبدأ بمراقبتهم. فعرف أن الضابطين الأولين يترددان عليها للمقامرة بمبالغ قليلة من المال قصد التسلية وتضييع الوقت، في حين كان الأخير جواد ادهم بك يرتادها للاجتماع بيهودية حسناء تدعي ليديا مردوخ سيمونفتش.
ورأت القيادة أن تحتال لمعرفة ما إذا كانت الأخبار تتسرب خلال اجتماعاتها بواسطة هذا القائد، فعقدت اجتماعا قررت فيه بعض التدابير العسكرية ثم استرجعتها بعد انصراف ضباط أركان الحرب. وفعلا اتصل جواد ادهم بالعدو، وكانت هذه الخدعة سببا في تكبيد الإنكليز خسائر فادحة.
وعندئذ اتضحت للقيادة خيانة هذا الضابط التي اعتقل بعد يومين في دار (استير) يتشاجر مع ليديا وهي تبلغه استياء الانكليز منه ولكن هذا القائد الذي أوقف بالجرم المشهود، لم ينتظر محاكمته، بل تناول فورة مسدسه وافرغ منه رصاصة على صدره كانت كافية للقضاء على حياته.
أما ليديا، فقد أجبرت على الإنكار في بادئ الأمر، إلا إنها عادت فاعترفت بأنها لا تعرف من الأمر شيئا، بل ه ي آلة بيد آلترليفي الذي دفعها للاتصال بالقائد لقاء جمالها ومبلغ كبير كانت تحمله إليه، وأنكرت معرفتها مكان الجاسوس الخطير.
فاستدعاها علي فؤاد باشا إلى غرفته، واستجوبها، فلم تنكر إنها نمسوية، ولكنها قالت أن خدمة قومها اليهود توجب عليها أن تنسى وطنها النمسوي، وهذا خدمت (آلترليفي) لا كجاسوسة إنكليزية، بل تحقيقا لخدمة الوطن القومي اليهودي. ولم تزد الجاسوسة الحسناء على ذلك شيئا، كما أنها رفضت أن تجيب على السؤال الذي وجهة إليها عن مكان اختفاء (آلترليفي) رغم جميع التهديدات، فأدرك القائد عندئذ أن من العبث التحقيق مع هذه الفتاة بالحسنى، ولهذا أحالها إلى مقر القيادة في دمشق، ومنه أحيلت إلى ديوان الحرب
العرفي









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید